شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيدة نوال السعداوي... والبيض الفاسد
الأستاذ صالح محمد جمال، من أفاضل وأعلام كتابنا، ومن أشدهم تمسكاً بما يرى أنه السبيل إلي، صون وحماية كيان المرأة المسلمة، من الاندفاع في طريق، تكثر فيه المنزلقات الخطيرة، التي لا تختلف عن مستنقعات لها تلك الروائح النتنة، التي يتطلع الرجل ((متكامل الرجولة))، إلى أن لا تقع فيها أي امرأة، وفي الدرجة الأولى، الابنة والأخت والزوجة، وكل من يشملُهن مفهومُ (العِرض).
وفي كلمة موجزة له منذ أيام، نشرت تحت عنوان (البيض الفاسد)، ألمح الأستاذ إلى الانزلاق غير المسوّل، أو هو الاندفاع الأهوج، الخالي من كل أثر لضوابط الإحساس بالخصيصة الأولى التي لا تخلو منها امرأة - حتى لو كانت من بنات الليل - وهي (الحياء) وصُفرة أو حُمرة الخجل من أن تبدر منها بادرة تخدش هذا الذي اعتقد أنه خصيصة (غريزية) أودعها الله في (الأنثى)... ولا تشذ عنها حتى (أنثى الحيوان)... ولعلّ الذين يرعون نوعاً من القطط، لاحظوا كيف تتصرف الأنثى في موسم الإخصاب... حيث تحرص على أن يتم لقاؤها بالذكر بعيداً عن العيون... وأعني عيون أهل البيت.
في هذه الكلمة، تحدث الأستاذ صالح محمد جمال عن ((السيدة نوال السعداوي))، التي يقول الأستاذ إنها خلعت (برقع الحياء)، ونزعت رداء الدين والخلق فتطالب (بتعدد الأزواج) وإنها قد تجاوزت حدَّ مجردِ (الفكرة أو الدعوة) إلى عقد مؤتمرٍ لنساء العرب تطرح عليه هذه الموضوعات ليقررن المطالبة بتحقيقها.
كانت كلمة الأستاذ صالح محمد جمال موجزة، وكان يمكن أن يُشبعها بحثاً ونقاشاً فيلقي نظرة أوسع على موضوع الزواج - ليس في الإسلام فقط - وإنما في التاريخ، وعند مختلف شعوب العالم...، لينتهي إلى أن مطلب (السيدة نوال السعداوي)، ومن رضين أن يكن من أعضاء المؤتمر الذي دعت إلى عقده عودةٌ إلى بدائيةٍ تجاوزها البشر، حتى في الكهوف والأدغال، لأن (غريزة الدفاع عن (العِرض) وردْعِ الاعتداء عليه، لم يعد ثوابت دينية في الإسلام أو في غيره من الأديان، وإنما هو قبل كل شيء (خصيصة الرجولة المتكاملة) في جميع الملل والأديان.
لا نجهل، كما لا يجهل أحد، في العالم المتقدم و((الثاني أو الثالث))، أن هناك الكثير جداً من حالات الانحلال الخلقي، والتهتك، والاستهتار، وتفكك الروابط بين المرأة ورجلها - زوجاً أو عشيقاً - ولكن كل هذا على أنه واقع مشهود، لا يعني أن جميع الناس، في جميع المجتمعات البشرية، قد اكتسحها هذا الدمار الخلقي... بل لعل من واجب النظرة الموضوعية، أن نقول، إن البشر في هذه المجتمعات، تهولُهم وتَفْجعهم هذه الظواهر التي تُصاقِب، وتتجاور، مع المخدرات، ومع انفلاتات مفهوم الحرية وميوعة القوانين، ومجالات الوقوع على الثغرات في هذه القوانين يُتقنها المحامون بأساليبهم التي لا أدري هل يأتي وقت تتنبه فيه الدول إلى أن من أسباب تفشي الكثير جداً من الجرائم، هذه الثغرات، وهؤلاء الذين يعرفون كيف يقعون عليها في دفاعهم عن المجرمين أو من في حكمهم.
السيدة نوال السعداوي، نموذج لآخر ما وصل إليه تهتُّك معنى الحرية واهترائه، ليس فقط في الدين الإسلامي، وإنما في مجتمعات التهتك والانحلال...
أمّا كيف تضع المجتمعات الإسلامية حداً لهذا النوع من الانحلال (المثقف) فموضوع يحسن أن يطرح، ليس فقط على بساط الدين والشريعة، بل على بساط (الرجولة المتكاملة) في جميع الأديان... وفي جميع المجتمعات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :783  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج