الحلقة - 19 - |
(تضطرب ليلى حين سماع اسم البوليس فيقول لها خالد). |
خالد: لا تخافي أنا بجانبك. قولي له يدخل.. |
ليلى: قل له يتفضل.. |
(يدخل ضابط البوليس وهو يقول). |
الضابط: مساء الخير.. |
ليلى: مساء الخير.. |
خالد: مساء الخير حضرة الضابط.. |
الضابط: مساء الخير يا سيد.. |
خالد: خالد.. |
الضابط: تشرفنا سيد خالد.. |
ليلى: قهوة حضرة الضابط ولا حاجة باردة. |
الضابط: لا هذا ولا هذا.. |
خالد: خيراً إن شاء الله. |
الضابط: أنا آسف يا آنسة ليلى أن أقول لك. |
ليلى: (وهي ترتجف) لم الأسف يا سيادة الضابط. |
الضابط: عندي أمر من النيابة العامة بالقبض عليك بتهمة الاشتراك مع عصابة دولية في تزييف النقود.. |
ليلى: أن هذا اتهام باطل.. |
الضابط: هذا الكلام تقوليه أمام النيابة العامة. |
خالد: ألا يمكن أن أكفلها إلى الصباح يا حضرة الضابط. |
الضابط: آسف يا سيد خالد. |
ليلى: شوية حاجات في الشنطة. |
الضابط: لا بأس اتفضلي، بس أرجوك. |
ليلى: أتظن أني أفكر في الفرار. هل أنا مذنبة حتى يخطر على بالي شيء كهذا؟ |
الضابط: كل متهم بريء حتى يدينه القضاء. |
خالد: هل لي أن أرافقها يا حضرة الضابط. |
الضابط: يمكنك في سيارتك. |
خالد: شكراً. |
ليلى: أنا جاهزة.. |
الضابط: اتفضلي.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بيومي يقول): |
بيومي: أسمعت بالعصابة الدولية لتزييف العملة؟ |
ضحى: لا يا بيومي. عصابة لتزييف العملة. يا ساتر تستر. |
بيومي: وقد قبض البوليس على بعض أفرادها وهي ست من هنا. |
ضحى: ست من هنا. ما اسمها. |
بيومي: ليلى.. |
ضحى: ليلى. ليلى.. |
بيومي: ايوا ليلى التي كانت مديرة لمشغل خياطة مدام جوزفين. |
ضحى: يا إلهي. أكاد لا أصدق ما تقول.. |
بيومي: كنت في النيابة اليوم لاستجوابي في قضية اللص فسمعت هذا الخبر ورأيت ليلى وهي تدخل لاستجوابها.. |
ضحى: ليلى مشتركة في عصابة دولية.. |
بيومي: هذا ما كان يدور في أروقة النيابة. |
ضحى: (لنفسها) من زورت دبلوم الخياطة والتطريز لا يستبعد أن تزيف أوراق العملة. كله تزوير. كله تزييف.. |
بيومي: ماذا تقولين يا ست ضحى.. |
ضحى: لا شيء يا بيومي. كنت أتمتم في نفس المثل القائل. من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. |
بيومي: وما دخل ليلى المزيفة في هذا المثل.. |
ضحى: تذكرت حادثاً مشابهاً لحادث ليلى فانطلق لساني بهذا المثل.. |
بيومي: ما أكثر الحفارين يا ضحى؟ |
ضحى: وما أكثر من وقعوا في هذه الحفر.. |
بيومي: أتعرفينها يا ضحى؟ |
ضحى: أعرفها. كنت اشتغل معها في نفس مشغل الخياطة. |
بيومي: بتاع مدام جوزفين. |
ضحى: بلى. بلى. |
بيومي: ولماذا تركت العمل اللطيف لتشتغلي ممرضة.. |
ضحى: هي.. |
بيومي: مين هي.. |
ضحى: ليلى.. |
بيومي: ليلى المزيفة.. |
ضحى: نعم.. |
بيومي: ماذا صنعت بك؟ |
ضحى: هي التي تسببت في فصلي من المشغل.. |
بيومي: يا إلهي. صدق اللي قال ((من حفر حفرة لأخيه وقع فيها)). |
ضحى: إني لا أشمت بها ولو كانت عندي إمكانات مادية لوكلت محامياً للدفاع عنها. |
بيومي: يا لقلبك الطيب. يا لنبلك وسمو أخلاقك. |
ضحى: هل أستطيع زيارتها يا بيومي.. |
بيومي: تستطيعين ولكن.. |
ضحى: ولكن ماذا؟ |
بيومي: ولكن ليلى ستفسر زيارتك على أنها شماتة. |
ضحى: يا للمسكينة. من سيدافع عنها.. |
بيومي: إن كانت حقاً مزورة فقد لاقت جزاء عملها وإن كانت تهمة باطلة فالله سينجيها ثم إن القضاء عندنا نزيه يا ضحى. فلا تخافي عليها. |
ضحى: ربنا ينجينا إن كانت مع الحق. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خالد يقول): |
خالد: الحقني يا خويا يا فتحي.. |
فتحي: أنا سمعت بالحادث وإني آسف لما وقع وأدعو الله أن يعينك. |
خالد: أريد أن أوكل محامياً لها. أتعرف محامياً بارعاً. |
فتحي: البلد تزخر بالمحامين البارعين. |
خالد: ولكني أريد محامياً سبق له المرافعة في مثل هذه القضايا. |
فتحي: يا أخي ما أبعد عن الطريق الملىء بالأشواك. |
خالد: الآن وبعد أن وقعت. |
فتحي: هل أنت السبب؟ |
خالد: لا ولكن.. |
فتحي: ولكن ماذا؟ |
خالد: أمن الوفاء أن أتخلى عن ليلى وهي في أشد الحاجة إلي.. |
فتحي: ولكن قضيتها من النوع الذي سيسيء إلى سمعتك.. |
خالد: إني أعتقد ببراءتها.. |
فتحي: أنا أنصحك بعدم زج نفسك في هذا الموضوع الشائك.. |
خالد: واتركها وهي ترى فيّ أملها الوحيد.. |
فتحي: يجب أن تحمد الله سبحانه وتعالى الذي تكشفت لك قبل أن تكون علاقاتكما أعمق مما هي عليه الآن.. |
خالد: إنها بريئة.. |
فتحي: هكذا ترى أنت بعين عاطفتك وليس بعين العقل والتبصر. |
خالد: ظن ما شئت يا أخي فإني أراك ستتخلى عني في الوقت الذي أنا فيه بحاجة إليك. |
فتحي: ألأني نصحتك تتهمني بأني سأتخلى عنك. |
خالد: ولكن هذا ما أرى.. |
فتحي: إذا كنت مصمماً على أن تقف بجانب ليلى وتريد توكيل محامٍ عنها فإني أنصحك بتوكيل المحامي السيد مجدي.. |
خالد: شكراً هيا بنا إليه. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت الضابط يقول): |
الضابط: المعلومات التي لدينا يا ليلى إنك على علاقة بعصابة دولية للتزييف في الخارج فهل لك أن تساعدينا بإعطائنا أسماء أعضاء هذه العصابة ومراكز أعمالهم ونشاطاتهم. |
ليلى: أولاً يا حضرة الضابط أنا أدفع اتهامك لي بأني عضوة في عصابة دولية للتزييف. ثانياً أرجو أن تسمح لي بتوكيل محام عني. |
الضابط: أنت آنسة في مقتبل عمرك والمستقبل الزاهر ينتظرك فلا تهدمي هذا المستقبل بالتستر على أفراد هذه العصابة. |
ليلى: أتريدني يا حضرة الضابط أن أخترع لك أو ألفق أسماء وأنا أسمع باسم هذه العصابة منك. |
الضابط: ولكن لدينا مستندات تدينك. |
ليلى: أرجو إبرازها يا حضرة الضابط. |
الضابط: إني أريد مساعدتك وتبرئتك بصفتك شاهدة للحق العام. |
ليلى: ولكني أصر بأني بريئة. |
الضابط: ودبلوم الخياطة والتطريز الذي تحملينه أليس مزوراً. |
ليلى: ما دخل هذا في عصابة تزييف العملة. |
الضابط: الذين زيفوا لك الدبلوم هم أفراد هذه العصابة. |
ليلى: من قال لك ثم كيف عرفت أن الدبلوم الذي أحمله مزور.. |
الضابط: هذا ما سوف تبرزه للقضاء في حال إصرارك على الإنكار. |
ليلى: كيف لا أنكر أتريدني أن أعترف بأني أحد أفراد عصابة تزييف دولية. |
الضابط: حتى الدبلوم الذي تحملينه غير مزور!. |
ليلى: حتى الدبلوم.. |
الضابط: يا مدموزيل اعترفي أحسن لك.. |
ليلى: اعترف بشيء أنا بريئة منه. |
الضابط: وإذا أتيتك بالدليل على أن الدبلوم الذي تحملينه مزوراً هل تعترفين؟ |
ليلى: إذا اقتنعت بأدلتك فسأعترف.. |
الضابط: سأسير معك إلى نهاية الطريق. تفضلي هذه صورة من خطاب مدير المعهد الذي تحملين دبلومه وفيه يذكر أن الدبلوم الذي تحملينه مزوراً وأنك كنت أحد طلابه ولكنك كنت طالبة فاشلة. |
ليلى: أنا أظن في خطاب مدير المعهد.. |
الضابط: إذن أنت تصرين على الإنكار. |
ليلى: نعم. نعم. |
(يدخل عسكري البوليس وهو يقول): |
العسكري: السيد مجدي يطلب الإذن بالدخول ويقول إنه محامٍ عن المتهمة ليلى.. |
الضابط: فليتفضل. |
العسكري: ومعه شاب اسمه خالد يدعي أنه مساعده.. |
الضابط: فليدخل هو الآخر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بيومي يقول): |
بيومي: رأيتك يا ضحى مهتمة بأمر ليلى المتهمة بالتزييف. وقد جئتك بآخر الأخبار عنها. |
ضحى: (بلهفة) ماذا عندك. هات بسرعة. |
بيومي: حضرة الناظر على أملاك الست الكبيرة سيدافع عن المتهمة ليلى. |
ضحى: يعني محامياً عنها.. |
بيومي: بلى. بلى. |
ضحى: إنه محام كبير ولا يدخل إلا في القضايا الهامة. |
بيومي: حظ المتهمة من السما يا ضحى. |
ضحى: لعلّها بريئة يا بيومي حتى سخر الله لها هذا المحامي اللامع البارع. |
بيومي: وستكون من المحاكمات الكبيرة بهذا البلد. |
ضحى: ليتني أستطيع حضور المحاكمة.. |
بيومي: إذا كانت وقت المحاكمة سيكون في غير الأوقات التي تعطين فيها الدواء للست الكبيرة فسأتولى خدمتها نيابة عنك وأنت تذهبين. |
ضحى: شكراً يا بيومي. ألف شكر.. |
(يدق جرس التليفون فيمسك بيومي بالسماعة ويقول): |
بيومي: هلو. سيادة السيد الناظر. تقول إيه سيادتك. عايز المدموزيل ضحى تجي حالاً إلى مكتبك. حاضر يا فندم حاضر. مع ألف سلامة.. |
ضحى: سيادة الناظر يدعوني للحضور إلى مكتبه حالاً. اللَّهم اجعله خيراً. اللَّهم اجعله خيراً. |
بيومي: اللَّهم اجعله خيراً. يا الله استأذني من الست الكبيرة. |
ضحى: أمري لله.. أمري لله. يا إلهي متى أتخلص من الصراع مع الأيام. لقد نسيت السؤال عن والدي في زحمتها.. |
بيومي: هل لك والد؟ |
ضحى: نعم.. |
بيومي: أين هو؟ |
ضحى: الحديث عنه طويل وأنا سيادة الناظر ينتظرني. |
بيومي: صحيح. أسرعي. لا تتأخري فسيادته دقيق في مواعيده وارتباطاته. |
ضحى: أنا رايحة استأذن من الست الكبيرة.. |
بيومي: بلا شي تستأذني. إذا سألت عنك فسأقول لها لقد استدعاها سيادة الناظر وكنت نائمة فلم تشأ أن توقظك. |
ضحى: يا لآرائك النيرة. |
|