شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أقيموا حدودَ اللَّهِ وابغوا سبيلَهُ (1)
هل الشَّهرُ شهرُ الصَّومِ إلاّ تَطَوُّعُ
وهَلْ هوَ ألاَّ للمنيبينَ مَطمَعُ
فما شئتَ من بِرٍ وما شئتَ من تُقىً
وما شئتَ من يُسرٍ بهِ الجَّدبُ يَمرعُ
تَسامى إليهِ المؤمنونَ وكلُّهُم ْ
عليه حَريصٌ مُقبِلٌ مُتَطَلِّعُ
(فريضةُ) أوابٍ (وجنَّةُ) مُخبتٍ
(وحُجةُ) مَسؤولٍ إلى اللَّهِ تُرفعُ
به أُنزلَ (القُرآنُ) وائتلَق (الهُدى)
وزُلزِلَ صَرحُ الشِّركِ فهو مُزَعزَعُ
* * *
فللَّهِ ما أزهى لَياليهِ في الوَرَى
وأيامِه اللاتي بِها نَتَورَّعُ
وجاءٌ لِمفتونٍ وِقَاءٌ لِمُترَفٍ
سخاءٌ لمحرومٍ نعيمٌ موزَّعُ
تواصى به الأبرارُ وانطلقوا بِهِ
إلى الخيرِ والدنيا بهم تَتَضَوَّعُ
* * *
وكمْ قائمٍ للَّهِ فيه بِطَاعَةٍ
تَجافى عن الجنبِ الذي هو مُضْجعُ
يودُّ لو أنَّ الدَّهرَ قد عادَ كلُّه
(صِياماً) فلا يَلغو لا يَتصنَّعُ
فيا حَبذا شهرَ الصيام وحَبذا
مَواعِظُه الكُبرى وما هي تَجمعُ
أرى النَّاسَ فيه بين شادٍ بفضلِهِ
وآخرَ يعدو للسجودِ ويَركَعُ
حفيينَ بالمعروفِ يَخشوْنَ ربَّهمْ
وكلُّ امرىءٍ مِنهم إلى اللَّهِ يَخضَعُ
كأنَّ قلوبَ المؤمنينَ خِلالَهُ
ملائكةُ الرَّحمنِ إذ هي تخشعُ
تطيرُ بِهِم نحوَ السَّماءِ عَصائباً
وتشدو بألحانِ الخُلودِ وتَسجَعُ
خِماصا عن الفَحشاءِ ظمأى إلى
التُّقى سِراعا إلى الخيرِ الذي تَتَوقعُ
يخافونَ إسرافَ النفوسِ وما جَنتْ
ويَرجُونَ عفوَ اللَّهِ فيما تَقطَّعوا
فيا أمةَ التوحيدِ في كُلِّ بُقعةٍ
على الأرض تُصغي للنداءِ وتَصدَعُ
سلامٌ عليكم من مهابِطِ وحيِكمْ
يَشِعُّ بِهِ مَوجُ الأثيرِ ويَلمَعُ
سلامٌ من البيتِ الحَرامِ وأهلِهِ
على كُلِّ من يَرنو إليه ويُهرَعُ
سلامٌ عليكمْ أين كُنتمْ وحيثُما
أقمتُمْ ومهما اكتظَّ بالحشدِ مَجمعُ
وبعدُ فقدْ طالتْ بنا شُقةُ النَّوى
وذابتْ مآقينا بما هي تَدمَعُ
فكم صَرخةٍ دوَّى بها الحقُّ رهبةً
لها الأرضُ تُطوى والجِبالُ تَصَدَّعُ
وكم آيةٍ للَّهِ في مَلَكُوتِهِ
تدُلُّ على الرُّجعى إليهِ وتُهطعُ
فما بالُنا صَرعى سُباتٍ وغفلةٍ
وغَرقى افتراقٍ بحرُه يَتَدفَّعُ
أنشكو من الأيامِ ما هو سعيُنا
وتَبهرُنا الدنيا الغَرورُ فَنرتَعُ
ونجهلُ وعدَ اللَّهِ ثم وعيدَهُ
ونجحدُه نُعمى اليقينِ ونجزَعُ
كفى زمرَ الإسلامِ لهواً وزينةً
وشُحاً وتَبذيراً ففي الخيرِ مَقْنَعُ
كفانا من الأحقابِ ما كانَ وانقضى
فهلْ لمْ نَزلْ في غَيِّنَا نتسكَّعُ
أقيموا حدودَ اللَّهِ وابغوا سَبيلَهُ
وعُوذوا به فيما يَنوبُ ويَقرَعُ
فأنتم لَعمرُ اللَّهِ أبناءُ أمةٍ
لها في ضُحى التاريخِ ما هو أنصَعُ
مشتْ خلفَها الأجيالُ حَسرى كليلةً
مواكبُ تترى وهي كالشمسِ تَسطَعُ
فإن أنتُم اختَرتُمْ طريقَ مُحمدٍ
وسُنَّتَهُ المُثلى وما هُوَ يَشرَعُ
فما أبهجَ الدُّنيا وما أقربَ المُنى
وما أعذبَ الوِردَ الذي سَوفَ نَكْرَعُ
وإلا فلوموا أن أشَحْتُمْ نفوسَكُمْ
فأحرى بها التقريعُ لو هي تَقذَعُ
وأحسبُ أن اللَّهَ بالغُ أمرِهِ
وأنَّا إليه بعدَ حينٍ سنرجعُ
فكونوا كما يَرضى لكم وتعاونوا
على البِّرِ والتَّقوى وما هُو أنفعُ
ونحن لكُمْ يُمنى يديكُم تَعاطُفاً
وأنتمْ لنا حِصنُ الإخاءِ المُمَنَّعُ
ونسألُ ربَّ العرشِ جَلَّ جَلالُهُ
مَثوبَتَهُ الحُسنى بِما نَتَضَرَّعُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :601  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 467 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.