شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عمارة المسجد النبوي (1)
كُلُّ شِعرٍ، وإنْ شَفى في (بيَانهِ)
دونَ هذا المَدى، وَدونَ رِهَانِه
عَظُمَتْ نِعمةٌ من اللَّهِ تنمو
في "سُعودِ" و "عَصرِهِ" و"أوانِهِ"
تشرئبُّ الأبصارُ فيها، وتَعلو
هَامةُ المَجدِ، في ذُرى بُنيانِه
أيُّ يومٍ -هذا- على الدَّهرِ باقٍ
و(جَلالٍ) زهى على أقرانِه؟؟!
كُلَّما شئتُ أنْ أُمثِّلَ معنىً
طَارَ قَلبي – يَزُفُّ في خَفَقاتِه
لم يَرُقْني بِموقِف مستجادٌ
أو معادٌ يُملُّ في (مَلوانِه)
بل كأنَّ السماءَ، والأرضَ حولي
موكبٌ يستجيشُني بِلِسانِه
رَاعني فيه أَنَّهُ (الحَلقُ) طُراً
و(التَّحايَا) تَرِفُّ في إيمَانِه
في عبيرٍ من الزُّهُورِ، ورجعٍ
كالنَّسيمِ العَليل في تَحنانِه
قمتُ فيه على تَفاهةِ شِعري
هاتفاً بالثَّناءِ عن "حَسَّانِه"
ليتَ شِعري، أفي اللُّغاتِ غِناءٌ
عن شٌعورٍ يَمورُ في عُنفُوانِهِ؟؟!!
طلعةُ الشَّمسِ، وَهي في الرأد أهدى
من حديثِ الضُّحى – ومن تِبيانِهِ
إيهِ! ياطَيْبةَ الرَّسولِ، وطُوبى
أنتِ للّهِ "رَوضةٌ" من جِنَانِه
أرجٌ عَابِقٌ، ونورٌ مُبينٌ
بَهَرَ المشرِقَينِ، في إبَّانِه
مدَّهُ اللَّهُ للفَرادِيسِ جِسراً
و"سِراجاً" يَشِعُّ من فُرقَانِه
أنتِ مَثوى "النَّبيِّ" حِسا، ومعنىً
ورؤىَ طَيفِهِ، ولهوى جِنانِه
يَرشِفُ الصبحُ من ثناياك غَراً
سرَّ إشعَاعِهِ وصَفْوَ دِنَانِه
ويكادُ الدُّجَى - وراءَك - يَعدو
واجفَ القلبِ، هارباً من جِرانِه!!
مُشفقاً أن يُلمَّ مِنكِ بِأُفُقٍ
(نبويٍّ)، ولو ثَنى من عنَانِه
يا نَبِيَّ (الهُدَى) عليكَ (صَلاةٌ)
و(سلامٌ) مُرقَّرقٌ في جُمَانِه
وعلى (صَاحِبَيْكَ) و(الآلِ) تَترى
مارسَتْ (بالعَقيقِ) شُّمُّ رعانِه
ما عساني أقول؟ و(الوَحيُ) يُتلَى
بك في (مورِهِ) وفي (رَحمانِه)؟؟!!
أفأرقى إليكَ بالشِّعرِ وَصْف
بعد (آيِ التَّنزيلِ) – أو ألحَانِه
(سورةُ الكوثرِ) الوجيزةُ أغنتْ
عن (عَروضِ الخَليلِ) أو أوزَانِه
إنَّما (الدَّمعُ) من جُفوني (لَفظٌ)
و"المَعاني" سكَبْتُها في (جِفانِه)!!
وإذا لم أطِقْ لِعيي (بثاً)
كان حبي الشفيعَ في مِيدانِه
عاذِري فيكَ أنَّ قَدْرَكَ أعلى
وبِحسبي (الإخلاصَ) في أرنانِه!!
ثم ما عِشتُ دونَ (هَدِيكَ) أرغى
مزيداً (بالصحيحِ) من عِرفَانِه
عَمرُكَ اللَّهُ يا "أبا الفَهدِ" وهنَأ
"بالبِناءِ العَتيدِ" واستِحسَانِه
بالذي تأرَزُ العِبادُ إليهِ
ويَشِعُّ "التَّوحيدُ" من عِمداَنِه
إنّهُ في (الخُلودِ) آيةُ صِدقٍ
كَسُطُوعِ النَّهارِ في بُرهَانِهِ
(قُربةٌ) للسُّعودِ تَربو، وهذا
صَرحُهُ المُشْمَخِرُّ، في طَيلَسَانِه
شاده مَرمراً، وغشَّاه تِبراً
واسبطرَّ (الإسلامُ) في (عِمرانِه)
(لأبِيهِ العظيمِ) فَضلُ ابتداءٍ
وله ما أتَمَّ في حسبَانِه
إنَّ "عبدَ العزيزِ" طابَ ثَراهُ
لا يُنسى شُكرهُ على إحسَانِه
في (سُعودٍ) يبقى، ويسطعُ بدراً
ويُعيدُ (التَّاريخَ) في رِيعَانِه
غبرتَ قَبلَهُ (الأُناسيُّ) شتَّى
(مسجدٌ) (ذَرعُهُ)، رهينُ مَكانِه
وجَلا اللَّهُ ضيقَهُ "بسُعودٍ"
وارتَضاهُ، لدعمِهِ، وصِيَانِه
حيثُ لم يذخُرَ "الملايينَ" فيه
باذلاً ما يرِيعُ في (مِيزَانِه)
هو رمزٌ على (تُقَاهُ) وكنزٌ
يومَ يُجزى الأضعافَ عن بنيَانِه!!
ولقد تعلمُ البَرايا – جميعاً
أنَّه كالعُبابِ في فَيضَانِه
(ثانيَ القِبلتَينِ) و(القُدسُ) أدرى
بجُدى كَفِّهِ، وجودِ بَنَانِه
جادَه الغيثُ من يديهِ مَلئاً
من دنانيرِهِ – ومن عِقيانِه
وحَباهُ بكُلِّ غالٍ، ومَهما
كان مقدارُهُ على – إمعَانِه
وانتحى (المسجد الحرام) حثيثاً
في (تَصامِيمهِ) وفي (إيمانِه)
زانَ "أمَّ القُرى" فأغنى، وأقنى
ليرَى (المِشعَرينِ) رأى عَنَانِه
لا (نداءَ) إلا التَّهالِيلُ فيها
وسِوى (الحمدِ) صاعداً في عَنَانِه
وحفَا فِيهُما (الخَمائلُ) عَبقَى
بين (وشيِ) الرَّبيعِ أو أُقحوانِه!!
ووريفُ الظِّلالِ يَمتَدُّ رَحباً
(للمصلينَ) شَائِقاً باستِنَانِه
(الرواقُ) الفسيحُ، و(البيتُ) منه
(بهجةَ النَّاظرينَ) في (أركانِه)
تتهادى (الأستارُ) منه اغتباطاً
ويفوحُ العَبيرُ من أردَانِه
وتُزاحُ القصورُ عنه (بعيداً)
ثم يُجنى الضِّياءُ من أفنَانِه
ويضمُّ "الحجيجَ" لو كان ضعفاً
بعدَ تحشِيدِهِ، وبعدَ احتجانِه!
ذلكم، و(البيوتُ) للَّهِ مثنى
وفُرادَى، أثيرةٌ في (كِيانِه)
كُلُّ حَيٍّ، وكُلُّ رَيِعٍ، ونجعٍ
(بالمحاريبِ) يَزدهي - و(أذانِه)
لا تَرى العينُ من قَذىً فيه، إلا
كُلَّ مستبصرٍ – إلى (دَيَّانِه)
ذلك الفَخْرُ – لا يُكابرُ – حقاً
يَقصُرُ الوصفُ دونَه في حِسانِه
أكبرتْهُ (مساجدُ اللَّهِ) طُراً
من (ثلاثٍ) نِيطتْ إلى رِضوانِه
لا تُشدُّ الرِّحالُ، إلا إليهَا
وبها "البيِّناتُ" في (قُرآنِه)
أذِنَ اللَّهُ – بالحياةِ – لِشعبٍ
يتجلَّى الطموحُ في (فِتَيانِه)
كنسورِ السَّماءِ، كالبَرْقِ ومضاً
كالفِرندِ الصَّقِيلِ في لَمعَانِه
إيهِ ما الشِّعرُ وما يَظنُّ فَريقٌ
أنَّه الهَذْرُ، أو رُقَى شَيطانِه
إنه (الحكمةُ) وما يَظنُّ لا تُمارى
(بهُدى اللَّهِ) – وابتغاءِ أمانِه
يَحسَبُ الجَّاهِلونَ كُلَّ (القَوافي)
شَقشقاتٍ من الهوى، أو هوانِه
وهي في (المَجدِ) – ما جَلتْهُ عروسٌ
في (حُلاها) و(فلذةٌ) من جِنانِه
أتُرانا – ونحنُ أشهادُ صِدقٍ
نَجْحَدُ اللَّهَ فضلَهُ في امتِنَانِه؟!!
أنصَفتْنا – لو استطاعتْ – جواباً
هذه (الرَّاسِياتُ) من أكونِه!!
ألفُ شهر، وألفُ عَامٍ، توالتْ
شاحاباتٍ من الضَّنَا وضِنَانِه!!
لم يُشَيَّدْ خِلالَها – وهي دهرٌ
ما بناهُ "السُّعودُ" في أوطانِه
(أُحدٌ) أو (ثبيرٌ) في إثِرِ (رَضوى)
كلُّها النَّاهلاتُ في أحضانِه
ومُتونُ (السَّراةِ) قبلَ (العَوالي)
ألسُنٌ لا تَغُبُّ عن شُكرانِه
وسواءٌ في عَطفِهِ – كلُّ قُطرٍ
من قُرى شعبهِ، ومن بُلدانِه
يستوي في جُداه – شرقاً، وغرباً
ذو (مشاريفهِ)، وذو (أكنَانِه)!!!
يا مليكي الذي أُحبُّ، وأفدي
ومنى شَعبِهِ، وبُشرى زَمانِه
لا أرى (البُحتِريَّ) إلاَّ – انبهاراً
رافعاً من يَديه في إذعَانِه
أين مِنه، ومِن (جَريرٍ) و(كَعبٍ)
دَركْ هذا المَدى، وكسبُ رِهَانِه
ما كهذا الجَّمَالُ في الأرضِ (صَرحٌ)
هو لِلَّهِ وحدَه في ارتهانِهِ
أثر خَالد، (لعهدِ سُعودٍ)
مُشرقٌ سِرُّهُ على (إعلانِه)!!
قد حَمِدنَا السُّري إليه صبَاحاً
وسَبكنا الشُّموسَ في (مِهرَجَانِه)
أيُّها الحَافِظُ (الرسولَ) اقتراباً
وفي (هُدى شَرعِهِ) وفي (جِيرانِه)
مَحضَتْكَ (المدينةُ) الحُبَّ، حَتى
لَترى الحُبَّ من وراءِ اكتِنَانِه!!
بَوَّأتْكَ (الأقدارُ) في الشعبِ (عَرشاً)
بين أرواحِهِ – وفي أبدانِه
أنتَ منه (ضياءُ عينيهِ) إلاّ
أنَّهُ منك (فيصلٌ) في حَنانِه
أيُّها الحَاشِدونَ حَولَ (المُصلَّى)
عن شِمالِيِّهِ، وعن أيمَانِه
أيُّها الوَافِدونَ من كُلِّ مِصرٍ
في (مصابِيحِهِ) وفي (غَرانِه)
أيُّها المُسلمونَ – مَرحى، ومَرحى
(بسعُودٍ) وفَأْلِهِ، واقتِرانِه
نَبِّئوا النَّاسَ خَلفَكُم ما رأيْتُمْ
وسَمِعْتُمْ، من عَدلِهِ وأمانِه
وانشُروهُ على البَرايَا سَلاماً
من رَوابي (اللِّوى) وأكنافِ (بانِه)
هوَ لا ريبَ (أمَّةٌ) في (إمامٍ)
وهو (حَامي الحِمى) بِحدِّ سِنَانِه
خيرةُ اللّهِ في (المُلوكِ) وأَنَّى
يُدركُ (اللاَّحِقُونَ) فَضلَ عَنَانِه
مستَهِلٌّ بِراحتَيهِ، كريمٌ
وحَليمٌ على جَلالةِ شَانِه
يَسعُ (المُؤمنينَ) بِراً، وبِشْراً
ويلمُّ الشَّتَاتَ في (عنوانِه)!!
وتنامُ العيونُ، وهو (المُعَنَّى)
في رِضا رَبِّهِ، وفي سُلطانِه
عِشتَ يا مِعقلَ (الشَّريعةِ) ذُخراً
ومَنَاراً نُهدي عَلى وَهَجَانِه
ولك النَّصرُ، والبَقاءُ طَويلاً
ما شَدا بُلبلٌ على أَغصانِه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :473  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 470 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.