شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هوى النفس
وأعتقد أنه لا يحتاج إلى تعريف. يكفي أن نعلم أنه حين يلتف على العقل، ويطوق أحكامه يصبح هذا العقل أسير هذا الهوى يسيّره الهوى كيف يشاء... فذلك واقع كل أسير محكوم... والحزن، أو هو المؤلم الرهيب، أن يصبح هذا العقل شر أعداء الحق.
وما أكثر ما دمّر الهوى، من معطيات الحضارة، من فكر وجمال... بل وما أكثر ما أسقط من معاني العدالة والحق، فأفسح المجال واسعاً ممهداً لظهور الطغاة، وحملة كرابيج الظلم والاستبداد والاستعباد، في المجتمعات البشرية، التي ما زلنا نجهل سر خضوعها الذليل وإذعانها الخانع المستسلم؟! مع أنها - وحدها - تملك القوة التي تستطيع أن ترفع عن كاهلها كرابيج الطاغية، وأثقال استبداده وفجره.
كل ما نراه أو نسمع به، من صراع شرس بين الحق والباطل... بين الخير والشر... ليس في حقيقته إلاّ صورة من صور الهوى... هو النفس.
ولا ندري كيف عجز العلم، طوال تاريخ البشر على هذا الكوكب، أن يستكنه الطريقة التي ينتصر بها هذا الهوى... هوى النفس... على العقل... وعلى منطق الأشياء... بل حتى البديهيات.
الأغرب من ذلك، إنه كالنار، يجفّف القلب... وكالعلَق يمتص من الوجدان أجمل ما فيه من رحيق المشاعر النبيلة، ونوامي الحب والحنان... وكالمعول يدمّر ويهدم معاقل الإحسان والرحمة... وكالغول يأكلُ كل شيء... حتى شرف الكلمة، وكبرياء النزاهة، وكرامة الصدق والخلق النقي.
ولا سبيل للتخلص من شرور هوى النفس هذه... من هذا الوباء الرهيب، إلا بأن يحاول المرء ما استطاع، أن يفتح في القلب، وفي العقل نوافذ مهما كانت صغيرة، تطل على آفاق ومكامن الخير والقيم والمثل التي جاءت بها رسالات السماء... وأن نتعمّق ما جاء في كتاب الله الكريم لنرى من آفاق الخير، والحق، والعدل، والإحسان، ما لو استوعبناه وعقلناه، لحققنا من الانتصار على هوى النفس... وما أكثر ما يحيط بنا من الشر والبلاء، من إفراز هذا الهوى.
كلّما اتسعت أمامنا هذه الآفاق... كلّما ضاقت الثقوب التي يتسلّل منها هوى النفس.
وكلما أتيح لك أن ترى حقيقة الحياة، وكم هي تافهة... تطفئها هبّة من قدر محتوم، كلّما تضاءلت، وتراجعت، فرص انتصار هذا الهوى.
بهذا وحده يتبلور معنى الآدمية الخليقة بالحياة... كما أرادها الله.
ابتسامة اليوم
أرسل ((كوهين)) ولده، ليشتري له قطعة جبن... فاشتراها الولد بسعر الكيلو عشرة ((شيكلات)).
وما كاد يسمع كوهين ((عشرة شيكلات)) للكيلو، وليس للقطعة منه، حتى صفع جبهته بيده وصاح:
عشرة شيكلات... عشرة يا ظالم
ـ ولكن القطعة التي اشتريتها، لم أدفع إلاً شيكلاً واحداً فقط
ـ ولك وجه تتكلم... وصوت يجادل... إن كنت لا تستطيع أن تعيدها... فضعها في الثلاجة... وإياك... إياك أن تذوقها... قبل أن تنخفض الأسعار.
* * *
زار أحدهم مستشفى للأمراض العقلية... ودخل حجرة رأى فيها مريضين كل منهما مستلقٍ على سريره... فسأل الطبيب عن سبب مرض أحدهما فقال الطبيب:
ـ لقد خطب فتاة... فرفضت أن تتزوجه فأصيب بحالة جنون.
فسأل الزائر عن المريض الآخر فقال الطبيب:
ـ أمّا هذا فهو الذي تزوج تلك الفتاة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :589  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج