شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى الأمام .. أيها العاملون (1)
لقد أوصيت ناجي - أن لا يبزغ فجر (يوم الجمعة) حتى يكون واقفاً أمام محال بيع الصحف ومتعهديها لتأميني بالعدد الممتاز من صحيفة (البلاد السعودية) الذي يصدر بمناسبة الذكرى الأولى لاعتلاء جلالة مولانا الملك المفدى عرشه المكين في أفئدة شعبه الأمين وزودته بالثمن لأعداد متعددة عسى أن يتاح لي بذلك أن أهدي صديقاً عزيزاً نسخة منها في الأيام المقبلة ممن يفدون إلى هذه البلاد المقدسة من الأقطار العربية الشقيقة دون أن يكون قد ظفر به من قبل كآية ناطقة وبرهان محسوس على تقدم صحفنا وما بلغته من تطور كبير جعلها في مستوى أرقى الصحف التي تصدر في أهم وأجمل المناسبات القومية!!
وبكرت في القيام وأخذت أترقب وصول الرسول يحمل هذه التحفة الرائعة.. أو العروس المجلوة. وكنت رغم صِلاتي الشديدة برئيس التحرير وأسرة الصحيفة وأني أشارك فيها أسبوعياً ببعض ما يتيسر من الأبحاث الخفيفة أو الطريفة " من الذين حجبهم حرص المسؤولين فيها من رؤيتها ولو في قلادتها الداخلية.. أو نماذجها الأخاذة" فزاد ذلك من شغفي بها، وتهافتي عليها. وأخيراً عاد الرسول؟! وزعم أنها لم تبرز بعد للبيع فنهرته وكدت أسبقه إلى الشارع لأكون أول ظافر بها ومستمع باجتلائها.. فكلفته أن لا يعود إلا بها ولو طال به الانتظار.
وداخلني شعور غريب.. لماذا كل هذا الشغف؟ وما عسر على الجواب من قرارة نفسي، فقد وجدته ينطلق في كلمات وجيزة معقولة.. إنه الفخر بالصحيفة وما في الصحيفة.. معاً.. فأما في أنهارها من تصوير للحياة العامة لدولة ناشئة فتية ناهضة.. وما تعرض الأقلام القوية، والأساليب المختلفة من مظاهر هذه الحياة وألوانها الزاهية.. وما يحمل ذلك من معاني التطور الحديث، والتقدم الحثيث.. فإن ذلك مما يطرب به كل قلب يتصباه المجد، وتقر به كل عين يشوقها البعث الجديد، والعصر السعيد وأما (الصحيفة) نفسها فإنها (البينة الكبرى) والبرهان العلمي الملموس على المـدى الواسـع الذي قطعت أشواطـه (الصحافـة السعودية) عامة.. و (البلاد السعودية) خاصة وكان جل اهتمامي متجهاً إلى إلقاء النظرة الأولى عليها.. لأتذوقها من حيث الشكل والعرض والإخراج ولأصدر لها أو عليها الحكم في غير مداجاة ولا بخس ولا تغرير!!
وأتبعت الأول بثان، وثالث حتى أقبل بها آخرهم في يده. فرحاً مستبشراً يكاد يطفر طفراً من السلالم واستقبلته شاكراً مقدراً..
ووضعت النظارة على أنفي - وشبكتها شبكاً - فوق أذني لأتفرغ للمطالعة والاستمتاع أطول مدة ممكنة.. وكانت الساعة قد جاوزت الثانية بدقائق.. وهذا عهدي بها!! ثم استغرقت فيها فما ألقيتها من يدي حتى كنت أقرأ فيها آخر سطر من غلافها الثاني الملون.
ولست بصدد الكلام عما احتوت عليه..وفاضت به من مواضيع مهما تفرقت على المجتمع في خط مستقيم واحد، وتستمد من ينبوع عظيم رافد، فذلك ما تتحدث به أخبارها، وتتفق عنه أكمامها وأنوارها - إنما بهرني - وأقولها صريحة - لا عوج فيها ولا أمتا - هذا الحشد الهائل من الأبحاث أو البحوث - وهذا التبويب الممتاز - والترتيب الجميل والرسوم الفريدة - والخرائط الجديدة، وهذه الحيوية الزاخرة في كل صفحة وعامود! وهذا التركيز في كل حقل من حقول الحياة وهذا العرض الصحفي الكبير تتمثل فيه عِبَرُ الماضي، ويقظة الحاضر. وأمال المستقبل!! وأخيراً - وليس آخراً. هذا الغلاف الملون المزين صدره برسم حضرة صاحب الجلالة مولاي الملك المفدى - وبأقدس بقاع الله في الأرض و (أول بيت وُضع للناس) وبهذه (الطائرة) المحلقة في السماء ولسان حالها يقول مع الشاعر القديم:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
وإنّا لنبغي فوق ذلك مظهرا ؟!
وفرغت منها، وكأنما لم أقرأها - فعدت إليها ثانية وثالثة ورابعة..كل ذلك وفي قلبي فرحة لا يكاد يصورها التعبير.. بأنني أدركت هذا اليوم في بلادي ولها مثل هذه (الصحيفة) الكبرى - يكتبها ويصفها ويرتبها ويرسمها ويصقلها ويخرجها - إخواني السعوديون من حملة الأقلام ورواد الأدب ودعاة الإصلاح ورموز النهضة، وحملة المشاعل وفتيان الكفاح..
واتسع بي الأفق، وواتاني الحظ فإذا بي أتناول مجلة (الرياض) في عددها الممتاز - لنفس المناسبة السعيدة - وإذا هي تبرز في حلتها الزاهية القشيبة وإذا هي اسم على مسمى! كشقيقتها التي لها من اسمها نصيب أو هي النصيب كله !! وقد أحسنت هي الأخرى اختيار غلافها، بحيث يلمس فيه القارئ حتى ليرى (المملكة العربية السعودية) كلها براً وبحراً - وهضاباً ورمالاً. وسهولاً وجبالاً ومآثر ومناسك ومصاهر ومسابك - وقد توسطها رسم (سيد العرب)، و (أمير المؤمنين) وحامي حمى الحرمين الشريفين (سعود بن عبد العزيز) أيده الله وأطال بقاءه.. وقد استجمع لها وفيها كل إحساسه وشعوره، واستغرق في تفكيره الهادئ يستنبط أغوارها ويتعمق غمارها ويستعين بالله في إحيائها وإنمائها ورخائها وهنائها بكل ما أوتي من قوة وعزيمة ورشاد وتبصر.
وقرأت (العروسين) - وقارنت بينهما - فإذا هما كما يقول المثل (عين وأختها) وإذا هما تحفة غنية لا غنى عنها لكل ذي ذوق سليم ولم أكتف بذلك، بل جئت في الحال (بآخر ساعة) و (المصوّر) مع الاحتفاظ بما لهما من سابقة وكرامة وشيوع وذيوع في العالم العربي - فإذا الفرق بعيداً، ومن الكليمة أن لا أزيد، ولا شك أن للطموح أثراً في إدراك الهدف لا يقف دونه عائق إلا اجتازه في عزيمة وإصرار، ولهذا اليوم ما بعده. وكل من سار على الدرب وصل.
صحيح أن هذين العددين من كل من (البلاد السعودية) و (الرياض) لم يتسن بلوغ هذه الذروة فيها إلا بعد جهد عظيم وسهر طويل.. واعتناء متميز. ومع ذلك فما كنت لأطمع أن أراهما في هذا المستوى العالي.. بين عشية وضحاها، لولا أنني قد أريتهما فعلاً والحمد الله.
وشيء آخر أو أشياء لا بد من مراعاتها عند المقارنة، فإن أوجه الشبه تكاد تتلاقى كاملة في القيمة المادية والمعنوية بين صحفنا هذه وبين أرقى الصحف والمجلات العربية العريقة منها والحديثة.. ولكنها تختلف كل الاختلاف في مصادر التغذية لكليها.. وتعبير أصدق لجميعها.. وفي الوسائل الفنية التي لما تستوف أهبتها في بلادنا، وقد أربت عن الحاجة في سواها، علماً وفناً ورأياً وإننا لنأمل أن نقطع أشواطاً غيرنا في خطوات لتتدراك ما فات ولا عتاب على الزمن و (نحن من أولاد اليوم) والأمس أكل الدهر عليه وشرب.
ولست أود أن أخجل تواضع (رئيس التحرير) في كلا الصحيفتين وسكرتيري التحرير.. ومن يتلوهما في التبعة والعناء، فأرتل لهم شكر الجماهير الغفيرة من القراء في الداخل والخارج.. ولا سيما أولئك الذين بهرهم مثلي.. هذا الفتح الجديد في صحافتنا الناهضة ولكنني أحب أن يشعر هؤلاء العاملون الساهرون أن سعيهم لم يكفر، وأن دأبهم لا ينكر.. وأن أهنئهم بما نالوه من إعجاب وتقدير من كل الطبقات والطوائف ومن العامة والخاصة.. ومن الشيوخ ومن الشباب.. ومن الطلبة والناشئين.. وأن يكونوا على علم وتجاوب مع قرائهم.. ببعث كل من الفريقين على العرفان بالجميل والتقدير للفضـل -
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله - أخص بذلك البلاد السعودية - والرياض وأعم (جميع مجلاتنا وصحفنا) وحيثما صدرت وتصدر، فإنها مرآة الشعب ولسانه الناطق وقلبه الخافق.
ومن الحق أن أقرر أن من أكبر ثمرات هذا العصر السعودي الزاهر ومن بواكيرها هذه القمة التي وصلت إليها الصحافة عندنا حتى أتاحت لنا المقارنة بينها وبين من سبقها في هذا الميدان منذ أجيال وأجيال.. وفي أقطار أقوى ثقافة.. وأمتن أساساً، وأعرق أصولاً، وأوسع إمكانية منها.. فكيف تكون إذن يوم ينضج الرأي العام وتعم الثقافة وتضج المصانع، ويتضاعف الإنتاج وتمشي مواكب الحضارة متغلغلة في السهل والجبل. داعية إلى الله هاتفة بالتوحيد، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، متقيدة بالشريعة المطهرة، مرهبة بالأعداد زاخرة بالفيلق والعتاد؟ ذلك يوم تشرق فيه الصحف والصحافة والصحفيون.. من وراء كل أفق. وفوق منبر وتعلن على رؤوس الأشهاد (الله أكبر) و لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولا حول ولا قوة إلا بالله. هو حسبنا ونِعْمَ الوكيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :355  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 645 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.