شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أن تكون فلسطين أو لا تكون
الموقف الدقيق الذي يواجهه ساسة العالم العربي، في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل أزمتنا مع تواطؤ الصهيونية والاستعمار، هو أن تكون فلسطين، أو لا تكون.
وأن تكون فلسطين... أمل تتعلق به الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط... وهو أمل ناضلت من أجل تحقيقه طوال أربعين عاماً، أراقت خلال حروبها الكثير من الدماء، وضحت بأرواح الشهداء في الحرب، شهداء في عمليات الإرهاب النازي الذي قام به العدو في كل مرة مارست فيه إسرائيل عدوانها الغاشم الأثيم.
ثم هو أمل لا تتردد هذه الشعوب - وليس فقط الشعب الفلسطيني وحده - في مواصلة النضال من أجله، والتضحية في سبيله عقوداً أو قروناً من السنين، يدفعها إلى ذلك إيمانها بأن حق الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين، حق ثابت صريح، لن يغير من عدالته وقانونيته اعتراف الأمم المتحدة، ولا يغير من جذوره الثابتة أن تعتدي عليه الصهيونية ومن دأبوا على دعم باطلها من قوى البغي والطغيان.
أن تكون فلسطين... هو المطلب الذي تسهر عليه عيون الألوف من المشردين من أبناء فلسطين وعيون ملايين من إخوانهم في كل بلد عربي، وقد فتحت يوماً على هدير الكارثة، ولم تغمض حتى اليوم...
وأن لا تكون فلسطين... هو باختصار مطلب العدو الذي يجد في هجرة اليهود السوفيت - على أساس مبادئ البيروسترويكا، التي طلع بها جورباتشوف - المسوغ الأعظم للتمسك بكل وسيلة تمكنه من الاستمرار في احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة بل ومرتفعات الجولان أيضاً مع تطلعه الملموس إلى الجنوب اللبناني وفيه ركيزته القذرة التي لم تفكر الميليشيات بأنواعها في اقتلاعها وتخليص الجنوب من سلطانها.
والشعوب العربية، لا تطيق ولا تتصور أن لا تكون فلسطين... ولا تقبل أن تنتهي فلسطين وتمحى من الوجود لمجرد أن هذا مطلب إسرائيل، ومطلب من يدعمونها، ويقررون أنها قد وجدت لتعيش...
إن هذا الشعب الذي استطاع أن يصمد، للجوع، والصقيع، والتشرد، والمرض والتجاهل والإهمال منذ عام 1948، والذي تسلح بحجارة الأرض أخيراً وأعلن بسلاحه هذا انتفاضته التي دخلت عامها الثالث والذي سوف يوالي نضاله في قلب الوطن المحتل... ينبغي على كل من يؤمن بالله ثم بعروبته وإسلامه أن لا يساوره شك إطلاقاً، في أن هذا الشعب سيظل متمسكاً بحقه في الوجود، وسيظل وراء حقه السليب ووطنه المسروق، وكيانه المعتدى عليه - ولا بد أن يصل إلى حقوقه المشروعة مهما طال الصبر وطال النضال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :527  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج