شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في أجواء هجرة اليهود السوفيت إلى فلسطين (1) التلمود
هجرة اليهود السوفيت بعشرات الألوف إلى فلسطين، عملية تنطوي في واقعها المتستر بمبدأ البيروسترويكا، على رغبة لا ينفيها الروس الأوروبيون الأقحاح، وإن كانوا لا يظهرونها، وهي تفريغ الأرض الروسية على امتدادها وسعتها من اليهود، وهم في هذا لا يختلفون كثيراً عن الألمان النازيين، إلا في أنهم لم يمارسوا تلك الوسائل التي مارسها هتلر، على اليهود طوال فترة صعوده، إلى اليوم الذي رحل فيه منتحراً، وهو يرى سقوط برلين. وهم ينتهزون فرصة قيام دولة لليهود في فلسطين باسم (إسرائيل) ليتموا عملية التفريغ الماكرة، على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه التي احتلت - إذا لم نقل ضاعت - في حرب الخامس من يونيو عام 1967
وفي أجواء هذه الهجرة، تستعيد ذاكرتي، الكثير من الدراسات التي عُنيت بها بعد نكبة عام 1967، عن (اليهود) بشيء من التوسّع زاد من مستوى الدراسات السابقة التي عشت أتابعها منذ قيام دولة البغي والطغيان في عام (1948).
من هذه الدراسات، معلومات أقدمها باختصار إلى القارئ الكريم عن (التلمود)، وعن بروتوكولات حكماء صهيون، وعن ادعاء قتل ستة ملايين من اليهود، في أفران الغاز بأيدي الألمان النازيين الخ...
ونبدأ اليوم بمعلومات مختصرة عن (التلمود) لا أشك في أن لدى الأعلام من علمائنا ما يغنيهم عن قراءة ما أقدمه إلى عامة القراء، ولا أقول (عامة المثقفين).
وكلمة (تلمود) تقول الموسوعة الميسّرة، إنها كلمة آرامية مأخوذة من العبرية، ومعناها (تعلّم). ثم تقول إنها مجموعة الشرائع اليهودية التي نقلت (شفوياً)... والمفارقة هنا أن اليهود لا يعتدُّون أو لا يعتمدون في تشريعاتهم على (التوراة) المكتوبة نصوصاً، وإنما على هذه المجموعة من الشرائع التي نقلت (شفوياً) والتي يتمسك بها اليهود ((المحافظون)) وتضيف معلومات الموسوعة الميسّرة أن التلمود كتب في (فلسطين) و(بابل) في القرنين الخامس والسادس الميلاديين. وإن (تلمود بابل) هو المعتمد.
ولا نحتاج أن نقول إن قضية فلسطين، هي في نفس الوقت قضية اليهود أو قضية (العالم العربي مع اليهود) وحين نقول (اليهود)، فإننا نعني اليهود (شتاتاً في العالم) أو (مجتمعين) تحت علم إسرائيل في فلسطين. ومن هنا فإن قضيتهم، هي قضية مئات من الجنسيات واللغات، استطاعت (الصهيونية) بتخطيطها الشيطاني الدقيق، أن تجعل من (التلمود) سبيلاً لتكتل جميع اليهود، وأن تعسكرهم جيشاً يعتدي، ويرتكب أبشع جرائم الإرهاب والطغيان، لإقامة ما يسمّى اليوم (إسرائيل). واستطاع التلمود في يد الصهيونية أن ينفث روح العدوان، ليس فقط على الفلسطينيين وإنما على الإنسان في العالم على رحبه. وهذا التلمود كما سبق القول هو مجموعة من الوصايا والتعليمات، إلى جانب الحكم - جمع حكمة - والأقاصيص والأساطير أيضاً. وقد وضعها كلّها أحبار اليهود وحاخاماتهم منذ مئات السنين... وقد قيل إنهم ظلوا يضعونها منذ طردهم الرومان من فلسطين في عام 585 قبل الميلاد.
وأهم في ما في التلمود - في يد الصهيونية - أنه ينعش ويغذي كل يهودي في العالم بحلم العودة إلى ما يسمى (أرض الميعاد) كما يغذي مشاعرهم بالحنين إلى الهيكل الذي أقامه سليمان، ويأمرهم بالذهاب إلى الجدار الذي بقي منه والبكاء أمامه. والذين لا تسعفهم مشاعرهم ببكاء حقيقي يجب أن يتظاهروا بالبكاء والعويل... والذي يحدث أن يؤثر هذا التباكي على مشاعر النساء العجائز والصبايا والأطفال فيبكي هؤلاء بكاء حقيقياً...
والملاحظة هنا هي تأثير التلمود (كعقيدة) في نفوس اليهود، إلى هذا الحد الذي جعلهم لا ينسون الهيكل... ويقفون للتباكي أمام جداره منذ أكثر من ألفين من السنين.
والسؤال الذي يطرح نفسه على كل عربي هو: (لم لا يكون لعقيدة العربي) هذا الأثر الذي يجعل جميع العرب يتجمَّعون ويلتفَّون ويتوحَّدون فيعملون بوحي هذه العقيدة وبإشعاعها الروحي في مشاعرهم، ليس فقط لصد وهدْم مخطط الصهيونية أن تغرقها بالعطف على اليهود؟؟؟
ترى هل يمكن أن تصور قدرة وصايا التلمود على توحيد كلمة اليهود طوال أكثر من ألفي عام لتجمعهم الصهيونية في النهاية، في أرض الميعاد، وفي قلوبهم حلم (الهيكل) ومعه حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات... ولا يخطر ببالنا قدرة عقيدتنا السمحة على أن تجمعنا تحت كلمة التوحيد.
ما أكثر ما يدور في النفوس من الأسئلة الحائرة، التي يثيرها ما يتم لليهود، في مواجهة ما يقع للعرب والمسلمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.