شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفيصل هو الجائزة
ـ الملك فيصل الشهيد هو الجائزة، فحين أقاموا احتفالهم بتوزيع جائزته أعلنوها على الناس، ولم يكن ذلك تذكيراً لمآثر البطولة والرجولة، وإنما بمأثرة واحدة هو التذكير به ناشر علم. مؤسس جامعات، أول من أنشأ مدرسة لتعليم البنات. فبطولة الزعامة التي صان بها هذا الكيان الكبير، وبطولة الدعوة إلى التضامن الإسلامي إلى آخر ما هنالك من عمل الساسة، وتحركات الزعامة، لا أجد لدي متسعاً من الوريقات أكتب تاريخاً فذلك مجاله بعد، وإنما كل ما أريده هو أن أسجل أن هذا الملك فيصل الشهيد كان هو الجائزة تفضل الله بها علينا ثم جاءت على نهج قوي هو نهج أبيه، الملك البطل عبد العزيز بن عبد الرحمن تغمده الله برحمته. فقد كان عبد العزيز هو الذي أقام دعائم هذا الكيان الكبير، وقد جاء الفيصل صواناً لهذا الكيان الكبير لم يصنع بالدفاع عنه فحسب وإنما صانه بغراس أثمر تثبيتاً لقيمة النقد - الريال - إقصاءًا للتغالي بسعر الدولار وما إليه. تنمية وعمراناً على أساس من نشر المعرفة، ونشر لا تحسبوه أنه كان هيناً على الفيصل فما أكثر العراقيل من الذين لا يريدون مواكبة التطور ومن الفقر في الإنسان المعلم ومن القلة في البناء دار المدرسة دور الكليات، أفليس في كل هذا العطاء من فيصل هو الجائزة منه وإليه به وعنه. ولنا.
لكن الاحتفال بتوزيع الجائزة يعطي المعنى الكبير لمعاني التقدير ليس له كبطل وإنما له كوارث لدعوة السلف، وللسيف الذي نصر عقيدة السلف فأعطى العقيدة والسيف.. القوة قوة العلم والثقافة التي تصون العقيدة.. حتى إذا أمسكت بالسيف لم يبق حديدة في اليد وإنما حديد على الباطل، فالسيف لا يعني إلا أنه كل ما نستطيع من قوة التغيير كان - يرحمه الله - ينكره، والتطور كان يعانقه فجائزته قد ارتفعت بالقيمة حين كان أبرع هداياها وأبرزها هي ما تعتز به حين شرف الملك خالد هذا الاحتفال وقبل الهدية ولن أقولها منحة فخالد بن عبد العزيز هو المنحة كأنما هو الجائزة الثانية من نعمة الله علينا ثم من عطايا عبد العزيز.
لقد توج الاحتفال بهذه الهدية كأنما المحتفلون بالجائزة قالوا للملك خالد: إنك بتقبل الهدية تمنح الجائزة قوة الاستمرار لها كما أنك أيها الملك قد وقفت في الموقف الوسط الخير، تزرع الإفراط ولا تبيح التفريط.
فالإفراط كما قلت أكثر من مرة - كان ميوعة نصرانية أحبت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام حتى تمادت فاتخذت منه ومن أمة الهين والتفريط عقيدة اليهودية وقسوتها أبغضت المسيح بن مريم فنصبت له الصليب.. أما دينك الإسلام أيها الملك وبنصوص القرآن - فقد أبطل التثليث شركاً يكفر به المؤمنون ونبذ الصليب وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ (النساء: 157)، فحين أبطل الشك وقذف بالصليب إلى النار وبمن نصبوا الصليب من الذين غضب الله عليهم.. إلى الجحيم.. أعطى الذين يستأهلون الثناء من الرسل والأنبياء والصالحين ثناءً فقد كانوا عباداً صالحين فكل الثناء عليهم لأنهم أهل التوحيد فليس من الإفراط أن نذكر المآثر لمن أحسنوا عملاً، وإن من التفريط ألا نذكر بمآثر الرجال الذين أخلصوا في أعمالهم.
فالاحتفال بجائزة الملك فيصل ليس ذكرى نتجاوز فيها إلى التفريط وإنما هو تذكير بمآثر الرجل أحسن العمل.
ولعلّي لا أنسى أن أذكر رجال الجائزة بشيء مهم فقد منحتهم الجائزة لمؤلفات فأين هم لم توزع علينا؟ وأين هي لم نجدها في كل مكتبة؟ وأين هي لا تكون مصدراً في الجامعات؟ ولئن منحتهم الجائزة لحياة الأحياء لقاء أعمال عظيمة فلماذا لا تتسع الجائزة لحياة أموات لا نقرظهم ولا نحتفل بهم وإنما نطبع آثارهم، فمؤلفات كثيرة في عصرنا الحديث ألفت قبل الجائزة لعلّنا في حاجة إلى إعادة طبعها كالوحي المحمدي لرشيد رضا، وكالعبقريات للعقاد، وكتاريخ الأدب العربي للرافعي وكالمفصل لجواد علي، وكالقاموس المفهرس لآيات القرآن وغير ذلك مما أعتقد أن الدكتور الصديق أحمد الضبيب يعرفها فلعلّي أريد من جائزة الملك فيصل أن تكون غارسة لمكتبات أكاديمية لا تلقى فيها المحاضرات وإنما تعطي القارئين المحاضرات.
تهانينا للقائمين بها.. والحمد لله على توفيقه..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1112  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 809 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.