شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الجُـرحُ النَّـازِف
طفل الحجارة يؤكد إيمانه بتحرير وطنه
-6-
عامٌ مَضَـى، وأنـا تُجاهَـك واقـفٌ
وحِجارتي مَطَرٌ بوَجْهِك واكِفُ
الحقُ سَلَّحَني ولَسْتُ بخائفِ
إنَّ الدَّخيل هـو الضِّعيـفُ الخائـفُ
مَنْ ماتَ في سـاحِ الكَرامـة ِفاسْمُـه
حيٌّ، وذكْراه عبيرٌ طائفُ
رَشاشُك النَّاريُّ أصْبَحَ لُعْبةً
لأخي الصَّغـير فمـا تُفيـد قَذائـفُ؟
أنا صاحبُ البيـتِ الـذي اسْتَمْلَكْتَـه
قَهْراً يَمُدُّكُ بالسلامِ مُحالِفُ
أنا صاحبُ الحَقْـل الـذي صادَرْتَـهُ
أأنا أُشَجَّرُه وأنتَ القاطِفُ؟
قَدْ أنْكَـرَتُ يَـدُك الخَضيبـة بالخََنَـى
والإِثْم فيه معاوِلٌ ومَجارِف
أنا صاحـبُ الدَّيْـر الـذي حَوِّلتَـه
مَلْهًى يَعيـثُ بـه ويَعْبَـثُ قاصِـفُ
قَبْلَ احتلالِكَ كـان جسْـراً للسَمـا
واليَوْمَ فارَقَه الجَلالُ الوارفُ
لَمْ يُصْـغِ أنْصـارُ السـلامِ لِدَعْوتـي
أتَحَجَّرَتْ بَيْـنَ الضُّلـوعِ عَواطـفُ؟
عشْنا زَماناً لا خصومةَ بَيْنَنا
كَيْفَ انْقَضى ذاك الـوِدادُ السالِـفُ؟
أنا لا أميلُ إلى القِتال بفِطرَتي
لكنَّني الآنَ الحِمامُ الزاحِفُ
إن لَمْ أنَلْ حَقِّـي فَلَسْـتُ بساكِـتٍ
عنه.. فـلا رَضِيَـتْ علـي زَعانِـفُ
ما دُمْتَ بَيْنَ ضُلوعِ حِصْنِـك واجفـاً
فلأنَّ حِصْنَك قَبْـلَ قَلْبِـكَ واجِـفُ
لَمْ يَخْلُقِ العُدْوانُ أبطالاً ولا
تَرْقَى بأشْباهِ الرِّجال وظائِفُ
مِنْ جَيْب غَيْـرِك قَـدْ بَنَيْـتَ دُوَيْلَـةً
يَفْنَى وصاحُبه البِناءُ الزائِفُ
العُنْصُرِيَّةُ بابُها وجِدارُها
والهِتْلِريَّة سَقْفُها والساقِف
والحَقُ فيها أنْ يُؤَزَّرَ باطلٌ
والعَدْلُ أن يَليَ القَضَاءَ مُخالِفُ
إنْ كان حُبُّ الأقربينَ جَريمةً
فأنا بأوْزارِ الجَريمة راسِفُ
لَيْسَ السلاحُ على الشعـوبِ بقـادرٍ
إنْ جابَهَتْهُ عَزائم ومَعارِفُ
أهوَى الحياةَ كريمةً لكنَّني
إنْ تُمْتَهَنْ فالقَلْبُ عنها صادِفُ
حَوَّلْتَ عَمَّنْ شَردوك مَوَدَّتي
فإذا الشَريدُ علـى هَلاكـي حالِـفُ
لَمْ تَرْعَ عَهْـدَ ضِيافـتي بَـلْ خُنْتـهُ
أكذا تُجازى بالعُقوقِ عَوارِفُ؟
لا تَنْتظرْ منِّي بَصِيصَ تسامُحٍ
صَلَواتُ مَقْصوصِ الجَنـاحِ عَواصِـفُ
عَرَّضْتُ صَدْري للرّصاصِ فلا تَخَـفْ
أطْلِقْ، فإنـي قَـدْ خُلِقْـتُ أجـازِفُ
مَهْما تُحاول أنْ تُسيل مَدامِعي
لَنْ تَسْتَطيـعَ، فـإنَّ دَمْعـيَ ناشِـفُ
قَدْ نَشَّفَتْهُ نارُ حِقْدي مَرَةً
وجَنَى عليه غَدْرُك المُترادِفُ
إنْ مُتُّ سَـوْفَ يجـيءُ جيـلٌ كامِـلٌ
بَعْدي، ويَسْتَلمُ اللَّواءَ غطارفُ
مَنْ كان يَغْتَنِمُ الشَبابَ فإنَّني
عَنْ كلَّ ألوانِ الصَّبابَةِ عازِفُ
آثَرْتُ مِنْ مُتَعِ الحياةِ أتَمَّها
إن الشهادةَ للنَّعيمِ مُرادِفُ
* * *
يا مَنْ زَرَعْتُـم في ضُلوعـي شَوْكَكُـمْ
سيُغالبُ الأيامَ جُرْحي النازِفُ
مِنْ كُلِّ أطـرافِ البَسيطـة ساقَكُـم
طَمَعٌ.. ولَيْسَ مَظالمٌ ومَخاوِفُ
قَرَّرْتُ أبْقَى الدَهْـرَ نُصْـبَ عيونِكـم
فتأهَّبـوا.. أنـا واقـفٌ أنـا واقـفُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :675  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 628 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج