شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى شباب الحجاز (1)
إليكم أيها الرهط يُساقُ الحديث:
هذا يوم العمل والتسابق والتنافس والتلاحق هذه الفرصة قد أمكنت وجامحات الأماني قد أسلست فيها إلى التكاتف والتعاون هلموا إلى الحلف القومي والتناصر الديني إلى الأخذ بأسباب الحياة الصحيحة والتقدم الحقيقي إلى كتاب الله وسنة رسوله وأتباع السلف الصالح في القول والعمل.
أيها الإخوان: حسبنا من التخاذل والتكاسل ما جعلنا مثله بين الشعوب وعالة على الأمم، إن السنن الفطرية والقواعد العمرانية والعبر الفرقانية كلها متضافرة على أن لا بقاء ولا نماء لغير الأصلح في جميع الكائنات، وقد رأينا بأبصارنا وسمعنا بأذاننا وتلونا بألسنتنا ما لحق بالعاجزين وحل بالمتقاعسين من آلام التأخر ومضض التخلف، وتتابعت الحوادث وتصرمت السنون ونحن بموقفنا من الحيرة والاضطراب والجيئة والذهاب سادرون لاهون.
بربكم لا تعجلوا.. أليس دين الإسلام الذي مَنَّ الله علينا بهدايته قد جعل العزة لله ولرسوله وللمؤمنين؟ بلى: أليست تعاليمه تحث على أعداد كل ما يصد العدو ويكبت الحساد؟ بلى: أليس هديه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد بالتي هي أحسن؟ أليس من أهم بما يدعو إليه ويحض عليه مكارم الأخلاق ومعالي الأمور أجل؟ كل ذلك من أوامر؟ ولكن ما الذي أصبح في المسلمين من عزة السلف؟ وما الذي أعده المسلمون من القوى المادية والأدبية للمغالبة في ميدان الوجود؟ وما الذي أنشأوه من المنافع وابتكروه من الصنائع وسبكوه من المعادن وأستخرجوه من المناجم وحلقوا به في طبقات الجو وهبطوا به في قاع اليم؟
يشق على كل ذي إدراك أن يرى قومه في هذا التدلي ثم لا يجد متنوريهم وذوي النشاط فيهم يتأهبون للقيام بما في الوسع والإمكان من تآزر وتناصر وتضافر وتكاثر واتحاد وتساند وتوادد وتعاضد لهدم ما قام في النفوس من خرافات وأوهام، وتبديد ما خيّم على عقول السذج والعوام وإزالة ما علق بالأفئـدة من آثار قرون الظلام وأيّم الله لتفعلن ذلك فتحمدون السرى أو لتزل بكم الأقدام في معترك الزحام فتكونون فريسة للتردد والأحجام.
أيها الشباب: قد وجهت ندائي إليكم لأنكم رجال اليوم والعضو الحي في الأمة هذا يومكم الذي تثبتون للعلا والوطن أنكم أبناؤه البررة وخدمته الصادقين لا أدعوكم إلى الطفرة فهي محال ولكن إلى التدرج والعناية بالأهم فالمهم والجري على القاعدة الشرعية المعروفة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح).
أريد منكم وأنا واحد من عشيرتكم أن نتعاون على البر والتقوى وأن نوحد صفوفنا ونوحد جهودنا لمحاربة الرذيلة وأن نخلص في صدورنا الحب المتبادل وأن نذعن للحق أياً كان قائله وأن نوحد صفوفنا ونوجه جهودنا لمحاربة الرذيلة ومناصرة الفضيلة ولنا على ذلك من ملكنا المحبوب أكبر ظهير وأقوى نصير.
كونوا قدوة صالحة وفئة عاملة وانشروا أنوار العلم ومكارم الأخلاق ربوعكم وتعهدوا نفوسكم بالحكمة والموعظة الحسنة بقدر ما أوتيتم من القدرة والاستطاعة، والذي بيده الخلق والأمر لقد أزفت ساعة الخطر وليس وراء هذا الجيل إلا ما خلفتم من سعي حميد يتأثره الأحفاد أو كسل مديد يأخذ بمخانقهم إلى أغلال الذل وأصفاد الاستعباد - ورحم الله أمرأً بلغه النداء فأجاب.
(الفرصة السانحة)
هبَّ داعي الِ من بعد الركود
ودنا الوقتُ لإيقاظِ الرقود
أيها الناشئَ في ظل المُنى
ما الذي عاقك عن مجدِ الجدود؟
شمِّرِ الذيل وخضْ بحر العُلا
وأطلقِ الفكرةَ من أسرِ القيود
وتبصَّر ما جنتْ أيدي الأولى
عبثوا دهراً وعاذوا باللحود
هل ترى في الربع منهم أثراً
غير ما قرت به عين الحسود؟
ذهب الماضي وقد كان لنا
عبرة والسعي منهاج الصعود
ذل وأيم الله من صاحت به
سنن الكون فأرداه الصدود
يا شباب اليوم: هذي فرصة
سنحت تنشد آيات الوجود
فأجيبوا دعوة (الإصلاح) في
نهضة تهدم أركان الجمود
 
طباعة

تعليق

 القراءات :367  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 615 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .