شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية ذكرى الجلوس الملكي! (1)
أعظم به "تاجا" كأن شُعَاعَهُ
"قَبَسٌ" من الرَّحمنِ - إذ هـو ينضـحُ!
"ذكرى الجلوسِ" بها "المشاعرُ" تفـرحُ
والشعبُ يهتِـفُ، و "المَجامعُ" تَمـرَحُ
أكرِمْ به يوماً تألَّقَ كالضُّحى
وبه انتشى - "الإسلامُ" - وهو يُصبِّحُ
غَمرتْ به "النُّعمَى"، وعَزَّ بِـهِ الهُـدى
وشَدا به (التَّاريخُ) هو مُرنّح!
وتطلّعتْ فيه العُيونُ – قريرةً
لِلمَجْدِ، والأهدافِ وهي تَفتَّح
ترنو إلى (الغَدِ) وهـي منـه وشيكـةٌ
بالفَوْزِ، وهو أمامَها يتلمَّحُ!
"الدينُ" و "الدُّنيا" إليه تَوافيا
و (الباقياتُ الصالحاتُ) الصُّرَّحُ
فانظُرْ تجـدْ شـرقَ البـلادِ وغربَهـا
و (شِمالَها) بك فـي العُلـى يَتَصـرَّحُ
من بعدِ ما كانـت شَقـاءً، أصبحـتْ
وبها الحياةُ، تَوثُّبٌ وتَسلُّحُ!!
وشَدَا بِكَ "المِحرابُ" وهـو بشجـوِهِ
يَغْتصُّ - والدَّمـعُ المُرقـرقُ يَسفَـحُ
ذكرَّتَهُ بالرَّاشِدينَ "أئمةٌ"
"عَمرُوهُ" - وهو بِرجعِهِـم يَستصبِـحُ
من ألفِ عامٍ لم يَقُمْ تلقاءَهُ
"إلاَّكَ" ذو "تَاجٍ" به يُستَفتَح
فأعَدْتَها للمُقتَدي بِك (سُنةً)
فيها (الإمامَةُ) بالمتَّوجِ تَسنَحُ
وبكلِ ربعٍ - شاسِعٍ، ومَدينَةٍ
(عِلمٌ) يُبَثُّ، ونَهضةٌ تستنجِحُ
و (مساجدٌ)، و (معاهدٌ)، و (مـوارد)
و (مَدارس)، و (مَغـارِس)، تُستَفلـحُ
وشعارُها "التوحيدُ" وهو نِياطُها
وشِغَافُها، فيما تَشيدُ وتَطمحُ
و (الأمرُ بالمعـروف) شاهِدُهـا علـى
أنَّ "العُروبَةَ" (بالشريعةِ) تَربحُ
للهِ يومٌ في (الجزيرةِ) خَالدٌ
وبهِ الكواكـبُ، والمواكِـبُ تسبَـحُ
أعظِم بهِ (تاجاً) كأنَّ شُعاعَهُ
(قبسٌ) مـن الرَّحمـنِ إذ هـو ينضَـحُ
متهللٌ بجبينِ "خيرِ مُمَلَّكٍ"
يعفو ويؤثـرُ مـا استطـاع وينصـحُ
مُنذُ اجتباه اللهُ فِينا "عَاهِلاً"
الشعبُ يَسعَدُ، والبشائرُ تَطفَحُ
في (العِلم) في (التَّثْقِيفِ) في كَنَفِ الهُدى
جَهْلٌ يُحَطَّمُ، أو هِباتُ تُمنَحُ
ما أشرقتْ شمسٌ على آفاقِنَا
إلاَّ بها آلاؤُهُ تُستصبِحُ
(مَلِكٌ) جديرٌ بالثَّنَاءِ فِعَالُهُ
وبِكُلِّ ما يَبني ويرفَعُ يُمدَحُ!!
لا بالرياءِ ولا الضَّمائِرِ تُشتَرى
كلا!! ولا هُو بالمَظَاهِرِ يَفرَحُ!!
في كُلِّ قَلبٍ من رَعاياهُ لَهُ
(عَرشٌ) هـو الحـبُّ المَكِـينُ يُجنِّـحُ
هو بين أُمتِهِ (أبٌ في أُسرةٍ)
ولو نَّه (الطَّودُ العظيـمُ) والمُصلِـح!!
الشعبُ منه "بنوهُ" حيثُ هـو استَـوى
لا سَادرٌ عنهمْ - ولا مُتَطَوِّحُ
أيَّانَ كانوا همُّهُ، استمتَاعُهُم
ورُقيُّهم، وليُسرهِمْ ما ينفَحُ
سِيماؤه (التَّقوى) ومِن أخلاقه
الطلُّ يَصفو، والزهورُ تَفَوَّحُ؟!!
غَبطَ التواضعَ فيه كُلُّ تَرَفُّعٍ
حتى تَمَنّاه العتيُّ، المُضرِحُ
يا صَانِعَ "التَّاريخ" غيرَ مُكابرٍ
والسَّلْمُ يَشهَدُ، والمَعَارِكُ تلقَحُ
مَن ذَا سِواكَ؟ الدَّهـرَ طـافَ بشعبِـهِ
لم يثنِهِ وعرٌ يشُقُّ وصحصَحُ؟!
من ذا سِواكَ؟ مـن المُلـوكِ تَذرَّعـتْ
فيه (الرَّعيَّةُ) والصَّوارمُ تَردَحُ؟؟
من ذا سِـواكَ؟ علـى المَـدَى إيثَـارُهُ
(إيثارُك) المُتغَلْغِلُ المُتسمِّحُ؟!
من ذا سِواكَ؟ بِلادهُ، وعَتادُهُ
(أمنٌ) و (إيمانٌ) به يَتصَفَّحُ؟!
من ذا يُجادِلُ؟ (آيةَ الله) التي
هـي في (ظِلالك) نعمـةٌ وتَـرَوُّحُ؟!!
ما في الورى شَعـبٌ يَكِـدُّ – وأُمـةٌ
إلا عَلى قَلَـقٍ – يَبيـتُ – ويُصبِـحُ
ما بين مفجُوعٍ وآخرَ فَاجعٌ
أو بين مقدوحٍ، وآخرُ يَقْدَحُ
وسكينةُ الأرواحِ في أجسادِها
(شرعُ الإلهِ) وحُكمُـه بـكَ يَصلُـحُ
مثلَ (الصلاةِ) هـي (الحـدودُ) إقامـةً
لا هاربٌ منها - ولا مُتَزَحزِحُ!!
لا تَصلُحِ الدُّنيـا – ويَصْلُـحُ أهلُهـا
إلا (بدِينِ اللهِ) وهو مُصحَّحُ!!
من ذا كمثـلِكَ في القُـرون تَتَابعـت
(مُلكاً) تُسَرُّ به القُلـوبُ وتُشـرَحُ؟!!
مَن ذا تَقَحَّـمَ في السَّحَـابِ مُشرِّقـاً
ومُغُرِّبا، والجوُّ أغبرُ أكلحُ؟!!
من ذا تَفَقَّدَ (مُترباً)
عَبر الفَيافِـي – والسَمائِـم تَلقَـحُ؟؟!
من ذا تَحمَّلَ بالدِّياتِ ثَقيلةً
وأقالَ عَثرةَ مـن بـهِ – يَستَـروِحُ؟؟!
من ذا يُباري راحتَيك إذا هُما
هَمَتَا – وأينَ البَحـرُ ممـا تَمنَـحُ؟؟!
وَسِعَتْ (يمينُـك) مـن يُوحِّـدُ رَبَّـهُ
ممن بِهم عَصـف البَـلاءُ – وقُرَّحُـوا
أيَّان مـا قَطَنُـوا - وحيـثُ ثَقِفْتَهُـم
أزجوا إليكَ ثَنَاءَهُـم – واستفتَحـوا!
بُشراكَ (بالنَّصْـرِ المُبـينِ) – مُـؤزَّراً
وبكُلِّ ما تَصبو إليه وتجنحُ
الذُّخرُ ما تُخفِي وتُعلِنُ راكِعاً
أو سَاجِدا، وبه فؤادُكَ يَمتَحُ
* * *
أغناكَ عن شِعـري "الخُلـودُ" وإِنَّمـا
أعلاهُ (حَسبُك) ما أفـاضَ (الأبطَـحُ)
ضَوءُ النَّهارِ إذا أسير بضوئِهِ
لا جاحدٌ فيه - ولا مُستَوضِحُ
والشَّعبُ منك وفي يَديك لِواؤهُ
(جيشٌ) يَذودُ عـنِ العريـنِ ويكفَـحُ
(فُرقَانُه) إيمانُهُ - ومنارُهُ
(هَدْيُ النَّبي) وإنَّه لَمُنَقَّحُ
هذا السَّبيلُ إلى النَّجاةِ - وإنَّهُ
لَسبِيلُنا - والمُستريبُ مُطَرَّحُ؟!!
ومن (العِبادةِ) أنْ نَمُدَّ أكُفَنا
للهِ، وهو بِشُكرِهِ يَستَمنِحُ
أن يحفظَ الإسلام فيكَ (بحافظٍ)
نسمو به في العَالَمِين ونَفْلُح
ويُطِيلَ عُمرَكَ هانِئاً ومُظَفَّراً
ما وحدَّ اللهَ العظيمَ مُسَبِّحُ
ولتَهْنَ (بالذَّكرى) تعودُ لتَبْتَدي
والشعبُ يَصعَـدُ والمَباهِـجُ تَصـدَحُ
(مكة المكرمة) - يوم الخميس المبارك 11جمادى الأولى عام 1376هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 285 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .