شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 18 -
(ويشهر الطارق مسدسه فيقول بيومي):
(ما هذا؟ مسدس).
اللص: ادخل. ادخل ولا تتكلم..
(وترى (ضحى) المنظر فتصرخ):
ضحى: يا بوليس. يا بوليس. ألحقونا يا ناس. يا جيران.
(وتسمع صوت ضابط البوليس وهو يقول):
الضابط: نحن هنا يا ست. نحن هنا يا ست. لا تخافي. مكانك أيها المجرم. مكانك لا تتحرك..
اللص: حاضر..
بيومي: الآن حاضر يا بن (الهرمة). أما أول كنت عنتر بن شداد. ربنا يطول في عمرك يا حضرة الضابط.
الضابط: عسكري.. ضع القيد في يديه وخذه إلى السيارة وسألحق بك.
ضحى: شكراً يا حضرة الضابط.
الضابط: لا ترتعشي. لا تخافي يا ست. أنت في بلد أمان. نحن كنا على علم بالمؤامرة وكنا نتعقب المجرم وهو في طريقه إليكم.
بيومي: هذا يا حضرة الضابط لا بد أن له شركاء.
الضابط: شركاؤهم كلهم موقوفون رهن التحقيق..
ضحى: ربنا معكم.
الضابط: عسى أن الست الكبيرة لم تسمع بما جرى..
ضحى: الحمد لله. إنها ما تزال نائمة من المنوّم الذي أمر الدكتور به.
الضابط: الحمد لله. هل من خدمة. اتصلوا بي أن اشتبهتم في أي شيء.
بيومي: حاضر يا فندم.
ضحى: ألف شكر يا حضرة الضابط. ألف شكر.
بيومي: مع السلامة.
ضحى: مع السلامة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها إغلاق باب الشقة ثم صوت بيومي يقول):
بيومي: برافو ست ضحى. صراخك كان في محله.
ضحى: ما أظن.
بيومي: كيف؟
ضحى: لو لم يكن البوليس متعقباً المجرم لفتك بنا أو بالأحرى بالست الكبيرة.
بيومي: لا. صدقيني. المجرم كاد يهرب عندما صرخت لأنه خشي من الجيران..
ضحى: على كل حال الحمد لله الذي كفانا شره. أتعتقد أنهم قبضوا على سركيس ابن أخت الست الكبيرة؟
بيومي: من كل بد يا ضحى لأن الناظر على أملاك الست الكبيرة اتصل بهم فور نقلنا له أنباء المؤامرة.
بيومي: يجب ألا تعلم الست الكبيرة بما جرى فقد يؤثر على صحتها.
بيومي: بالعكس ستسر حين تعرف أن سركيس في السجن.
ضحى: على كل حال فلنترك للسيد الناظر على أملاك الست هو الذي يخبرها بالشكل الذي يراه مناسباً.
بيومي: صدقت يا ضحى..
(نسمع تصفيقاً فتقول ضحى):
ضحى: إنها الست الكبيرة. لقد صحت.
بيومي: هيا إليها أعانك الله.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول):
فتحي: خالد. خالد.
(يفيق خالد وكأنه في نوم عميق).
خالد: نعم يا فتحي. ما لك.
فتحي: ما بك أنت يا أخي شارد الذهن. لقد ناديتك مراراً فلم تسمع إلا بعد لأي.
خالد: لعلي كنت نائماً حقاً.
فتحي: نائم. الكلام دا على مين؟. أسمع.
خالد: قل.
فتحي: هذا التفكير سيضر صحتك من جهة وسيؤثر على دراستك من جهة أخرى.
خالد: ولكني غرقت لشوشتي يا فتحي.
فتحي: ليس هذا وقته يا خالد. الشهادة الجامعية أولاً ثم التفكير في الحب والغرام والزواج بعد ذلك.
خالد: ولكنها في وضع يحتم علي أن أكون بجانبها.
فتحي: وجامعتك ودروسك. وإذا سقطت هل تستطيع أن تقف بجانبها.
خالد: نعم.
فتحي: بأي شيء. بيديك الفارغتين.
خالد: اشتغل.
فتحي: أصحاب المؤهلات لا يجدون عملاً فكيف تجده أنت وأنت غير مؤهل.
خالد: يا أخي لا تعقد الأمور.
فتحي: أنا لا أعقد الأمور وإنما أقول الحقيقة والحقيقة مُرّة يا خالد. ثم..
خالد: ثم ماذا؟
فتحي: ليلى عندها مؤهل. أتريدها أن تنفق عليك يا خالد. أتعيش على حسنتها إنها ستطردك فالحب لا تستطيع به أن تدفع إيجار الشقة أو مقاضي البيت.
خالد: ولكن ليلى.
فتحي: ما بها ليلى؟
خالد: ليلى. ليلى.
فتحي: قل. ماذا عن ليلى؟
خالد: أتكتم السر؟
فتحي: ومتى أفشيت لك سراً قل.
خالد: ليلى تحمل شهادة مزورة.
فتحي: يا إلهي. أمتأكد أنت مما تقول.
خالد: هذا ما سمعته من ليلى. وهي تنتظر فصلها من عملها اليوم أو غداً. وقد نصحتها بأن تستقيل خيراً من أن تقال أو تفصل.
فتحي: وتريد أن تربط مصيرك بمزورة يا خالد. لا. لا. أنا سأمنع أختي من الاتصال بها والتعاون معها.
خالد: حرام. غلطة. لا تؤثر على أخلاقها الفاضلة الأخرى.
فتحي: أخلاق فاضلة. هي المزورة عندها أخلاق.
خالد: ولكنك شهدت بأن ليلى على خلق.
فتحي: كنت مغشوشاً أو بالأحرى كانت (أخلاق) مزورة.
خالد: على كل حال أنا لا أستطيع أن أتخلى عن ليلى وهي على هذه الحال.
فتحي: ولكنك ستتعرض لمشاكل أنت في غنى عنها.
خالد: لقد وعدتها بأن أقف بجانبها فكيف أخلف وعدي.
فتحي: هل كان هذا الوعد قبل أن تعلم أنها تحمل شهادة مزورة أو بعده.
خالد: بعده..
فتحي: إذن فأنت في حل من وعدك بعدما تبين لك أنها مزورة. ما أدراك أنها تخفي أشياء أهم من التزوير..
خالد: أوف فتحي.. أنت تكرهها.
فتحي: ولكني أحبك وأتمنى لك الخير وأربأ بك أن تضحي بنفسك في سبيل مزورة.
خالد: ولكني أحب هذه المزورة.
فتحي: ولكنه جنون.
خالد: أليس الحب نوعاً من الجنون؟
فتحي: لا حول ولا قوة إلا بالله. سلام عليكم.
خالد: مع السلامة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها جرس التليفون يدق فتمسك جوزفين بالسماعة وتقول):
جوزفين: هلو. مين.
الضابط: أنا ضابط البوليس. حمدي.
جوزفين: بونجور مسيو حمدي. خيراً إن شاء الله.
الضابط: هل عندك زوّار بالدار؟
جوزفين: لا.
الضابط: هل أنت مرتبطة بمواعيد؟
جوزفين: لا.
الضابط: أنا قادم إليك في الحال.
جوزفين: أهلاً وسهلاً.
(وترمي جوزفين بالسماعة وهي تقول) يا إلهي ماذا وراء زيارة ضابط البوليس).
(يدق جرس التليفون فتمسك بالسماعة وتقول):
جوزفين: هلو. مين. مدام انطوانيت. بونجور يا مدام. تريدين أن تزوريني. أنا آسفة. اليوم مرتبطة بعدة مواعيد. خليها بكرة. اتصلي بي صباحاً إن شاء الله. لنرتب موعداً آخر. شكراً. اورفوار.
(يدخل الخادم وهو يقول):
الخادم: ضابط البوليس سيدتي..
جوزفين: فليدخل. إلى الصالون. أنا آتية حالاً.
الخادم: تفضل يا حضرة الضابط. تفضل. الست قادمة حالاً.
الضابط: شكراً..
(تدخل جوزفين وهي تقول):
جوزفين: صباح الخير يا حضرة الضابط..
الضابط: صباح الخير مدام جوزفين.
جوزفين: قهوة ولا حاجة باردة.
الضابط: قهوة ومضبوطة.
جوزفين: هل من خدمة يا حضرة الضابط.
الضابط: نعم يا مدام..
جوزفين: تفضل.
الضابط: المدموزيل ليلى. ألا تزال موظفة لديك؟
جوزفين: بلى. بلى. هل وقع لها أو منها شيء.
الضابط: ما هي معلوماتك عن سيرها وسلوكها.
جوزفين: ليست عندي معلومات عن سيرها وسلوكها. الذي أعلمه أن سيرها وسلوكها حسن..
الضابط: وحادث السرقة ألم يبعث في نفسك شيئاً من الشكوك معها؟
جوزفين: أقول لك الحق.
الضابط: قولي وكوني صريحة معي.
جوزفين: ما في شك حادث السرقة أثار في نفسي بعض الشكوك والريب ولذلك كلفت أحد معارفي بالتقصي عن ليلى وأحوالها وعلاقاتها.
الضابط: وماذا حملت؟
جوزفين: المعلومات التي حصلت عليها ليس فيها ما يريب سوى علاقتها الغرامية بشاب جامعي اسمه خالد..
الضابط: هل هناك غير ما ذكرت؟
جوزفين: لا. ولكن.
الضابط: ولكن ماذا؟
جوزفين: لا بد أن عندكم معلومات خطيرة عنها يا حضرة الضابط. على كل حال.
الضابط: على كل حال ماذا؟
جوزفين: أنا قررت فصلها من العمل لأني علمت أن الدبلوم الذي تحمله مزور.
الضابط: دبلوم الخياطة والتطريز مزور. هذه معلومات جديدة بالنسبة لنا إذن فهي امرأة خطيرة.
جوزفين: الحمد لله الذي عرفت بذلك قبل افتتاح المعرض وقبل أن نقع في مشاكل أخرى.
الضابط: ومتى سترسلين خطاب فصلها؟
جوزفين: اليوم.
الضابط: هل لك أن تستعجلي فيه لأننا سوف تتخذ - المعلومة الخاصة وأرجوك كتمانها - سوف نتخذ إجراء ضدها بعد فصلها ولا أحب أن أتخذه وهي موظفة عندك خشية أن أسيء إلى سمعة المعرض الذي ستقيمينه.
جوزفين: ألف شكر يا حضرة الضابط على ثقتك بي وأرجو أن أكون عن حسن الظن.
الضابط: السلام عليكم.
جوزفين: مع السلامة. مع السلامة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ضحى تقول):
ضحى: ها. يا بيومي. ما هي أخبارك؟
بيومي: أخباري سارة جداً..
ضحى: قل وطمئنّي.
بيومي: سركيس في مقدمة المقبوض عليهم وهذا أهم خبر سار في الموضوع كله.
ضحى: الله يبشرك بالخير.
بيومي: وقد علمت أن سيادة الناظر على أملاك الست الكبيرة سيحضر لزيارتها عصر هذا اليوم فلعلّه يتولى إخبارها..
ضحى: عسى أن يفعل.
بيومي: أراك ترتدين ثياب الخروج فإلى أين؟
ضحى: إلى مدام انطوانيت. كعادتي كل يوم سبت.
بيومي: ألا ترين تأجيل الزيارة إلى يوم آخر خشية ألا تفسر تفسيراً يسيء إليك.
ضحى: كيف.
بيومي: اليوم وقع عندنا حادث ستجدينه غداً منشوراً على صفحات الجرائد وتخرجين للزيارة في نفس اليوم ماذا يقول الناس.
ضحى: المثل يقول: الباب اللي يجيك منو الريح سدوا واستريح. شكراً يا بيومي.
بيومي: كنت أتمنى لو رأت الست الكبيرة (سركيس) وهو موقوف وفي حالة مزرية.
ضحى: اللَّهم لا شماتة. والحمد لله الذي الذي صرف عنا كيدهم ورده إلى نحورهم.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جرس باب شقة ليلى يدق فيقوم الخادم ويفتح الباب وهو يقول):
الخادم: من الطارق؟
الضابط: أنا ضابط البوليس افتح..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :583  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج