شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ مصطفى عطار ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ مصطفى عطار فقال:
- السلام عليكم.. كنت أظن أن مجال الكلام أو التعليق يكون بعد أن نستمع إلى فضيلة الأستاذ المربي العريق العتيق, أستاذنا الشيخ عثمان الصالح, لكن وجدت أن البرنامج يسترسل, وأن الإِخوان يتقدمون بالكلمات. فصحت وقلت إن دوري سيأتي بعد الأستاذ عثمان, ولكن عرفت من عريف الحفل أن الحفل سينتهي بعد أن يقول الأستاذ عثمان ما لديه. فقلت على الأقل إن فاتني كل شيء وما ترك الأول كما يقولون للآخر شيئاً. لكنني أحيـي الأستاذ عبد المقصود على أن أتاح هذه الفرصة لنا جميعاً أن نرى هذا المربي الكبير, المحب لبلاده ولإِخوانه ولأبنائه, والعامل لهم جميعاً من موقعه سواء في الرياض أو في أي مكان يكون.
- تحدث الأستاذ عبد الله بغدادي عن جوانب, وكان حديثه أكاديمياً علمياً, ولم يلمس بعض الجوانب الكبيرة التي حققها الأستاذ عثمان الصالح, رغم تنافر وعدم اقتناع كثير من أولياء الطلبة بالأمور التربوية التي يفترض أن يتخذوها, والشيخ عثمان من المربين القلائل الذين استطاعوا أن يربطوا البيت بالمدرسة. وفي إحدى المناسبات التي جمعت أولياء الأمور بأبنائهم ومعلمي أبنائهم, أعد فضيلة الشيخ عثمان الصالح وكان مديراً لمعهد الأنجال مسرحية عن الجهل, وقد حضر تلك الأمسية الملك عبد العزيز رحمه الله فأعجب بها, وطلب من أبنائه الآخرين الذين لم يكونوا معه أن يشاهدوا تلك المسرحية, لما لمس فيها من معان سامية؛ هذه واحدة.
- والأمر الآخر للأستاذ عثمان الصالح, عندما أراد أن يترك المعهد حاول الكثيرون من كبار الأمراء وكبار الشخصيات أن يثنوه عن عزمه, ومن أولئك معالي الشيخ حسن آل الشيخ وزير المعارف أنذاك. فقد اصطحبني معه أثناء تواجدي بالرياض في تلك الفترة إلى بيت الأستاذ عثمان الصالح ليثنيه عن الاعتذار عن مواصلة إدارته لمعهد الأنجال. وقد حدثني قبل شهرين قائلاً: إن الشيخ حسن رحمة الله عليه لم يكتف بالزيارة, ولم يكتف بالإِصرار, وبتكليف كثير من المسؤولين الكبار أن يرجوه بأن يظل في المعهد, بل كتب له رسالة أدبية ضافية, تعتبر قطعة أدبية رائعة من الأدب العربي ورجوت الشيخ عثمان أن تكون هذه الرسالة من ضمن الوثائق التي يجب أن يراها كثير من الناس, ليعلموا أنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
- وأشار الشيخ عبد المقصود عن أن الأستاذ عثمان الصالح عندما تعرف إلى كبار المسؤولين في الدولة وولاة الأمر لم يقف موقفاً سلبياً بل كان موقفه إيجابياً, وكان يسبقهم في الاستشارة وكانت له مواقف سيذكرها التاريخ. وإن كنت أعتقد أنه لا يريد أن يتحدث عنها, ولم يكن معزولاً حينما كان مديراً لمعهد الأنجال, بل كان بنظرته الواسعة, وأفقه الواسع, وأبوته يحيط بالأحداث التي تدور حوله.
- وللأستاذ عثمان الصالح مواقف كثيرة, لو أردت الحديث عنها لاستغرق ذلك وقتاً طويلاً, على أنني أود أن أقول إنَّ حياة الأستاذ عثمان الصالح كلها دروس ومثل وقدوة, ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يمكن أمثال هذا المربي أن ينشروا سيرهم الذاتية.
- وبما أننا في هذه الليلة نكرم الوفاء في رجل من رجاله, فإنه يجدر بنا أن أستاذاً جليلاً وزميلاً كريماً لقي ربه, هو الأستاذ محمد فدا, فقد كان من خيرة المربين الذين يقف هو والأستاذ عثمان الصالح كفرسي رهان, واستطاعا.. أن يوصلا الطلاب الذين تقف ظروفهم الأسرية من الناحية المادية لا تمكنهم من مواصلة الدراسة, أن يهيئا لهم الوسائل التي استطاعوا بها أن يواصلوا الدراسة ويتحصلوا على المؤهلات العليا. وكثير من الذين يتسلمون المناصب العليا هُم من تلاميذ الشيخ عثمان الصالح, وهم يعترفون له بكل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى, ولآبائهم الذين فهموا رسالة التربية والتعليم؛ وشكراً جزيلاً, وحيَّا الله الشيخ عثمان.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :546  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج