شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 20 -
(يدق جرس التليفون فيمسك بيومي بالسماعة ويقول):
بيومي: هلو.. مين.. عايزه المدموزيل ضحى، حضرتك تبغي مين.. مدام انطوانيت، تفضلي..
ضحى: أنا ضحى يا مدام.. صباح الخير.. تقولي إيه.. إيه.. واحد سأل عني.. قال إنه ابن عمي.. يا خبر.. هل قلت له إني أشتغل هنا.. طمنتيني.. أنا الآن ذاهبة إلى سعادة الناظر على أملاك الست.. وسأزورك حالما انتهي منه.. ارفوار..
بيومي: ولك أيضاً ابن عم يا ضحى..
ضحى: عندي ابن عم مصيبة..
بيومي: كفانا الله شر المصايب..
ضحى: بيومي لو جاء ابن عمي وسأل عني لا تقل له إني أشتغل هنا..
بيومي: حاضر.. حاضر.. لماذا لا تبلغي البوليس ضده إذا كنت تخشينه..
ضحى: ربنا سوف ينتقم منه..
بيومي: يا ستنا أنت تأخرت قوي على سيادة الناظر..
ضحى: سلام عليكم.. أنا أخشى أن أقابله في السكة.
بيومي: قولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم..
ضحى: أدع لي يا بيومي.. أنت إنسان حسن النية طيب القلب..
بيومي: وأنت والله أميرة وبنت حلال.. ربنا معك.. مع السلامة..
ضحى: الله يسلمك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي وهو يقول):
فتحي: ما هي أخبار ليلاك يا خالد؟..
خالد: عندما سألت المحامي عن موضوع تهمة ليلى قال لي: إنه لا يستطيع أن يبدي رأيه في موضوعها قبل أن يستكمل دراسة أوراق التحقيق..
فتحي: كلام سليم..
خالد: ولكن ليلى تعيش على أعصابها..
فتحي: ألم تكلم المحامي في مسألة إخراج ليلى بالكفالة..
خالد: قال إن ذلك غير ممكن ولكن..
فتحي: ولكن ماذا؟
خالد: يمكن وضعها في مكان ترتاح فيه أكثر من المكان الذي هي فيه الآن..
فتحي: هذه أيضاً موفقة..
خالد: ولكن ليلى تريد أن تخرج بأي ثمن..
فتحي: محاميها يا خالد من أبرع المحامين ولو وجد مجالاً لإخراجها بالكفالة من السجن ما تأخر.. قل لليلى أن تصبر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً..
خالد: مسكينة ليلى من أين جاءتها هذه المصيبة..
فتحي: المسكين أنت يا خالد.. سوف تضيع سنتك الدراسية من وراء ليلى..
خالد: عدنا إلى مواعظك وإرشاداتك..
فتحي: اسمع يا خالد لن أكلمك بعد اليوم بشأنها سلام عليكم..
خالد: أين تذهب.. هيا معي..
فتحي: إلى أين؟..
خالد: إلى المحامي يا فتحي..
فتحي: اذهب وحدك ألم أعدك بأني لن أتدخل بشأن ليلى.. وذهابي معك معناه تدخلي ثانية واستهدافي لغضبك..
خالد: اسمع أنا قررت في نفسي شيئاً وسأقوله لك بعد مقابلة المحامي..
فتحي: هيا بنا وأمري لله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها المحامي السيد مجدي يقول):
مجدي: يا آنسة ضحى.. هل لي أن أسألك؟..
ضحى: تفضل يا سيادة المحامي..
مجدي: متى تعرفت بالمتهمة ليلى..
ضحى: تعرفت بها أثناء عملنا معاً في مشغل المدام جوزفين..
مجدي: كيف كانت علاقتك معها..؟
ضحى: على ما يرام.. كنا نتعاون في سبيل رفع مستوى المشغل وإرضاء زبائنه.
مجدي: كيف ساءت العلاقة بينك وبين ليلى..
ضحى: لا أستطيع أن أحدد بالضبط متى بدأت العلاقة بيني وبينها تسوء ولكن الذي أذكره أنها بدأت عندما كنت أوجه إلى ليلى بعض الملاحظات على الأخطاء التي ترتكبها أثناء العمل ولا سيما فيما يتعلق بالخياطة..
مجدي: كيف مثلاً..
ضحى: كانت ليلى تخطىء في تضبيط البروفات للفساتين.. فكنت أنبهها إلى ذلك فكانت تصلح غلطاتها ولكنها ما لبثت أن بدأت تستثقل ملاحظاتي وتجيبني أجوبة غير لائقة..
مجدي: أكنت تردين على الإساءة بمثلها..
ضحى: لا.. ولدي شاهدات من موظفات المشغل..
مجدي: لعلّ ليلى استاءت منك لأنك كنت توجهين ملاحظاتك لها أمام زميلاتها.
ضحى: نحن نشتغل جميعاً في صالون كبير ولا يمكن أن تخفي أية واحدة منا شيئاً عن الأخرى على الأقل عن تلك التي تجاورها.
مجدي: إذن كانت هذه بداية الصراع..
ضحى: بلى يا سيادة المحامي..
مجدي: هل هنالك مثلاً صراع بينكما على مصلحة أو على شخص مثلاً وأرجو عفوك..
ضحى: أبداً.. أبداً لأني لا أختلط بأحد من منزلي إلى عملي وكذلك في العودة..
مجدي: ومدام جوزفين كيف استطاعت ليلى التأثير عليها؟..
ضحى: ليلى أشطر مني في الكلام وفي المجاملات وفي المقابلات.. وكل هذه الأمور غطت على عيوبها الأخرى ثم إنها تركت مسألة أخذ البروفات إلى غيرها وانصرفت إلى الناحية الإدارية..
مجدي: حقاً إنها ذكية بارعة..
ضحى: ومن الإنصاف يا سيادة المحامي أن أذكر أن ليلى كانت إدارية ممتازة.. في منتهى اللباقة..
مجدي: كيف فصلتك المدام.. أقصد مدام جوزفين..
ضحى: قلت لك أن ليلى لبقة وذكية جداً وقد استطاعت بمواهبها هذه أن توغر صدر مدام جوزفين عليّ ففصلتني فجأة وبدون سابق إنذار..
مجدي: وبهذه السرعة..
ضحى: بلى ذلك لأن مدام جوزفين كانت في حاجة إلى شخصية لبقة مثل ليلى لإدارة معرضها الذي تزمع افتتاحه..
مجدي: وهكذا استطاعت أن تؤثر على مدام جوزفين فتحملها على فصلك..
ضحى: بلى.. بلى..
مجدي: ولكن مدام جوزفين قالت لي إنك أنت التي أحضرت الخطاب من المعهد الذي ادعت ليلى أنها خريجته فكيف كان ذلك؟..
ضحى: عندما بدأ الصدام بيني وبين ليلى سألتني مدام جوزفين عن أسبابه فقلت لها إن ليلى تجهل أبسط قواعد التفصيل والخياطة وهو ما يجعلني أشك في صحة الدبلوم الذي تحمله..
مجدي: وبماذا ردت مدام جوزفين على هذا الاتهام؟..
ضحى: تحدتني وقالت عليك أن تبرهني على صحة اتهامك فأجبتها إني سآتيها بالأدلة الثبوتية وفعلاً كتبت للمعهد الذي ادعت ليلى أنها تخرجت فيه فجاء الجواب وسلمته لمدام جوزفين وأظن صورته بين يديك..
مجدي: حسناً.. شكراً بقي علي أن أسألك هذا السؤال؟
ضحى: تفضل يا سيادة المحامي..
(يقرع الجرس فيأتي الخادم فيقول له)
مجدي: يوجد فتى في مكتب السكرتير ادعه لي..
(ويذهب الخادم ويدخل خالد.. وما أن يرى ضحى حتى يذهله جمالها ثم يثوب إلى رشده ويقول):
خالد: صباح الخير يا سيادة المحامي.. هل من خدمة؟
مجدي: تفضل..
(ثم يلتفت إلى ضحى ويقول)..
مدموزيل ضحى..
ضحى: أفندم..
مجدي: هل سبق لك أن رأيت هذا الشاب في صحبة ليلى؟
ضحى: لا.. وأنَّى لي أن أعرف وأنا زمالتي للآنسة ليلى لا تتعدى صالة المشغل..؟
مجدي: ولم تسمعي مثلاً بعلاقة ليلى بفتى اسمه خالد..
ضحى: خالد.. أهو هذا السيد الجالس أمامك؟
مجدي: بلى.. بلى..
ضحى: لا.. لم اسمع بعلاقته بالمدموزيل ليلى..
خالد: هل أنت لبنانية يا مدموزيل؟
ضحى: سيادة المحامي هل هذا من ضمن الأسئلة؟..
مجدي: من حقك أن تجيبي أو لا تجيبي.
ضحى: أنا آسفة وأعتذر..
مجدي: شكراً يا مدموزيل ضحى سأتلفن للست الكبيرة أني أنا الذي استدعيتك حتى لا أثير غضبها عليك..
ضحى: شكراً.. حسناً تفعل يا سيادة المحامي.. ارفوار..
مجدي: مع السلامة..
( نسمع صوت خالد يقول):
خالد: أنا آسف وأعتذر إلى سيادتك من تطفلي بسؤال الآنسة ضحى..
مجدي: لا شك أن سؤالك كان في غير محله..
خالد: وكان جوابها في محله..
مجدي: إنها فتاة رائعة لا أدري كيف فرطت فيها مدام جوزفين..
خالد: أتعني أن ضحى تجيد الخياطة والتطريز..
مجدي: وتحمل دبلوماً عالياً فيهما كما أن لها إلماماً بإدارة المعارض..
خالد: وأين تستغل الآن؟..
مجدي: ممرضة عند سيدة يونانية أنا ناظر على أملاكها.
خالد: ولماذا هجرت الخياطة والتطريز وفضلت عليهما التمريض..
مجدي: بسبب ليلى..
خالد: وما دخل ليلى؟
مجدي: كانت ضحى تعمل مع ليلى في مشغل مدام جوزفين ثم اصطدمنا بسبب العمل..
خالد: الصراع بين العلم والجهل والنور والظلام.
مجدي: وقد أدى هذا الصدام إلى اكتشاف تزوير ليلى للدبلوم الذي تحمله وبالتالي اكتشاف علاقتها بالعصابة الدولية للتزييف..
خالد: إذن أنت يا سيادة المحامي مقتنع من اشتراك ليلى في العصابة الدولية للتزييف..
مجدي: تزييف العملة ليلى غير شريكة فيه لأننا نستطيع أن نثبت ذلك وإنما عضويتها فذلك ثابت بما وجدته النيابة العامة بين أوراقها بعد أن فتشت شقتها..
خالد: هل هنالك مجال لتبرئة ليلى؟..
مجدي: القضية شائكة يا خالد.. والعصابة الدولية خطيرة وهي تطارد من قبل البوليس الدولي ومن قبل البوليس المحلي هنا..
خالد: إذن فموضوعها شائك جداً..
مجدي: جداً يا سيد خالد.. وما أظنها تنجو من العقاب الذي ربما لا يكون شديداً..
خالد: فيه السجن على الأقل.
مجدي: لمدة سنة على الأقل إذا توقفنا في المرافعة..
خالد: ماذا تنصحني يا سيادة المحامي؟
مجدي: أنصحك يا بني بالابتعاد عن طريق هذه الفتاة وأن تنتبه لدراستك وألا تلطخ مستقبلك أو تربطه بمزورة.. ثم..
خالد: ثم ماذا؟
مجدي: ثم إن أهلك لن يقبلوا لك زوجة هذا ماضيها.. وأنت..
خالد: بالطبع أنا لن أرضى أن أتزوج بفتاة ذات ماضي قذر كهذا..
مجدي: لقد دفعت أتعابي كمحام عنها وأنا أسامحك فيما تبقى لي من أتعاب بشرط..
خالد: ما هو الشرط؟..
مجدي: أن تبعد عن طريق هذه الفتاة وأن تكتفي من الغنيمة بالإياب فإني أشفق عليك وقد أحببت فيك نبلك وسمو مداركك ومعارفك..
خالد: شكراً وإني سأعمل بنصيحتك بشرط..
مجدي: ما هو هذا الشرط؟
خالد: أن لا تبخل علي بأية مساعدة قد أطلبها منك مستقبلاً..
مجدي: أعدك يا بني بأني سأكون لك أباً وأخذاً كبيراً ومكتبي وبيتي هو مكتبك وبيتك ويمكنك زيارتي في أي وقت ومن دون سابق موعد..
خالد: شكراً.. وإني أعتز بهذه الأبوة وافخر بهذه الأخوة.. وأستأذنك..
مجدي: مع السلامة مع أطيب تمنيات التوفيق..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مدام انطوانيت تقول):
انطوانيت: والآن ماذا ترين؟..
ضحى: لا أدري يا مدام فأنت أبي وأمي وجهيني كما تريدين..
انطوانيت: أنا أرى أن الفرصة سانحة لإظهار مواهبك..
ضحى: ولكن..
انطوانيت: ولكن ماذا؟
ضحى: الست الكبيرة التي أعمل عندها سيدة طيبة وإني أشفق عليها ولا أدري ماذا سيفعل الله بها إذا ما تركتها..
انطوانيت: مدام جوزفين ستتدبر ممرضة لها بدلاً منك..
ضحى: والسيد الناظر على أملاكها هل يعفيني من الشرط الجزائي في العقد؟
انطوانيت: مدام جوزفين تعهدت وتكفلت بذلك.. توكلي على الله..
ضحى: توكلت على الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :644  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج