شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفيصل ومجلس الشورى (1)
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنِك في الثرى
أنَّ الكواكبَ في الترابِ تغورُ
ما كنتُ آملُ قبل نعشِك أن أرى
(رضوى) على أيدي الرجالِ تسيرُ
خرجوا بهِ - ولكل باكٍ خلفَه
صعقاتُ موسى يومَ دُكَّ الطورُ
حتى أتوا (جَدَثا) كأنّ ضريحَه
في قلبِ كلِّ موحدٍ محفورُ
كفلَ الثناء له بردِّ حياتِه
لما انطوى - فكأنه منشورُ
إنها لأبيات من قصيدة للمتنبي قبل نحو من ألف سنة وما أراها بمعانيها الرائعة إلا رثاء صادقاً سبق به الشعر من وراء الغيب فبكى به فقيدنا العظيم وحبيبنا الراحل الذي ملأ الدنيا كلها بمآثره، وفضائله، وأجهش به كل مشرق ومغرب، وقاصٍ ودان،، (كل من عليها فان) وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وبعد: فقد رغب إلي أخي العبقري الكريم الأستاذ (محمد حسين زيدان) رئيس تحرير مجلة (الدارة) الغراء .. في رسالة خاصة مؤرخة في 4/ربيع الثاني عام 1395هـ- لم أستلمها إلا يوم 16 منه.. أي بعد مرور اثني عشر يوماً على صدورها من الرياض إلى مكة.
أقول: رغب إلي أن أكتب عن (الفيصل في مجلس الشورى) وأسلوب الحكم لاعتزام مجلة "الدارة" إصدار عدد خاص عن الشهيد العظيم..
وكأنما أراد عفا الله عني وعنه: أن أكون في موقف لا أُحسَدُ عليه من العجز والإعياء.. أو التهافت والإصغاء.
وما والله - أستشعر بذلك غضاضة.. فقد أخرس الحادث كل منطق - وأرى أن هذا الخرس والاعتراف به .. هو الرهان على (الصدمة) التي جعلت الدموع هي الناطقة عمن فجعوا به من (عباد الله) الذين عرفوا لجلالته فداحة المصاب وبغتته وصعقته وشدته وفجعته وآلامه المبرحـة، ولكنـه الإيمـان بالله وقضائه وقدره خيره وشره وهو وحدة القادر على أن يهبنا برحمته الصبر الجميل وهو حسبنا ونعم الوكيل .. و (العجز عن درك الإدراك إدراك).
وإذا كان الموضوع محدداً وفي نطاق خاص فإنني أمهد له بمقدمة لا مندوحة من إعلانها وبيانها بمالها من دلالة على مكانه في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الإشهاد وهي كما أقصها في إيجاز ودون تزيد ولا تزلف ولا افتئات.
أي ورب الكعبة، إنها لكم أرويها.. في كثير من التعجب والاستغراب لأنها من أسرار النفس أو الروح وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.
ذلك أنني في ليلة الثلاثاء الموافق 13/3/1395هـ بت ليلتي كلها في قلق واضطراب شديدين مع انقباض وامتراض وقضيتها ساهراً مسهداً متوتر الأعصاب شاكياً من أسقامي العديدة فلما أصبحت استعنت بالله.. وكابرت وصابرت حتى إذا أذن الظهر تداعيت واضطجعت على فراشي في كثير من التضرع والدعاء والابتهال فأخذتني سنة من النوم.. لا تزيد عن الساعة وخلالها رأيت مشهداً ما يزال ماثلاً بين عيني..رأيت الشهيد تغمده الله برحمته ورضوانه جالساً في أريكة لم أر قط مثلها جمالاً وجلالاً.. على (كرسي) أين منه عرش (الطاووس) وهو مشرق المحيا باسم متهلل.. وكانت (الغرفة) واسعة مشرقة بالأضواء فأقبلت إليه للسلام فأومأ بيمينه بأن أنتظر قليلاً.. فوقفت مكاني أتملى بهذا المنظر الرائع وأتمنى أن لا أريم عنه..فما شعرت إلا وجرس الهاتف يرن كثيراً وبإلحاح فصحوت على ضجيجة المتواتر فنهضت إليه متثاقلاً فماذا كان، سمعت محدثي يقول لي وهو يجهش ويبكي: ألا تسمع؟ قلت: ماذا؟ قال استمع إلى الإذاعة السعودية فوراً..فإذا بالنبأ العظيم (2) يصك السامع ويذري المدامع..وإذا بي أسقط مرتاعاً ولا أعي شيئاً إلا أنني في غمرة من الإغماء وأسعفت بالنوشادر وبماء الكولونيا وتنبهت قليلاً وعدت إلى نفسي أتساءل؟ أما زلت في أحلامي؟ رغم قيامي فكان الأمر غير ما توهمت ووجدتني أسترجع وأستجمع وأكرر هذه الآية: ألَّذِِينَ إِذَآ أَصَبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وتذكرت (أن الصبر عند الصدمة الأولى) .
وكان المأثور عن المصائب أنها تبدو كبيرة ثم تصغر فإذا هي في (الفيصل) تزداد بمرور الزمن فتكبر وتكبر وما زلت أعاني منها إلى أن ألقى ربي مؤمناً بأنها تمحيص لا مفر منه وقدر نافذ لا يملك تلطيفه أو تخفيفه غير من بيده ملكوت السموات والأرض و (لله عاقبة الأمور).
وأعود إلى ما طلب إلى الحديث عنه من علاقة (الفيصل) بمجلس الشورى خلال رئاسته له ومنذ نحواً من خمسين سنة مع العلم بأن كل ما أتذكره أو أذكره ههنا فإنما هو وشل من بحر وثمد من قطر لقد أنيط به مقام (رئاسة مجلس الشورى) في عام 1345هـ وكان له نائبان أحدهما وهو الأول تختاره الحكومة أو جلالة الملك، والآخر يكون بالانتخاب من بين أعضائه وكان ذلك مستمراً في كل دورات المجلس التي حددها النظام بعد كل سنتين، ولقيام (سموه) آنئذ بمنصب (نائب جلالة الملك) وبوزارة الخارجية، كان يعهد إلى النائب الأول وإلى النائب الثاني في غياب الأول بتصريف أمور المجلس وإدارة جلساته، وترفع إلى سموه باعتباره نائباً للملك جميع القرارات التي يتخذها المجلس في كل ما يحال إليه من الأعمال والمعاملات والموازنات والأنظمة واللوائح والتعليمات في حدود صلاحياته المدونة في نظامه الأساسي، ويتخذ المجلس قراراته بالأكثرية فإذا تساوت الآراء كان رأي الرئيس أو النائب الأول أو الثاني أياً منهما رئيساً للجلسة هو المرجح.. ويكون الحق للقسم الآخر في المخالفة بأسبابها وترفع مع القرار في نفس الوقت وتتآلف في المجلس لجان ثلاث هي (لجنة الأنظمة) و (لجنة شؤون إدارية) و (لجنة شؤون مالية) وتحال إليها من رئاسة المجلس المعاملات لدرسها ومناقشتها والاستماع إلى مندوبي الدوائر فيها ثم تقدم تقريرها عن كل موضوع على حده ليدرس ويناقش في جلسة عامة بالمجلس ويتولى مقرر اللجنة تقديم أي استيضاح بشأنه تفصيلاً وإجمالاً وقد أضيف إلى هذه اللجان لجنة لتمييز الصكوك التجارية وأخرى للاقتراحات.
وكان سموه يشرف على المجلس بطريق مباشر وغير مباشر.. ويتصل بسموه النائبان في الاسترشاد في كل ما تستدعي المصلحة الاتصال به ليكون الرأي متفقاً بين المجلس والحكومة في جميع الأعمال وليس معنى ذلك أن يسير المجلس بمقتضى توجيه خاص - إلى وجهة نظر محددة أو معينة بل كانت له الحرية المطلقة في إبداء رأيه في الشؤون العامة المعروضة عليه.. دون أي تقييد تحديد وله كل الحق في عرض آرائه ومقترحاته.. بل وكل (مخالفة) يبديها أحد أعضائه أو أكثر. ضد قرار الأكثرية على أن يكون القرار أو المخالفة - كل منهما مدعم بحجته الشرعية أو النظامية والمهم قبل كل شيء هو الإخلاص في ذلك كله.. وضمان ما تقضي به مصلحة الأمة والبلاد، وبذلك استطاع مجلس الشورى أن ينجح في تصديق كل ما صدّره من قرارات عامة أو خاصة فردية أو جماعية وكل ما قره من أنظمة وتعليمات وموازنات للدوائر والبلديات وطبعت جميع الأنظمة التي حازت التصديق وعممت بجميع الإدارات للعمل بموجبها.
وكان التصديق العالي - أحياناً - يرد على مخالفة قدمها عضو أو أكثر.. على أساس ترجيح المصلحة وقوة الحجة فيها.. لا إهداراً لقرار الأكثرية ولكن اقتناعاً بوجهة النظر المعارضة طالما كانت واضحة بينة تتفق والصالح العام.
نعم: كان سموه يشرف في رأي كل دور حفل الافتتاح كما كان جلالة الملك عبد العزيز حين وجوده بمكة ويتلو فيه بيان من المجلس بما أتمه خلال دورته السابقة ويبدي فيه ما يقترحه في المستقبل في سبيل التقدم والإصلاح وكان سموه يرتجل فيه خطاباً رائعاً جامعاً مانعاً.. يعلن فيه ما تزمع الحكومة عمله في الإنشاء والإنماء والتعمير، ويحث فيه على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبما لا بد من مراعاته في التدرج بالحكم والإدارة، وينصح فيه بأسلوبه الحكيم وبما اختصه الله به من الحلم والأناة بأن تسير مناقشات المجلس في هدوء وسعة بال وحسن احتمال .. وفي حرص تام على أداء الأمانة وتحقيق الأهداف السامية دون تنازل عنها أو هوادة فيها، ويدعو إلى وجوب الصراحة والمناصحة وإيثار المصالح العامة وربما وجه الخطاب إلى وجهة أو فريق.. من الأعضاء وهو يعني غيره على طريقة (إياك أعني فاسمعي يا جارة) فلا يجابه من يعنيه بعتابه ويمضي في ذلك على قاعدة (ما بال أقوام)؟ حرصاً على أن لا يجرح شعور من يعنيه مواجهة.. وهناك يستشعر المقصود بحديثه أنه هو.. فينصح وينصلح.. ويربأ بنفسه أن يفاجأ بغير ذلك إذا هو لم يقلع عن كل مأخذ يجب أن يترفع عنه وأن يتخلص منه.. وأذكر أن عضوين - في إحدى الدورات القديمة - تنابزا في القول.. ثم تلاحما وتخاصما وكادا يتلازمان وكنت سكرتيراً عاماً يومئذ وفي عنفوان الشباب.. فبادرت (افرع) بينهما حتى سكنت الثائرة وعلم سموه بذلك فعاتبني على تدخلي وقال: لماذا فصلت بينهما؟ إنهما يتحملان كل ما صدر منهما وكان عليهما أن يحافظا على كرامة المجلس فلا يتغاضبان ولا يتنازعان طالما أن كل رأي تُحْفَظُ له مكانته وحرمته ويعرض على ولاة الأمور ولهم وحدهم الترجيح أخيراً.. فأما أن يحمل أحدهما على رأيه قسراً - فذلك ما لا تقبله الحكمة - ولا العقل.. ولا المنطق)..
قلت: إن سموه كرئيس للمجلس لم تكن تتاح له فرص الاشتراك في جلساته غالباً، إلا أنه إذا كانت الأمور المعروضة ذات أهمية كبرى أو ذات مساس بالوضع العام فإنه يستدعي المجلس إلى رحابه ويرأس بنفسه الجلسة التي تدور فيها المناقشات حتى ينتهي الأمر إلى قرار إجماعي لو لم يرأس فيه الجلسة لطال بها الأمد دون جدوى.
ومن أهم ما نص عليه نظامه أنه إذا أتخذ قراراً ما ولم توافق عليه الحكومة ومضى عليه شهران فعليها إعادته إليه مصحوباً بوجهة نظرنا فإن قنع بها وإلا كان له أن يعرضه على جلالة الملك مباشرة من قبل رئيسه.. مع وجهة نظر الحكومة فيه.. ليصدر جلالته أمره النافذ فيه بما يراه هو الصواب والأصح.
وأشهد أن خلال مدة رئاسته التي ما يزال المجلس يعتز بها إلى آخر يوم من حياته الغالية والتي تجاوزت (نصف قرن) لم يكن إلا المثل الأعلى للخلق الإسلامي الرفيع وإلا القدوة الحسنة لمن يملك أن يقول ويفعل،. إلا أنه بطبعه وفطرته لا يبتز الرأي ولا يصادر ولا يغضي عنه إلا بعد أن يكون قد استنفق فيه كل ما أوتيه من حكمة وروية وسداد، فهناك لا تأخذه في الحق لومة لائم وكان من عادته أنه إذا كتب إليه عضو ما أو غيره.. بما لا يرضى من القول في زميل له أو أكثر يرسل ذلك إلى المجلس ليطلع إليه.. تهذيباً وتأديباً وتأنيباً فلا يدع مجالاً لغيره في المطاعن الخلفية وهو حجر يضرب به عصفورين معاً وقلما حدث هذا إلا نادراً جداً.
ولقد كان جلالة المغفور له مؤسس هذه الدولة وباني كيانها ورافع بنيانها ومشيد سلطانها الملك عبد العزيز تغمده الله برحمته ورضوانه.. يتولى بنفسه افتتاح الدورات كلما كان ذلك أثناء وجوده بمكة المكرمة وفي أثناء غيابه (بالرياض) يتولى ذلك عن جلالته (رئيس المجلس.. ورئيس الحكومة نائباً عن جلالته..) وكان المجلس يتلقى في ختام كل دورة (تقديراً وتشجيعاً) رسمياً يزيد به اغتباطاً وفخراً وانطلاقاً إلى ما هو خير مما مضى بقدر ما استطاع تحدوه إلى ذلك الثقة العالية، ولقد تعاقب على المجلس في دوراته الكثيرة (رجال لهم وزنهم في المجتمع كله وكانوا ذوي سمت ووقار وعلم وفضل وتجربة، ومنهم الأشياخ ومنهم الشباب وكان منهم أهل البيان الذي يتدفق أثناء المناقشة بحيث يود السامع أن لا يسكت القائل.. مهما طال.. ومنهم من كان مديراً عاماً أو سفيراً أو أميراً أو قاضياً أو أديباً بارزاً، أو شاعراً كبيراً، أو صحفياً لامعاً)، ومن تقاليد المناقشة أن يكون لكل عضو الحق في الكلام في موضوع واحد وجلسة واحدة ثلاث مرات كلما جاء دوره بالترتيب وقد لا يبت في الموضوع المعروض في جلسة واحدة ويستتم ذلك في جلسة قادمة، فتراه استوفى كل ما يجب أن يدعم به حجته فيه ويدلي به في سكينة وطمأنينة ولا يقاطع مطلقاً وإن شذت القاعدة وتعذر الإنصات كما هي عادة المجالس العامة أعلن رئيس الجلسة فضها مؤقتاً بعض الوقت ثم تستأنف حين يكون الجو أكثر هدوءاً.. ولا بد للرئيس في بعض الظروف أن يرفه عن الأعضاء بطرفة أو دعابة أو نادرة تلطف من جو الموقف.. وتزيل عنه ما قد يرين عليه من تجهم أو انقباض.
أما أسلوب الحكم - فإن له مجالاً غير هذا - وهو في كلياته وجزئياته عمل بأحكام الشريعة المطهرة في كل دقيق وجليل، هذا وأعترف أنني لم أوف هذا الموضوع حقه من جميع الجوانب غير أنه (إلمامة) أو اضمامة ورد يفوح أريجها ويدل على ما كان للشهيد العظيم من صلة بالمجلس.. إبان رئاسته.
ولا يفوتني أن أستطرد هنا إلى أن نظام المجلس الأساسي قد خوله استدعاء رؤساء الدوائر ذات العلاقة بالموضوع المطروح أمام المناقشة أو من ينوب عنهم كلما اقتضت المصلحة ذلك وبعد استطلاع ما لديهم في ذلك يغادرون الجلسة ويتخذ المجلس قراره في ذلك دون مشاركتهم في التصويت معه، وقد حدث مرة أن أشترك بعض ذوي المكانة في مناقشاته وأصروا أن تكون لهم مشاركة في التصويت أيضاً لأنهم لم يشاركوا إلا بأمر سام.. فأبى المجلس عليهم بذلك.. وأخذ جلالة الملك وسمو الأمير نائبه يناصره في موقفه هذا لتمسكه بالنظام.
هذا.. وأنَى للكتّاب مجتمعين أن يستوعبوا الأمداء البعيدة، والأعمال الباهرة: والمواقف الشريفة التي قام بها جلالة الراحل العظيم قي مختلف الشؤون العامة وفي مجالات الحرب والسياسة والاقتصاد، وتأليف القلوب وتوحيد الكلمة في العالمين العربي والإسلامي فإنها مما تضيق عنه المجلدات الضخمة، وحسبه أن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأنه بإيمانه ويقينه وأقواله وأفعاله وجهاده خالد في جنات النعيم إن شاء الله. ذَلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ (3)
وختاماً أتضرع الله جل وعلا أن يتغمد الشهيد العظيم الذي لا تحصى مآثره وأياديه ورائد التضامن الإسلامي (جلالة الملك فيصل) برحمته الواسعة وأن يحسن جزاءه على ما قدمه (من الباقيات الصالحات) وأن يتولى بعونه وتوفيقه وتأييده جلالة خلفه المحبوب الملك خالد المعظم وسمو ولي عهده الحبيب والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الأمير فهد بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير عبد الله بن العزيز وأن يأخذ بأيديهم إلى ما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :391  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 641 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.