شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 13 -
خطار: إن شاء الله..
خالد: هيا وصلوني للمطار وبعدها واصلوا أنتم سفركم إلى أبي.
خطار: ربنا معك يا بني. أظنها آخر سنة جامعية لك..
خالد: بلى. بلى. وسأدعوك وأبي لحضور حفلة تخرجي فيها بإذن الله.
خطار: ربنا يكتب لك النجاح والتوفيق والسلامة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مرشود يقول لنفسه):
مرشود: أجل يا فرهود.. وقعت والله في أيدي.. سوف أنتقم لسونيا المسكينة التي راحت ضحية غدرك وخيانتك لها (ويسمع غمغمة صديقه ضرغام فيقول):
ضرغام: أراك تكلم نفسك يا مرشود هل أصبت بمس في عقلك؟
مرشود: (يثوب إلى رشده فيقول) لا. يا صديقي ضرغام. كنت أتمتم ببعض الأشعار التي قلتها في سونيا..
ضرغام: طيب يا أخي اسمعنا.. أليس كذلك مدموزيل (نهى)؟
نهى: (وي شري)..
مرشود: أراك تتكلمين الفرنسية فكيف تفهمين ما سأقوله.
نهى: يا سلام يا أستاذ مرشود.. أتظن أنك الشاعر الأوحد..
مرشود: لا يا مدموزيل (نهى) غير أني أظن أنك شاعرة باللغة الفرنسية..
نهى: وبالعربية أيضاً ولا فخر:
مرشود: عند الأتراك مثل.. ايشتا فرس.. ايشتا ميدان. سمعينا يا مدموزيل..
ضرغام: اسمعينا وأسعدينا يا نهى:
نهى: حاضر سأسمعكم بعض أبيات من قصيدة بعنوان ((الحبيب الهاجر))..
ضرغام: يا سلام. يا سلام.. هات..
نهى:
يا سارياً وسواد الليل يخفيه
وهائماً وبياض الصبح يغشيه
يستمطر الدمع من برح الفراق فلا
دمع يهدهد آلام الهوى فيه
حيران في مهمة الأقدار تنشره
بيد وبيد من الأشجان تطويه
لم تبق فيه تباريح النوى رمقاً
إلا شعاعاً من الذكرى يناجيه
(تصفيق استحسان من مرشود وضرغام الذي يقول):
ضرغام: يا سلام على الشعر الكلاسيكي يا سلام. برافو مدموزيل نهى..
مرشود: أنت شاعرة رائعة.. هايلة.. فتهاني يا مدموزيل..
ضرغام: طيب اسمعنا يا مرشود مما قلته في (سونيا)..
مرشود: سأسمعكم بضعة أبيات من قصيدة بعنوان (بحيرات العيون)..
نهى: عنوان جذاب وظريف.
مرشود:
يا لعينيها وبالي منهما
وبحيرات ترامت دون بر
يسبح النور على زرقتها
في محيا سنا الحسن سفر
قد شربنا منهما صفو الهوى
وركبنا فيهما متن الخطر
مركب في مركب حطمته
وعلى الأشلاء واصلت السفر
* * *
نهى: روعة.. المركب.. روعة.. هات يا مرشود هات.
مرشود:
يا حبيبي شاب دمعي وشكا
خاطري المكلوم للماضي الأغر
من حنين وأنين ونوى
وجوى جرعني منه الأمر
فإذا الدنيا ظلام دامس
تتوارى في دياجيه الذكر
وإذا الماضي وما في سره
حلم قد مر في نوم القدر
(تصفيق استحسان مع عبارات. برافو.. برافو):
نهى: هذه يا مسيو مرشود ليست أشعاراً فحسب بل هي تابلوهات لرسام ومغنٍ ماهر.. مبدع ..(فورميدابل)
ضرغام: ما كنت أدري أنك شاعر بهذا السمو يا مرشود. أنت مخبى في قشورك..
نهى: بودي لو جلست معكما أكثر ولكنني مرتبطة بموعد هام. (ارفوار)..
مرشود: مع السلامة..
ضرغام: لا تنسى موعدنا غداً يا نهى. مع السلامة..
(موسيقى نسمع بعدها صوت مرشود يقول):
مرشود: ضرغام عندي لك أخبار هامة.. هامة جداً..
ضرغام: ما هي؟ قل..
مرشود: فرهود..
ضرغام: ماذا عنه؟
مرشود: إنه هنا..
ضرغام: هنا.. أين؟
مرشود: في بيت صاحبنا متري..
ضرغام: متري صاحب بقالة (الشمس)..
مرشود: بلى.. يا ضرغام بلى..
ضرغام: لماذا لم تبلغ البوليس عنه؟ على الأقل تنتقم للمسكينة الضحية البريئة ((سونيا))..
مرشود: غداً.. سوف أقابل ((فرهود)) صباحاً في بيت متري..
ضرغام: وأنا أكون قد هيأت رجال الشرطة لتطويق المنزل والقبض عليه. إنها فرصة العمر يا مرشود.
مرشود: اتفقنا..
ضرغام: اتفقنا..
مرشود: لا تنسى حصتي في المكافأة التي رصدتها دوائر الأمن العام لكل من يقبض على فرهود حياً أو ميتاً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت متري يقول):
متري: أراك ساهداً يا فرهود..
فرهود: وأنّى لي أن أنام وأنا أنتظر القبض علي بين اللحظة والأخرى..
متري: ولكنها حالة صعبة يا أخي ستعرضك إلى انهيار عصبي فليس كالسهاد شيء مضر للجسم..
فرهود: يا أخي ذلك ليس بيدي ولا في طاقتي..
متري: ولكن دوام الحال من المحال..
فرهود: ماذا تعني يا مسيو متري؟
متري: أعني أنك لن تستمر طويلاً على هذه الحال..
فرهود: هذا صحيح ولكن ما العمل؟ ما الرأي؟
متري: الرأي العملي تسلم نفسك للبوليس وتوكّل عنك محامياً. وما أكثر المحامين الأكِفَاء..
فرهود: قلت لك إني لا أملك الشجاعة على تسليم نفسي..
متري: أنت حر ولكنك سألتني رأي وهذا رأي بعض أصدقائك الحميمين..
فرهود: أصدقائي الحميمين. هل تكلمت مع أحدهم بشأني..
متري: نعم؟
فرهود: مع من منهم؟
متري: مرشود..
فرهود: مرشود أنت خربت بيتك وبيتي. ألا تعرف أن مرشود أصبح أعدى عدو لي بعد موت (سونيا)..
متري: وأنى لي أن أعرف، ولكن لماذا أصبح عدواً لك؟
فرهود: إنه يحب (سونيا) إلى درجة الجنون. وهو ولا شك يعتقد أنني قتلت سونيا..
متري: وأنى لي أن أعرف..
فرهود: ولماذا أخبرته ألم نتفق على السرية. قل لي متى قابلته؟
متري: اليوم مساءً وقد وعدته بمقابلتك غداً..
فرهود: غداً في مخفر الشرطة. وأنا مكبل بالقيود.
متري: كيف. أمعقول ما تقول؟
فرهود: لو كنت أحب سونيا كما يحبها هو وكان هو في موقفي لوشيت به للبوليس.
متري: إذن ما العمل..
فرهود: أنا سأهرب الآن. وأنت أعانك الله على سين وجيم الشرطة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ليلى تقول):
ليلى: التحضير لمعرض أزياء يا مسيو كامل يحتاج كما لا يخفاك إلى استعدادات ضخمة.
كامل: ولكن مدام جوزفين صاحبة ال (أتيليه) تصر على انتهاز اجتماع عدة مؤتمرات عالمية بالقاهرة لافتتاح معرضها.
ليلى: والمعرض بدون أزياء ما قيمته. هل نستعير أو نستأجر أزياء من مخازن أزياء ونعرضها على أنها صناعتنا..
كامل: أنا أعرف أن مدام جوزفين تحترم رأيك ثم إنك ستكونين المسؤولة الأولى عن هذا المعرض..
ليلى: إنه تقدير من المدام أعتز به وأفتخر. ولهذا لا يمكن أن أجازف بهذا التقدير بسبب المؤتمرات العديدة..
كامل: إذن فتولى ذلك معها..
ليلى: سأفعل ولكن..
كامل: ولكن ماذا يا مدموزيل ليلى؟
ليلى: تبدأ أنت في عمل الديكورات اللازمة..
كامل: والدعاية الصحفية من سيتولاها..
ليلى: عندي صديقة اسمها (عفاف) تدرس الصحافة وستتولى الناحية الإعلامية.
كامل: شيء جميل وتفكير سليم. سأقوم بعمل التصميمات والبركة فيك فيما يتبقى.
ليلى: الله يبارك فيك..
كامل: وإني أتمنى لك كل التوفيق في إقناع مدام جوزفين.
ليلى: والآن إلى أين أنت سائر..
كامل: أنسيتِ يا ليلى وبسرعة..
ليلى: أنسيت ماذا يا سيد كامل؟
كامل: وليمة الغداء التي تقيمها طالبات معهد مدام جوزفين تكريماً لها بالقناطر الخيرية..
ليلى: والله نسيت في زحمة العمل. مرسي مسيو كامل.. كدت أنسى الموعد لولا أن ذكرتني به..
كامل: وكنت استهدفت لغضب المدام..
ليلى: كثر خيرك هيا بنا أمعك سيارة أم نستأجر تاكسي؟
كامل: لدي سيارتي تحت تصرفك..
ليلى: مرسي..
كامل: هيا بنا.. تفضلي اركبي..
(نسمع صوت محرك السيارة مصحوباً بموسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت ليلى تقول):
ليلى: الطريق جميلة والمناظر رائعة جذابة..
كامل: أهي أول مرة تذهبين فيها خارج القاهرة..
ليلى: أجل يا مسيو كامل أول مرة..
كامل: ستعجبك القناطر الخيرية يا مدموزيل وستحملك على التردد عليها مستقبلاً..
ليلى: وبصحبتك الطيبة..
كامل: مرسي يا فندم إنه من كمالك ولطفك..
(نسمع صوتاً غريباً في السيارة وتقطعاً في صوت الموتور فتقول ليلى):
ليلى: ما هذا يا مسيو كامل؟
كامل: السيارة تقطع..
ليلى: يمكن وسخه في البنزين..
كامل: ويمكن البوجيهات أو الكونتاكت أو الكتاوت..
ليلى: أو العربية كلها بايظة قول مثلاً..
كامل: سنرى..
ليلى: هل تعرف بالسيارة؟
كامل: لا. ولكني أحاول..
ليلى: فلنستعن بأحد أصحاب السيارات المارين..
كامل: إذاً فلسنا..
ليلى: طيب. جرب. بس الوقت ضيق..
(يجرب كامل فلا يفلح ويقول):
كامل: أظن من الأفضل نركن السيارة ونأخذ أول تاكسي إلى القناطر حتى نلحق الدعوة..
(يمر اتفاقا خالد ابن الشيخ عامر في طريقه إلى القناطر ومعه صديقه أخ المدموزيل (عفاف) صديقة ليلى. فيؤشر له كامل فيقف ويقول):
خالد: خدمة يا فندم..
كامل: ممكن توصلنا للقناطر..
(ويرى فتحي صديق ليلى وكان يعرفها من ترددها على دارهم لزيارة أخته فيصرخ):
فتحي: مدموزيل ليلى. فرصة سعيدة..
ليلى: فتحي أنت رايح للقناطر..
فتحي: ايوا مع صديقي خالد..
خالد: اتفضلوا نوصلكم للقناطر..
كامل: نأخذ تاكسي.. شكراً.. أخشى أن نزعجكم.
فتحي: تزعجنا ومعك ليلى صديقة أختي عفاف. إنني مسؤول عنها زيك يا أستاذ..
ليلى: شكراً..
خالد: تفضلي يا آنسة ليلى. تفضل يا أستاذ..
كامل: شكراً..
خالد: أما من جهة عربتك ففي العودة إن شاء الله نصلحها. هيا..
(نسمع صوت تحرك سيارة خالد مصحوباً بموسيقى نسمع صوت بعدها فتحي يقول):
فتحي: أذاهبة للفسحة يا ليلى؟
ليلى: لا.. بل مدعوة إلى الغداء الذي تقيمه طالبات معهد جوزفين للخياطة..
خالد: أأنت موظفة أم طالبة بالمشغل يا آنسة ليلى؟
كامل: بل هي المدرسة الأولى به يا أستاذ..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :707  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج