شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"الجامعة الإسلامية"!! (1)
حيِّ (المدينةَ) مَربعاً، و(صَحائِفاً)
وأَشِدْ بها فوقَ المنَابرِ (هاتفا)
واصدحْ بما أوعتْ، وما هي شيَّدتْ
في العالمينَ – (معاهداً) و(معارفاً)
وأطلقْ عَنَانَكَ في (السَّماءِ) مُحلقاً
واستعرضِ (الأرضَ) اليفَاعَ (رفارفا)
وانثرْ (بيانَكَ) سَاحِراً – مُتلألئاً
من ذَوبِ (قَلبِكَ) واقتبسهُ (مُشانفا)
واجعلْه من زُهرِ النُّجومِ كَواكِباً
ومن (الشُّعاعِ) مُهارِقاً – ومُراهِفا
وانسجْهُ من أَلَقِ الشّموسِ مَعاطِفاً
ومن (الضُّحى) مَهما استَطَعتَ مَطارفا
وانظرْ إلى (التَّاريخِ) في عليائِهِ
من حيثُ شَاقَكَ، تَالداً أَو طَارِفا
واستوحِهِ – المَجدَ الصُّراحَ – مُدويَّا
بين (العقيقِ) – وبين (سلعٍ) – عَاكِفا
وأَفِضْ بهِ – عَبرَ الصحارَى – فَاتِحاً
ومكبراً – وَمُهللاً – ومُثاقفا
يجتاحُ بالخيلِ العِتاقِ – عواصفاً
و(عَوالِماً) و(مَشاتيا) و(مَصَائفا)
لا البحرُ يحجِزُهُ – ولا طُغيَانُه
أبداً – ولا الأَمَدُ البَعيدُ (تنائفا)
يَدعو إلى (الحُسنى) و(للدِّينَ) الذي
غَمَرَ الخَلائِقَ – (رحمةً) و(موارِفَا)
وشعارُهُ (الذِّكرُ الحَكِيمُ) - ورَجعُهُ
"اللَّهُ أَكبرُ" ما تقحَّمَ زاحِفا
وَتَظلُّ ألوِيَةُ (السَّلامِ) جموعَهُ
ورُبُوعَهُ – أيانَ أقبلَ عاطِفا
إذْ كُلُّ من يَغشى (مُكباً) ضَارِعا
أو جَائِعاً – أو ظَالِماً، أو صَائِفا
وإذا ابنُ آدمَ – سلعةٌ – لا تُشتَرى
حتى يخِرَّ لكُلِ باغٍ راسِفا
والشِّركُ والإلحَادُ – كُلٌّ مِنهُما
يَغشى – ويستغشي العُقولَ – جوانِفا
والجورُ يأخذُ بالمَخَانِقِ باطِشاً
طَوراً – وطَوراً عاصِفاً، أو قاصِفا
والأرضُ – في حَلَكِ الظَّلامِ متاهَةٌ
تَدوِي الرِّيَاحُ بها الهشيمَ قَذائِفا
والبائِسُونَ اليائِسون – طرائقٌ
قِددٌ – وأفئدةٌ تُراقُ نَوازِفا
والقاسطونَ – مُسلَّطُونَ كأنَّهُم
كِسَفِ يُسدِّدُهَا القضاء كَواسِفا
ويشاءُ رَبُّكَ رَحمةً بِعبادِهِ
أنْ يَبعثَ الحَّقَ المُبينَ (مصَاحِفا)
ويَضيءُ كالبَدرِ المُنير (مُحمدٌ)
مترفقاً، متحبباً، مُتألِّفا
يدعو إلى "دارِ السَّلامِ" مُهاجراً
تَخِذَ "المدينةَ" للجهادِ (مَواقِفا)
فإذا بها حِصْنُ (الرِّسالةِ) والهُدى
يرتدُّ عنها كُلُّ عادٍ راجِفا
ويُحيطُهُ "الأنصارُ" ثمةَ (بالظُّبى)
بيضَاءَ و(السمرِ الرِّقاقِ) – رواعفا
ويُمدُّهُ الرَّحمنُ بالنَّصرِ الذي
فيه (الملائكُ) لا تغيب عَواكِفا
(أحدٌ) و(بدرٌ) ما هما تِلقاءه
إلا اندحارُ الشَّركِ، غُودِرَ نَازِفا
استقبلَ (التوحيدُ) خيرَ فُتوحِهِ
في الخَافِقَيْنِ – شواطئاً، ومَشارِفا
وطئتْ سنابكُ خيلِهِ ضَيَّاحةً
أقصى البِلادِ – وقد تَدفَّقَ زَاحفا
في (الصينِ) في (فِرغانة) في (غانةٍ)
مَزَجَ (القلوبَ) (طوائفاً) و(عواطفا)
وبه استقرَّ العَدلُ – وانتصفَ الوَرى
وتَضَلَّعت منه الشُّعوبُ – لواهِفا
وامتدَّ بالفُرقانِ وارفُ ظلِّهِ
شرقاً وغرباً – واستهلَّ (مَعارِفا)
وكأنَّما الدُّنيا به قد زُينتْ
والدينُ أصبحَ مُستقيماً حَانِفا
وبه (المحبَّةُ) و(السَّلامُ) تصافَحَا
وتصافيَا – وتَلاَزمَا – وتَحالفا
تتعانَق الأجناسُ فيه – (مَودةً)
من بعدِ أن كانوا – لَقىً و(زعانِفا)
ودعاؤهم – (الله أكبرُ) بكرةً
وعشيةً – والكفرُ أطرَقَ واجِفَا
ثم ابْتُلوا بالموبقاتِ وأُترِفُوا
ونَسوا وبَاتُوا ما درين، خَوالِفا
تتواثَب الأحداثُ فوقَ رؤوسِهِم
شُهبا – وقد حَسِبوا الحياةَ (سفاسِفا)
تاللَّهِ ما وَصَمَ الهوانُ (مُكافحاً)
أبداً – ولا هَضَمَ البقاءُ – (مقاصِفا)
ما كان للدَّمعِ السخين – ولا الهَوى
إلا النَّكالُ مُركباً – ومُضاعِفا
حتى إذا ادَّكر الغُفاةُ – رأيتَهُمْ
من كُلِ حَدْبٍ، ينسِلُونَ – هَواتِفا
ويتحسَّرونَ على الذي قد فَاتهم
ويقاربون!! وينهضُونَ (مَزالِفا)
ويُجاهدون – ويكدحون كأنَّمَا
بُعثوا – وكانوا هامدين رواسِفَا
من حيثُ ما تَجري الرِّياحُ مواكباً
ويتابِعون (أئمةً) و(خلائِفا)
يصغونَ (للذِّكرِ الحَكيمِ) مُرقرِقاً
يَروِي الظِّماءَ – مناهلا، ومراشِفا
وإلى (الهُدى) في (مهبطِ الوحيِ) الذي
شَقَّ الدَّياجِي السُّودِ يرقاً خَاطِفا
وأضاءَ أرجاءَ الخلائِقِ كُلِّهَا
حتى أطاعَ لهُ (الجمادُ) مساعِفا
حيثُ (السرائرُ) و(المَشاعِرُ) بُورِكتْ
وتَضوَّعتْ منها الطُّيُوبُ عَوارِفا
حيثُ المَطَالِعُ (بالسُّعودِ) رحيبةٌ
تفترُّ إشراقاً، وغيثاً واكِفا
حيث الشريعةُ وهي صَفوٌ تُجتَلَى
بيضاءُ تَسطَعُ حُلَّةً، ومَطَارِفا
يَشتَارُها (الأحبارُ) (شَهداً) – خالِصاً
وتَنَضُّهَا (الآثارُ) صرحاً نائِفا
حُفِظتْ بأمرِ اللَّهِ من (خشيةٍ)
لجَّتْ بها – الشَّهَواتُ دهراً – حائِفا
أعظِمْ (بجامعةِ) (المدينةِ) مشرعاً
كالسلسبيلِ، وقد تسلسلَ واطِفَا
يحبو (الإمامَ) بها (سُعُودٌ) مِنَّةً
للمسلمينَ و(قوةً) و(تَعارُفا)
ويُعيدُ فيها (الدِّين) سابقَ عهدِهِ
نَضِراً بهيجاً، صَامداً، متكاتِفا
وإذا شكرتَ الله فاشكرْ فَضلَهُ
"بصحيفةٍ" تَحكي الرَّحيقَ مراشِفا
نشأتْ على "التَّقوى" - وفاضتْ بالهُدى
وقضتْ على الجَّهلِ المَقِيتِ – سدائِفا
(عشرون حولاً) بعد خمس، رجَّعتْ
صُوَرَ الطُّموحِ، قَياثراً – ومَعازِفا
واليومَ – حقَّ لنا الهناءُ، مُرتَّلاً
يشدو بِهِ (القُراءُ) – لحناً – هادِفَا
ينجابُ عنهُ اللَّيلُ وهو مُجسدٌ
وتَخَالُه أَلَقَ النَّهَارِ - تَنَاصَفا
تلك (المكارمُ) – لا جدالَ - وأنَّها
لَتَشُوقُ مُقتَدِياً – وتُبهِرُ تائِفا
وكذلك المجدُ المؤثَلُّ تَالِداً
يغدو بروَّادِ (الصَّحافَةِ) طارِفا
فليستجد "الحَافِظانِ" - بُرودَها
مهما أمَدَّ "الفَرقدانِ" - وشَارفا
وليهنآ بالناشئينَ – تقدموا
بين الصُّفوفِ، صَفائِحاً، وصَحائِفا
وليسعَدا بالشعْبِ أضحى واعيا
والغَرسُ أصبحَ مثمراً، متراصفا
"مكة المكرمة"- في 25 محرم عام 1381هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :344  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 473 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.