شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
منتهى الهدوء - لشريفة الشعلان
ولا أكتب هذه الكلمة، عن مجموعة قصص الكاتبة شريفة الشعلان، استجابةً لإهدائها إليّ. فهي لم ترصِّع النسخةَ التي بين يدي، بعبارة إهداء، وإنما أكتبها لأني وجدت المجموعة، بين ما يتراكم على مكتبي من كتب، أشتري بعضها، ويهدي إليّ بعضها الآخر. ولا ينبغي أن أتحاشى التصريح بأني معروف بانحيازي للمرأة، ابتداء من الأم رحمها الله وانتهاء عند الحفيدات، وبين الفريقين ما أترك للقارئ أن يراه بخياله، وأيضاً بظنونه التي لا أجهل أين تتجه، فإذا ساءت - وأعني الظنون - فلا أملك إلاّ أن أقول: (غفر الله له ولي).
وإذا صح ما تختزنه ذاكرتي، فإن الكاتبة الكريمة، كانت إحدى المشاركات، في قراءة قصص، ومقطوعات شعر في نادي جدة الأدبي الثقافي. وأتجاوز الحقيقة إذا زعمت أني أتذكر القصة التي قرأتها الكاتبة شريفة الشعلان... وإذا زدت على ذلك أن الحضور من الجنس (الخشن) قد صفّق للقصة التي قرأتْها الكاتبة الكريمة، فإني لا أنسى، أني علّقت على ما سمعت من القصص، وربما قلت عن إحداها لكاتبةٍ أخرى: - إني لم أفهم؟؟؟ وكان رد الكاتبة أنها لا تكتب، ليفهم أمثالي... وأمثالي بطبيعةِ الحال هم ((أصحاب العكاكيز)). ويسرني أن أنوب عن أصحاب العكاكيز هؤلاء لأقول: - إننا طلابُ علم، ولا تزال عندنا القدرة على (حفظ اللوح)، وننتظر اليوم الذي نصل فيه إلى فهم ما يكتبه الكثيرون من شداة الحداثة من الجنسين... ولا أشك أبداً في أن الإبداع الحداثي في مرحلة مخاض - فيها شيء من العسر - ولكنها - في النهاية - ستعطينا، ما يضيف إلى الحركة الأدبية، مياسم جديدة لها رونقها وماؤها، ولها كذلك المعجبون بها من ((أصحاب العكاكيز)).
وبما تختزنه الذاكرة عن قصة الكاتبة الكريمة شريفة الشعلان، التي سمعها الحضور في النادي وصفقوا لها، وجدتني أحتضن مجموعتها - ولعلها الأولى - في منتهى الهدوء. وأعكف على قراءة، (المقدمة) التي تبدؤها بأنها (لم ترغب أن يقدمها أحد إليكم)... وهي بمنطق أنثوي عفوي تخاطب قراءها فتقول: (بصراحة أخافكم أنتم جميعا) و(جميعاً) هذه تشمل أولئك الذين قالت إنهم أشبعوها ((تكسيراً)) وهي تضيف: (لست أطمع في رحمة... ولكني أتوخى عدلا...).
ولا أجد الوقت لأقرأ أكثر من قصة أو اثنتين... وكانت (الجنين) هي الأولى، التي ما كدت أقرأ الجملة الأولى منها، حتى أحسست أنها أمسكت، ليس بتلابيبي، وإنما بشتات ذهني... وكيف لا... والجملة الأولى تقول (كنت أمارس عليها ساديَّتي...) وحكاية (السادية) والساديين موجودة في جميع المجتمعات البشرية، المتقدمة منها، والمتخلفة، بل إن المتقدمة هي الأكثر تراكماً وانتشاراً، ربما لأن ((الكونت دي ساد)) كان من هذه المجتمعات المتقدمة. وربّما أيضاً لأن هذه السادية، ليست مقصورة على الرجال، بل هناك نساء ساديات يطيب لهن أن يمارس الرجل هذه السادية ربما إلى حد القتل... والعياذ بالله.
والشخصية التي جعلتها الكاتبة تتحدث عن نفسها: - وأعني الرجل - يقول: (كنت أمارس عليها ساديتي... أمارسها بعشق... أسحقها حتى العظم... أرتوي ببؤسها حتى الثمالة) ثم يقول وهو يعني (زوجته) - كنت لا أدعوها إلاّ (يا ذكر النخل) لأنها لم تنجب... رغم أنني لم أذهب بها لطبيب، كما لم أفحص أنا. لم تكن تعترض... لم تكن تغضب... كانت تمشي بقدها الذي لم (يكسوه) لحم قط... كأنها لا تعرف من طعم الأكل إلاّ ما يحفظ حياتها.
وتزيح القصة الستار عن عقدتها، في الفقرة التي ذكرتها... عقدة ((أنها)) لم تنجب... وأنها بالغة النحافة والهزال، إضافة إلى الكثير مما ظل يشوّه به صورتها، مما يمكن أن يدخل في مفهوم المبالغة والتهويل. ونجده مع كل مشاعر الكراهية، وتصرفات السادية مع (ذكر النخل) يقول (اعتدتُها)... اعتاد كل ما يراه قبيحاً فيها، حتى ضفائرها المحنّاة... وتستوقفنا الكاتبة حين تكشف عن ((معنى للحب)) في منطق هذا الإنسان السادي إذ يقول: (لم أذكر أنها تجاوبت معي... ويتساءل: ولكن كيف تتجاوب، وأنا كل مرة ((أغتصبها اغتصاباً)) وكان آخرها قبل شهرين.
هذا الذي يسميه (تجاوباً) مفقوداً جعله يغتصبها قبل شهرين، وصل بالقصة إلى نهايتها حين دخل الحمام فوجدها (مكفية) على وجهها وأسفلها غارق في الدماء...
قالوا له (ميتة)... ولم تمت ((قتلاً)) بل نزيفاً نتيجة للحمل.
ومع أن عقدة القصة قائمة على أن الزوجة (ذكَرَ النخل)، وأنها ليست من الجميلات... فلا تعطينا الكاتبة شيئاً عن الظروف التي جعلته يتزوجها، فإن إحساسه بالإثم بعد موتها، يبدو مفتعلاً، أو مبالغاً فيه. إذ تلك ((السادية))، أكثر شراسة واستهتاراً من أن تفتتح ثغرة للإحساس بالندم.
وبعد:
فقد استوقفتني بعض الأخطاء النحوية واللغوية، التي ما كان لي أن أذكرها، إذ لست مصحّحا لكراسة تلميذ... ولكن كم يحسن بالعمل الفني، أن يتكامل، فلا يقع فيه هذا الخطأ.
من هذه الأخطاء: (لم يكسوه)... والصحيح (لم يكسه) - السطر الرابع من الفقرة الأولى ومنها: (فكرت أن أدخل مطعم)... والصحيح (مطعماً)... السطر الثاني من الصفحة 13 ومن الأخطاء اللغوية (ودخلت الحمام لأجدها ((مكفية)) - والصحيح منكفئة.
وإني لأرجو أن أجد الوقت لقراءة قصص أخرى للكاتبة الكريمة... أشعر أن فيها ما يخفف عني ضغط الكتب والمواضيع، التي أسميها (ثقيلة)... ولكن لا مفر من العكوف عليها أغلب الوقت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1101  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج