شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ علي أبي العلا ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ علي أبي العلا فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دفعني الأستاذ عبد المقصود أن أقف ربما باعتباري رئيس بلدية سابق لمدينة جدة، وقد سبقني إلى ذلك الأستاذ عبد الله القصبي. والحقيقة أن البلدية وضعها يتطلب من الرئيس أو الموظفين أن يتحملوا، وأن يتجملوا، وأن يكون الواحد منهم، عيناً ناظرة، وخصوصاً فيما يتعلق بجهاز البلدية نفسه. جهاز البلدية مع الأسف لكثرة الأعمال وكثرة تردد المواطنين، حيث يرغب صاحب الحاجة أن يأخذ حاجته من البلدية سواء أكانت رخصة، أو مشروعاً، أو تخطيطاً، أو ما يتعلق بأمور البلدية المعروفة. ومن هذا المنطلق قد يأتي مواطن ويكلف أحد الموظفين أن يخدمه بأي طريقة. ورئيس البلدية في منأى، فقد وضع الثقة وترك الاختيار.
- ومما مر بي في رئاسة بلدية جدة أن جاءني أحد الإِخوان الأعزاء الوجهاء من جدة، وطلب إليّ أن يضم شارعاً بين أرضين له في مخطط البغدادية، اعتذرت له وأصررت، وقلت له لا يمكن هذا إلا أن أستشير التخطيط. وكان مدير إدارة التخطيط هو الدكتور عمر عزام. فطلبت منه الاستجابة لرغبة هذا المواطن وبيعه الشارع ليضمه إلى قطعتي الأرض، ويقيم عليها فيلا، فرفض الدكتور عمر عزام وقال: لا يمكن هذا ونحن في سبيل تخطيط الشوارع والموقف في حي البغدادية، بقرب قصر الملك فيصل رحمه الله. ولعل صاحبه قد يكون بين الحاضرين. فاعتذرت له، فقال: طاوعني وساعدني وخذ الجزء الشمالي أو الجنوبي ليكون شارعاً، فأبيت وأصررت.
- مضى على هذا الموضوع قرابة عام، وإذا بصديقي يأتيني بمخطط يحمل توقيعي الذي يسمح بضم الأرض، وذلك بعد أن تطور الأمر وأمر خادم الحرمين الملك فهد عندما كان وزيراً للداخلية بمد شارع المدينة على يمين قصر الملك فيصل، وجعل الشارع الآتي من المدينة هو الشارع الموجود الآن. وتحقق بذلك حلم المواطن.
- أردت بسياق هذا المثل أن أقول أنه منذ دخولي البلدية والمتحلقون لا ينقطعون عن زيارتي، ويكثرون من الثناء علي لعلهم يظفرون ببعض مآربهم التي يبيتونها في أنفسهم لذلك فنصيحتي لك ألاّ تستمع إلى رأي أي موظف في البلدية، وليكن رأيك هو الفيصل في كل معضلة تعترضك. ولا تصدق من يمدحك، بل ولا تصدق أي إنسان من الموظفين يتملق لك، فاعتمد على نفسك وعلى من تثق به من الرجال.
- وكنت خلال رئاستي للبلدية أستعين كثيراً بالمجلس البلدي. ولقد وجدت منه عوناً كبيراً، ووقف معي حتى في هدم المعرض المصري المعروف، عندما أردنا عمل ميدان في شارع الملك عبد العزيز. فكان الإِخوان أعضاء المجلس البلدي أول من استجاب، وأيَّد هدم المعرض.
- وما زلت أشكر لهم هذا الصنيع حتى اليوم. كما أن أهالي جدة النبلاء وكبار التجار، كان لهم دور خاص، وكذلك بعض السفراء، وكنت أستعين بآرائهم، وأستشيرهم في بعض الأمور التي من شأنها تحسين مدينة جدة. وهذا هو المطلوب الذي أوصيك به أيها الأخ الكريم. نعم لقد كان الدعم المتناهي من الدولة ومن خادم الحرمين شخصياً، أطال الله بقاءه كبيراً. فأنا أول من وضع أساس الكورنيش في جدة حينما بدأ الهدم في شارع الذهب، وبدأنا في ردم المنطقة من ميناء جدة حتى البنك العربي مجاناً، وبدون أي مصاريف. وقد كنا نستفيد من الردميات التي بدأت، ثم انطلقت البلدية والجهات الأخرى في استكمال الكورنيش وتطويره إلى ما وصل إليه.
- لا أطيل فالعشاء قد حضر، وهذه نصيحة أرجو قبولها وأسأل الله لك التوفيق والنجاح، وشكراً لسعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :557  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج