شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة السفير الشاعر حسن عبد الله القرشي ))
ثم شدا الشاعر حسن عبد الله القرشي بقصيدة قدم لها بكلمة مختصرة جاء فيها:
- في الحقيقة لا أتذكر ما يمكن أن يقدم الآن فيما عدا قصيدة تصف حال الأديب في عصرنا وما يعانيه. ونحن عموماً نعيش عهد النضال ونعيش عصراً يستحق أن يرثي فيه الأديب نفسه. ما أتذكره هو ما قلته في رثاء الأستاذ الكبير علي أحمد باكثير، مما يصور حال الأديب في عصرنا.
قف على الدرب زُهُوّاً وابتساما
إنه عرس شهيد يتسامى
حطم القيدَ إذا القيدُ عتا
ويَردُ الموتَ مهزوماً مضاما
راهب للفن عُلويُّ الرؤُى
لم يكن يخفر للفن ذماما
عاشق للخلد قد سار إلى
موكب الخلد محباً مستهاما
من حُداة الركب حاد غرِدٌ
عانقته رَبَّةُ الشِعر فَهَاما
مَلَكٌ قد عبر الأرض فلم
يلق فيها لجناحيه مَرامَا
وانطوى.. كيف انطوى عن عالم
لم يزل فيه صداه يترامى
لم تزل أزهاره تهدي الشذى
لم تزل أضواؤه تجلو القتاما
وشجاه من مرارات الجوى
ما يُريبُ الحر فاستحلى الأُواما
لم يعد في الكون ما يؤنسه
بعد أن عاد يَبَاباً وحطاما
لم يعد بين الندامى شاربٌ
نشوة العنقود ولت والندامى
ليس يحيا بين جدران الأسى
زارع الحلم ومصباح اليتامى
يا عريق الجرح كم صغت من
الجرح للغادين غاراً ووساما
بورك الجرح الذي تحمله
بين جنبيك عطاءاً وضراما
بوركت آياتك الكبرى التي
كــم جلـت ذكـرى وكم أورت عراما
يا عَليٌّ والأماني خدعةٌ
والسعيد الجدِّ من عاف الزحاما
يهزم الآلامَ مهما عربدت
من يراها في الدُّنا حتماً لزاما
قد تساوينا على هذا الثرى
في مدى الغربة شيخاً وغلاما
من يعش ألفاً وإن طال السرى
لعبة الموت كمن قد عاش عاما
غير أن الخلد للذكر وهل
مثل طيب الذكر يستهوي العظاما
يا فلسطين توارى عاشق
طالما غناك وجداً وهُيامَا
جرحك القدسيُّ كم قبَّله
باكياً لم يَخْشَ في الحب ملاما
أنه كان على الباغي يداً
تصرع البغي وتجتاح الظلاما
واليراع الصلب في قبضته
صارماً كان وثأراً وانتقاما
كان فذاً عربيّاً شامخاً
ما حنى يوماً عن الذروة هاما
باســـماً والخطــب داجٍ حولـــه
زاهداً والناس يغشون الحطاما
فاذكريه كم شهيدٍ فكره
ينفض الرمس ويستحيي العظاما
أيها الحب الذي عاش على
شرفة الشمس وبالأمجاد هاما
أيها الروح الذي كان سَناً
عبقرياً وصفاءاً وسلامَا
واعتناقاً للمروءات فمن
فيضه الدافق نستسقي الغماما
عش بدار الحب فالدار هنا
لم تعد إلا جحيماً وخصاما
واصحب الأملاك فالناس كما
أبصرت عيناك ما زالوا سواما
لم يعد يَسْعَدُ في دُنياهُمُ
نابغ فاقرأ على الأرض السلاما
(( عيناك ))
عيناك أغنيتا حنان
سحر يهدهده افتتان
رنتا فأشعلتا دمي
وافترَّ فيَّ الخافقان
عيناك أم موجُ المحبة
ضل فيه العاشقان؟
أتراهما وتران إذ
يتناغيان فيذهلان
حلم الطفولة فيهما
غض كزهر الأقحوان
خفر يرف عليهما
أبداً فيزهو الحاجبان
ويظل موج للسعادة
إذ يغرد طائران
عيناك يا لون الرحيق
صفا وشعشع في الدِّنان
يا تمتمات النرجس الوسنان
يا أَلَقَ الجمان
تعدان بالوصل الشهي
ويمطر الوعد الزمان
كسبا رهان القلب
لكن خسرت أنا الرهان
يا غادتي والحُر يأْنَف
أن يَذِلَّ وأن يُدَان
متمردٌ أنا فيم قلبي
للهوى العلوي لان
حرٌ حببت الأسر عندك
ما رفضت به هوان
الحب فوق صدى العناد
وفوق جور العنفوان
أترافق الصبر الوديع
يفوق عز الصولجان
أهدى انعطاف الصدر
حين يطل منه الناهدان
والخصر حين تمايلين
فيسكر الروح الليان
الشاعران هُما وكم
أورى التلهف شاعران
أهواك هل لهواي في
نبضات قلبك من مكان؟
فهناك أمنحك الآمان
فنعيش في ظل الجنان
وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :600  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.