شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صرخة الابنة - نوال سعد صالح السيف
وهي صرخة نشرتْها هذه الجريدة يوم 5/6/1410 للابنة (نوال سعد صالح السيف)... عن ذلك الطفل وعمره ست سنوات، يتأبط حقيبة المدرسة، ويركض عبر الشارع، إلى مدرسته التي يبدو أنها تقع في الضفة الأخرى من الشارع الذي انطلق يركض لعبوره، فإذا بسيارة (متوحّشة)،- وهذا تعبير الكاتبة - تفري الطفل قِطَعاً... وانتهت هذه الروح الطاهرة الجميلة تحت عجلات السيارة.
وصرخة الابنة (نوال سعد صالح السيف) تُسلم بأنها معنا في أن (الأمر قضاء وقدر) ولكنها تتساءل: (هل معنى هذا أن نظل ننتظر قضاء وقدر مجموعة من الأطفال ذكرت أسماءهم... ربما لمجرد الرغبة في تذكيرنا بأن أطفالنا، سيظلون عرضة لفَرْيهم أو فرمهم تحت عجلات السيارات (المتوحّشة)... ولا أدري لم وصفت السيارة (بالتوحش)، ولم تقل إن السائق، وأمثاله مئات وألوف هم الذين يجب أن يوصفوا بأنهم (وحوش) يتعذر أن يوصفوا بالآدمية، وهم ينطلقون بسياراتهم بسرعة صاروخية، تؤكد توحّشهم وجنونهم... ونحن لا نجهل أن مكان الوحوش، هو البراري والقفار، أو حدائق الحيوان... ومكان المجانين هو المصحات العقلية، وبما أنهم، يعتبرون في نظر النظام واللوائح (عقلاء)... فمكانهم زنزانات السجون.
ولا أذكر الآن ما الذي طالبت به الابنة (نوال سعد صالح السيف) في صرختها، ولكن الذي لا أتردد من جانبي في المطالبة به، ليس المزيد من رقابة المرور، وعقوبات المخالفات المرورية المعتادة، بل الذي أطالب به، وأتطلع إلى أن يشاركني هذه المطالبة رجال المرور أنفسهم... لأنهم الذين يتحمّلون مسؤولية العمل على التقليل من (الحوادث المرورية) التي نقرأ، في الصحف، ضحاياها، ليس من الأطفال فقط، بل من الكبار... من الشباب في زهرة العمر.
الذي أطالب به، هو إيجاد الجهاز (الآلي) الذي تزوّد به جميع السيارات، ليحول ويمنع زيادة السرعة عن 100 كيلومتر في الساعة، في الطرق بين المدن... وفي نفس الوقت تزويد الشوارع والمنعطفات بعدسات تلفزيونية تضبط كل سيارة تتجاوز السرعة المقررة في الشوارع، وهي تختلف من شارع إلى آخر... بحيث يجب أن تتضاءل في الشوارع الضيقة، والمنعطفات.
قال لي أحد الذين قرؤوا هذا المطلب الذي سبق أن كتبته فيما أكتب عن الشؤون العامة (لن تسمع استجابة لطلبك هذا، لأن من مُلاك السيارات شخصيات، لا يطيب لها أن تُرغم على تحديد سرعة سيرِها وسياراتِها... وأقول، إن النظام يجب أن لا يفرق بين شخصيات تخضع لأحكامه، وبين أخرى لا يطيب لها أن تخضع لهذه الأحكام...
عدد الحوادث المرورية في المملكة قد يكون الأكبر والأضخم، والأكثر دلالة على الاستهتار بالنظام، الذي أشهد من جانبي أنه (عالمي)... ولكن المشكلة - مع الأسف الشديد - أننا غير عالميين، في احترام النظام... ولذلك فلا بد أن يكون لنا نظام يتفق مع نقص (عالميتنا) أو ضعف إحساسنا بمسؤوليتنا عن الأرواح التي تذهب ضحايا (للحادث المروري) كما تسميه إعلانات العزاء والنعي الخ...
ثم... أنتهزها فرصة لأتساءل عن المبرر الذي تقبله دوائر المرور، للتصريح لشبان دون سن العشرين، بل دون سن الخامسة عشرة، بأن يمتلكوا سيارات، وينطلقوا بها بتلك السرعة الصاروخية حتى في الشوارع الضيقة... أو في طريق الجامعة الذي يخترقونه ليس لأنهم يدرسون في الجامعة، وإنما ليمارسوا استهتارهم بالنسبة للسيارات التي تنقل فتيات الجامعة... ومبرر قيادتهم للسيارة أنهم يقومون بواجب توصيل (أخواتهم).
ليس على المسؤولين عن تنفيذ أنظمة المرور، للتأكد من هذه الفوضى في التصريح لهؤلاء إلاّ أن يقفوا أمام بوابات المدارس الثانوية (والإعدادية)، ليروا صفوف السيارات المترفة من الكاديلاك إلى المرسيدس... نزولاً إلى التويوتا الفخمة، يقودها المراهقون الذين لا تزال أصواتهم، تؤكد أنهم دون البلوغ.
وبعد:
فقد يجب، أن أقول للابنة (نوال سعد صالح السيف)، إن هناك خطأ من جانب الأم أو الأب الذي يسمح لطفل في السادسة، أن ينطلق وحده وأن يعبر شارعاً كبيراً، إلى المدرسة... المألوف، بالنسبة للأطفال في مثل هذه السن، أن يصحبهم الآباء، أو أن تكون للمدرسة حافلات تقوم بنقلهم، ((مجموعاتٍ))، كما هو الواقع في معظم بلدان العالم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :707  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج