شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 10 -
(ويسرع رجال المطافىء لإخماد النار فيعجزون عن إطفائها):
أصوات: الريح تساعد النيران.. رجال المطافىء يعجزون عن إخمادها.. رحمتك يا رب.. رحمتك يا رب..
(وتمتد النار حتى تأتي كل ما تصادفه من درر وحوانيت حتى تصل إلى فيلا خطار فتلتهمها):
صوت: النار تلتهم فيلا خطار.. مسكينة ابنته.. الحقوها يا ناس.. أبوها راح.. وهيه كمان..
أصوات: بنت خطار سافرت إلى جهة غير معلومة..
(أصوات سيارات المطافىء والنجدة والإسعاف نسمع بعدها صوت الضابط يقول):
الضابط: برافوا.. برافو.. النار انحصرت.. وساحة فيلا خطار كانت السبب في عدم امتداد النار..
الضابط: همه يا شباب همه.. بارك الله فيكم.. بارك الله فيكم..
(نسمع صوت مضخات المياه ولغط وهرج ومرج تختلط بموسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت الأونباشي ضرغام يقول):
ضرغام: حضرة الضابط..
الضابط: ما وراءك أونباشي ضرغام..
ضرغام: وجدنا في فيلا (فرهود) جثة امرأة محروقة فحمة سوده ومسدس.. على الأرض صهرته النيران..
الضابط: خلّو الجثة والمسدس مكانهما ريثما يأتي مأمور التحقيق (وفرهود) هل عثرتم على جثته؟
ضرغام: لا.. يا حضرة الضابط..
الضابط: عد الآن إلى المركز وعمم عن (فرهود) على جميع مراكز الشرطة ومخافر الحدود..
ضرغام: أمرك يا حضرة الضباط..
الضابط: النار تقريباً أخمدت وسألحق بك.. لعلك لم تغفل وضع حرس على (فيلا فرهود)..
ضرغام: طوقتها بعدد من الجنود بعدما عثرنا على الجثة.. والمسدس..
الضابط: برافو عليك.. هيا اسرع وعمم عن (فرهود)
(نسمع اصطاك قدميه وهو يؤدي التحية):
أصوات: الخسائر كبيرة.. كبيرة جداً ربنا يعوض أصحابها..
صوت: الله يجازي اللي كان السبب..
الضابط: يا شباب فتشوا فيلا خطار جيداً فإن ابنته وخادمها اختفيا فجأة.. إنها حوادث تستدعي التحري الدقيق..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خطار يقول):
خطار: يا ابني خالد.. لقد اكرمتموني غاية الإكرام وأنا أريد الآن أن استأذن والدك في العودة..
خالد: وبهذه السرعة يا سيد خطار..
خطار: لي ابنة وحيدة يا خالد وليس لها أحد بعد الله غيري وغير ابن عمها الذي لا آمنه عليها ولا بد غيابي وبالشكل الذي وقع أقلقها إن لم يكن قد ازعجها جداً...
خالد: أنا معك في أن ابنتك لا شك منزعجة كل الإزعاج وانها على اتصال مستمر بدوائر الشرطة والأمن العام.
خطار: هل لك أن تساعدني لدى والدك في السماح لي.. مع رجائي أن تسافر معي لعلي أقوم ببعض الواجب تجاهك..
خالد: يسعدني يا سيد خطار ولاسيما وطريقي إلى جامعتي يمكن أن أصل إليك عن طريق بيروت ولكن..
خطار: ولكن ماذا؟
خالد: سأتعرض لسين وجيم طوال الطريق من سوريا ولبنان..
خطار: أنا الذي سيسألونني وبالطبع سأنفي أي شيء يكون قد خطر على بال الشرطة أو هداهم تحقيقهم إليه.
خالد: أرى أن تذهب أنت وحدك وسألحق بك وسنلتقي إن شاء الله في سوق الغرب..
خطار: فليكن ما تريد والآن هيا بنا إلى أبيك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عامر يقول):
عامر: أهلاً بخطار.. رأيتك تتهامس مع خالد وأنتما في طريقكما إلي فهل من تآمر عليّ (يضحك)
خطار: استغفر الله.. استغفر الله.. لقد كنت أقول.. قل يا خالد..
خالد: يا والدي السيد خطار اشتاق إلى وطنه وابنته الوحيدة وهو يرجوك السماح له بالسفر..
خطار: لساني يعجز عن شكرك يا شيخ عامر ولولا ابنتي الوحيدة وخشية حدوث شيء لها في غيابي ما استأذنتك في السفر..
عامر: لك ما تريد يا خطار..
خطار: شكراً.. شكراً.. ولي رجاء
عامر: ما هو؟
خطار: أن تسمح لخالد بزيارتي في لبنان وهو في طريقه إلى جامعته..
عامر: ذلك اتركه لرغبة خالد علماً بأنني لا أمانع في ذلك..
خطار: ألف شكر يا شيخ عامر.. ألف شكر.. وديارك عامرة وجميلك لن أنساه مدى الحياة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأزيز الطائرات وهي تهبط في مطار القاهرة الدولي.. تنزل منها ليلى وعثمان مع الركاب وبعد الإجراءات الجمركية تأخذ سيارة تاكسي ومعها عثمان الذي يقول:
عثمان: حمداً لله على السلامة يا ست (ليلى)..
ليلى: مين ليلى يا عثمان.. أنت نسيت اسمي الجديد..
عثمان: أوه (بردون) يافندم يظهر من فرحتي بالعودة إلى وطني نسيت كل حاجة يا ست (ضحى)..
ضحى: أنا من اليوم اسمي (ضحى) لا ليلى..
(نسمع بعدها أزيز السيارة ثم يعقبه صوت عثمان يقول):
عثمان: أرجو أن تعجبك القاهرة يا فندم..
ضحى: كيف لا تعجبني وكل ما فيها رائع وجميل..
عثمان: هذا من ذوقك الرفيع وشمائلك العالية..
ضحى: الطريق أو السكة على رأيك جميلة يا عم عثمان لولا زحام العربيات.. ولاسيما عربيات الجيش..
عثمان: لا بد أن هنالك سوقيات للجيش ربنا يسلم يا فندم
ضحى: أتعرف فندقاً بالذات ننزل فيه..
عثمان: ستنزلين في أفخم فندق..
ضحى: وأنت معي أليس كذلك؟
عثمان: أما أنا فسأنزل في بيت أخي جمعه..
ضحى: هل تعرف أين يسكن؟
عثمان: كيف لا.. وأنا أراسله دائماً من لبنان..
وبينما التاكسي تدخل أحد المنعطفات تفاجأ بسيارة جيش قادمه في اتجاه معاكس فلم يستطع سائق سيارة التاكسي تفاديه فاصطدم بها وتحطمت سيارته.
(نسمع صوت الاصطدام وانقلاب السيارة وصراخ (ضحى) ومن ثم بكاؤها حين رأت (عثمان) ممدداً على الأرض وقد فاضت روحه إلى بارئها).
ضحى: وامصيبتاه! يا لضيعتي في غربتي.. عثمان.. عثمان..
أصوات: لقد مات عثمان يا ست.. مات يرحمه الله..
ضحى: مات.. مات.. وامصيبتاه.. واضيعتاه..
أصوات: البوليس.. البوليس.. سيارات النجدة والإسعاف
(نسمع أبواقها ثم نسمع بعده صوت الضابط يقول):
الضابط: خذوا الميت إلى المشرحة والسائق الجريح إلى أقرب مستشفى حكومي لإسعافه فجراحه خطرة أما الست فستذهب معي لأخذ إفادتها..
(نسمع أبواق سيارات الإسعاف والنجدة يعقبها صوت (ضحى) تقول):
شحى: حضرة الضابط..
الضابط: أفندم
ضحى: حقيبة يدي في السيارة.. وشنطة ملابسي في صندوقها..
الضابط: اذهبي.. خذيهما..
(تذهب فلا تجد حقيبة يدها فتقول):
ضحى: حقيبة يدي غير موجودة..
الضابط: كيف تركتها لا بد أنك نشلت.. سنفتش عليها
ضحى: إن فيها كل ما أملك..
الضابط: الحق عليك يا أنسة.. كان يجب أن تحرصي عليها في كل شيء..
ضحى: كيف لقد انفتح باب السيارة عندما حدث الاصطدام وارتميت خارجها
الضابط: فنجوت.. أما زميلك فقد كان بجانب السائق فلقي حتفه في الحال..
ضحى: والآن ما العمل؟..
الضابط: نفتش على شنطة الهدوم.. أخشى أن تكون قد نشلت هي الأخرى في الزحام..
ضحى: وحقيبة اليد خلاص راحت..
الضابط: ستعود إليك إن كان لك حظ فيها.. الحمد لله الذي وجدنا شنطة هدومك سليمة..
عسكري ضعها في سيارتي.. هيا بنا يا آنسة وشنطة عثمان يا حضرة الضابط اتتركونها في السيارة ليكون نصيبها نصيب حقيبة يدي؟.
الضابط: عسكري ضعها في سيارتي
ضحى: والآن إلى أين؟
الضابط: إلى مركز البوليس.. إنه لا يبعد كثيراً عن محل الحادث
(يصلان إلى مركز البوليس ويبدأ الضابط استجوابها والموسيقى مصاحبة):
الضابط: هل أنت لبنانية؟
ضحى: بلى.. يا حضرة الضابط..
الضابط: ومن معك أي المقتول هل هو لبناني؟
ضحى: إنه مصري كان يعمل في بيتنا بلبنان وقد جئت معه لزيارة القاهرة والتفرج على آثارها ومعالمها..
الضابط: وقد سعى زميلك إلى حتفه بظلفه وتركك تتجرعين وحدك آلام فرقته..
ضحى: هل تسمحون لي بحضور جنازته؟
الضابط: إذا كان للمقتول أقارب فنسلمه إليهم بعد تشريحه ومعرفة أسباب وفاته وإذا لم يكن له أحد دفناه في مقابر الغرباء بدون أية مراسيم جنازة.. أتعرفين أحداً من أقاربه؟
ضحى: لا يا حضرة الضابط ولعلكم من جواز سفره أو مما تجدون في شنطة ملابسه تعرفون شيئاً عن أقاربه..
الضابط: هل لك أقارب في القاهرة أو معارف؟
ضحى: لا أحد لأنها أول زيارة لي للقاهرة..
الضابط: كيف وقع الحادث؟..
ضحى: بينما كان سائق سيارتنا يلف المنعطف فوجىء بسيارة جيش كبيرة تسير في اتجاه معاكس له فلم يتمكن من تفادي الاصطدام بها وكان ما رأيت..
الضابط: هل لديك أقوال أخرى؟
ضحى: لا يا حضرة الضابط..
الضابط: يمكنك الانصراف..
ضحى: شكراً..
الضابط: مع السلامة..
(تخرج ضحى من مركز البوليس وقد اسودت الدنيا في عينيها تمشي على غير هدى وهي تتمثل بقول الشاعر والموسيقى مصاحبة):
ضحى:
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج