الحلقة - 18 - |
(ويشهر الطارق مسدسه فيقول بيومي): |
(ما هذا؟ مسدس). |
اللص: ادخل. ادخل ولا تتكلم.. |
(وترى (ضحى) المنظر فتصرخ): |
ضحى: يا بوليس. يا بوليس. ألحقونا يا ناس. يا جيران. |
(وتسمع صوت ضابط البوليس وهو يقول): |
الضابط: نحن هنا يا ست. نحن هنا يا ست. لا تخافي. مكانك أيها المجرم. مكانك لا تتحرك.. |
اللص: حاضر.. |
بيومي: الآن حاضر يا بن (الهرمة). أما أول كنت عنتر بن شداد. ربنا يطول في عمرك يا حضرة الضابط. |
الضابط: عسكري.. ضع القيد في يديه وخذه إلى السيارة وسألحق بك. |
ضحى: شكراً يا حضرة الضابط. |
الضابط: لا ترتعشي. لا تخافي يا ست. أنت في بلد أمان. نحن كنا على علم بالمؤامرة وكنا نتعقب المجرم وهو في طريقه إليكم. |
بيومي: هذا يا حضرة الضابط لا بد أن له شركاء. |
الضابط: شركاؤهم كلهم موقوفون رهن التحقيق.. |
ضحى: ربنا معكم. |
الضابط: عسى أن الست الكبيرة لم تسمع بما جرى.. |
ضحى: الحمد لله. إنها ما تزال نائمة من المنوّم الذي أمر الدكتور به. |
الضابط: الحمد لله. هل من خدمة. اتصلوا بي أن اشتبهتم في أي شيء. |
بيومي: حاضر يا فندم. |
ضحى: ألف شكر يا حضرة الضابط. ألف شكر. |
بيومي: مع السلامة. |
ضحى: مع السلامة. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها إغلاق باب الشقة ثم صوت بيومي يقول): |
بيومي: برافو ست ضحى. صراخك كان في محله. |
ضحى: ما أظن. |
بيومي: كيف؟ |
ضحى: لو لم يكن البوليس متعقباً المجرم لفتك بنا أو بالأحرى بالست الكبيرة. |
بيومي: لا. صدقيني. المجرم كاد يهرب عندما صرخت لأنه خشي من الجيران.. |
ضحى: على كل حال الحمد لله الذي كفانا شره. أتعتقد أنهم قبضوا على سركيس ابن أخت الست الكبيرة؟ |
بيومي: من كل بد يا ضحى لأن الناظر على أملاك الست الكبيرة اتصل بهم فور نقلنا له أنباء المؤامرة. |
بيومي: يجب ألا تعلم الست الكبيرة بما جرى فقد يؤثر على صحتها. |
بيومي: بالعكس ستسر حين تعرف أن سركيس في السجن. |
ضحى: على كل حال فلنترك للسيد الناظر على أملاك الست هو الذي يخبرها بالشكل الذي يراه مناسباً. |
بيومي: صدقت يا ضحى.. |
(نسمع تصفيقاً فتقول ضحى): |
ضحى: إنها الست الكبيرة. لقد صحت. |
بيومي: هيا إليها أعانك الله. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول): |
فتحي: خالد. خالد. |
(يفيق خالد وكأنه في نوم عميق). |
خالد: نعم يا فتحي. ما لك. |
فتحي: ما بك أنت يا أخي شارد الذهن. لقد ناديتك مراراً فلم تسمع إلا بعد لأي. |
خالد: لعلي كنت نائماً حقاً. |
فتحي: نائم. الكلام دا على مين؟. أسمع. |
خالد: قل. |
فتحي: هذا التفكير سيضر صحتك من جهة وسيؤثر على دراستك من جهة أخرى. |
خالد: ولكني غرقت لشوشتي يا فتحي. |
فتحي: ليس هذا وقته يا خالد. الشهادة الجامعية أولاً ثم التفكير في الحب والغرام والزواج بعد ذلك. |
خالد: ولكنها في وضع يحتم علي أن أكون بجانبها. |
فتحي: وجامعتك ودروسك. وإذا سقطت هل تستطيع أن تقف بجانبها. |
خالد: نعم. |
فتحي: بأي شيء. بيديك الفارغتين. |
خالد: اشتغل. |
فتحي: أصحاب المؤهلات لا يجدون عملاً فكيف تجده أنت وأنت غير مؤهل. |
خالد: يا أخي لا تعقد الأمور. |
فتحي: أنا لا أعقد الأمور وإنما أقول الحقيقة والحقيقة مُرّة يا خالد. ثم.. |
خالد: ثم ماذا؟ |
فتحي: ليلى عندها مؤهل. أتريدها أن تنفق عليك يا خالد. أتعيش على حسنتها إنها ستطردك فالحب لا تستطيع به أن تدفع إيجار الشقة أو مقاضي البيت. |
خالد: ولكن ليلى. |
فتحي: ما بها ليلى؟ |
خالد: ليلى. ليلى. |
فتحي: قل. ماذا عن ليلى؟ |
خالد: أتكتم السر؟ |
فتحي: ومتى أفشيت لك سراً قل. |
خالد: ليلى تحمل شهادة مزورة. |
فتحي: يا إلهي. أمتأكد أنت مما تقول. |
خالد: هذا ما سمعته من ليلى. وهي تنتظر فصلها من عملها اليوم أو غداً. وقد نصحتها بأن تستقيل خيراً من أن تقال أو تفصل. |
فتحي: وتريد أن تربط مصيرك بمزورة يا خالد. لا. لا. أنا سأمنع أختي من الاتصال بها والتعاون معها. |
خالد: حرام. غلطة. لا تؤثر على أخلاقها الفاضلة الأخرى. |
فتحي: أخلاق فاضلة. هي المزورة عندها أخلاق. |
خالد: ولكنك شهدت بأن ليلى على خلق. |
فتحي: كنت مغشوشاً أو بالأحرى كانت (أخلاق) مزورة. |
خالد: على كل حال أنا لا أستطيع أن أتخلى عن ليلى وهي على هذه الحال. |
فتحي: ولكنك ستتعرض لمشاكل أنت في غنى عنها. |
خالد: لقد وعدتها بأن أقف بجانبها فكيف أخلف وعدي. |
فتحي: هل كان هذا الوعد قبل أن تعلم أنها تحمل شهادة مزورة أو بعده. |
خالد: بعده.. |
فتحي: إذن فأنت في حل من وعدك بعدما تبين لك أنها مزورة. ما أدراك أنها تخفي أشياء أهم من التزوير.. |
خالد: أوف فتحي.. أنت تكرهها. |
فتحي: ولكني أحبك وأتمنى لك الخير وأربأ بك أن تضحي بنفسك في سبيل مزورة. |
خالد: ولكني أحب هذه المزورة. |
فتحي: ولكنه جنون. |
خالد: أليس الحب نوعاً من الجنون؟ |
فتحي: لا حول ولا قوة إلا بالله. سلام عليكم. |
خالد: مع السلامة. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها جرس التليفون يدق فتمسك جوزفين بالسماعة وتقول): |
جوزفين: هلو. مين. |
الضابط: أنا ضابط البوليس. حمدي. |
جوزفين: بونجور مسيو حمدي. خيراً إن شاء الله. |
الضابط: هل عندك زوّار بالدار؟ |
جوزفين: لا. |
الضابط: هل أنت مرتبطة بمواعيد؟ |
جوزفين: لا. |
الضابط: أنا قادم إليك في الحال. |
جوزفين: أهلاً وسهلاً. |
(وترمي جوزفين بالسماعة وهي تقول) يا إلهي ماذا وراء زيارة ضابط البوليس). |
(يدق جرس التليفون فتمسك بالسماعة وتقول): |
جوزفين: هلو. مين. مدام انطوانيت. بونجور يا مدام. تريدين أن تزوريني. أنا آسفة. اليوم مرتبطة بعدة مواعيد. خليها بكرة. اتصلي بي صباحاً إن شاء الله. لنرتب موعداً آخر. شكراً. اورفوار. |
(يدخل الخادم وهو يقول): |
الخادم: ضابط البوليس سيدتي.. |
جوزفين: فليدخل. إلى الصالون. أنا آتية حالاً. |
الخادم: تفضل يا حضرة الضابط. تفضل. الست قادمة حالاً. |
الضابط: شكراً.. |
(تدخل جوزفين وهي تقول): |
جوزفين: صباح الخير يا حضرة الضابط.. |
الضابط: صباح الخير مدام جوزفين. |
جوزفين: قهوة ولا حاجة باردة. |
الضابط: قهوة ومضبوطة. |
جوزفين: هل من خدمة يا حضرة الضابط. |
الضابط: نعم يا مدام.. |
جوزفين: تفضل. |
الضابط: المدموزيل ليلى. ألا تزال موظفة لديك؟ |
جوزفين: بلى. بلى. هل وقع لها أو منها شيء. |
الضابط: ما هي معلوماتك عن سيرها وسلوكها. |
جوزفين: ليست عندي معلومات عن سيرها وسلوكها. الذي أعلمه أن سيرها وسلوكها حسن.. |
الضابط: وحادث السرقة ألم يبعث في نفسك شيئاً من الشكوك معها؟ |
جوزفين: أقول لك الحق. |
الضابط: قولي وكوني صريحة معي. |
جوزفين: ما في شك حادث السرقة أثار في نفسي بعض الشكوك والريب ولذلك كلفت أحد معارفي بالتقصي عن ليلى وأحوالها وعلاقاتها. |
الضابط: وماذا حملت؟ |
جوزفين: المعلومات التي حصلت عليها ليس فيها ما يريب سوى علاقتها الغرامية بشاب جامعي اسمه خالد.. |
الضابط: هل هناك غير ما ذكرت؟ |
جوزفين: لا. ولكن. |
الضابط: ولكن ماذا؟ |
جوزفين: لا بد أن عندكم معلومات خطيرة عنها يا حضرة الضابط. على كل حال. |
الضابط: على كل حال ماذا؟ |
جوزفين: أنا قررت فصلها من العمل لأني علمت أن الدبلوم الذي تحمله مزور. |
الضابط: دبلوم الخياطة والتطريز مزور. هذه معلومات جديدة بالنسبة لنا إذن فهي امرأة خطيرة. |
جوزفين: الحمد لله الذي عرفت بذلك قبل افتتاح المعرض وقبل أن نقع في مشاكل أخرى. |
الضابط: ومتى سترسلين خطاب فصلها؟ |
جوزفين: اليوم. |
الضابط: هل لك أن تستعجلي فيه لأننا سوف تتخذ - المعلومة الخاصة وأرجوك كتمانها - سوف نتخذ إجراء ضدها بعد فصلها ولا أحب أن أتخذه وهي موظفة عندك خشية أن أسيء إلى سمعة المعرض الذي ستقيمينه. |
جوزفين: ألف شكر يا حضرة الضابط على ثقتك بي وأرجو أن أكون عن حسن الظن. |
الضابط: السلام عليكم. |
جوزفين: مع السلامة. مع السلامة. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ضحى تقول): |
ضحى: ها. يا بيومي. ما هي أخبارك؟ |
بيومي: أخباري سارة جداً.. |
ضحى: قل وطمئنّي. |
بيومي: سركيس في مقدمة المقبوض عليهم وهذا أهم خبر سار في الموضوع كله. |
ضحى: الله يبشرك بالخير. |
بيومي: وقد علمت أن سيادة الناظر على أملاك الست الكبيرة سيحضر لزيارتها عصر هذا اليوم فلعلّه يتولى إخبارها.. |
ضحى: عسى أن يفعل. |
بيومي: أراك ترتدين ثياب الخروج فإلى أين؟ |
ضحى: إلى مدام انطوانيت. كعادتي كل يوم سبت. |
بيومي: ألا ترين تأجيل الزيارة إلى يوم آخر خشية ألا تفسر تفسيراً يسيء إليك. |
ضحى: كيف. |
بيومي: اليوم وقع عندنا حادث ستجدينه غداً منشوراً على صفحات الجرائد وتخرجين للزيارة في نفس اليوم ماذا يقول الناس. |
ضحى: المثل يقول: الباب اللي يجيك منو الريح سدوا واستريح. شكراً يا بيومي. |
بيومي: كنت أتمنى لو رأت الست الكبيرة (سركيس) وهو موقوف وفي حالة مزرية. |
ضحى: اللَّهم لا شماتة. والحمد لله الذي الذي صرف عنا كيدهم ورده إلى نحورهم. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جرس باب شقة ليلى يدق فيقوم الخادم ويفتح الباب وهو يقول): |
الخادم: من الطارق؟ |
الضابط: أنا ضابط البوليس افتح.. |
|