شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لَـنْ أجْتَـدي حُرَّيتـي
طفل الحجارة يقرر مصيره
-3-
بحِجارتي، لا بالسِلاحِ القاتِلِ
قرَّرتُ أنْ ألْوي يمينَ الباطلِ
سَنَةٌ مَضَتْ وأنا أقاومُ نارَكُمْ
ولَقَدْ أقاومِها لجيلٍ كاملِ
بَلْ سَوْفَ أبْقَى واقفـاً فـي وَجْهِكُـمْ
حتَّى أفرّجَ - أو أمـوتَ - مشاكلِـي
بَلْ سَوْفَ أبَقَى فـي عيونِكُـمُ قَـذَىً
أبدَ الزَّمـانِ لَتِنْزِلـوا عَـنْ كاهِلـي
بَلْ سوْفَ أبْقَى شُعْلَةً وهّاجةً
في دَرْبِ آمالي ولَيْلِ مَشاغلي
خاطَبْتُ عاقِلَكم بلَهْجَة عاقلٍ
فـأجابَني، لكنْ بلَهْجَة جاهِلِ
قُلُتُ السلامَ فقُلْتُمُ أُضْحوكةٌ
السِّلْمُ يُفْرَضُ بالحُسام الفاصِل
والحَقُّ ما قُلُتُمُ، فلا تَتَوَقَّعوا
مِنْ بَعْدِ تَجْربَتي بلاهَةَ خَامِلِ
جَمْعِيّةُ الأُمَمِ التي ما عَيَّرتْ
عَيْرَ اسْمِهـا أفتَـتْ بِشَـدِّ سَلاسِلـي
غَمَرَتْ بنِعْمتهـا الدَّخـل وحَوَّلَـتْ
ِسْبط الأصيل ابـنِ الأصيـل لِواغِـلِ
ما رُحْتُ أستَعْـدي علـى عُدْوانِكـم
إلا أجابَتْ أنَّها في شاغِلِ
إنِّي لأعْجَـبُ كَيْـفَ تَقْبِـضُ كفَّهـا
عَنْ صادقٍ وتَمُدُّها لمُخاتِلِ
إنْ يَغْسِلِ الأُرْدُنُّ أيديكم فهَلْ
يَسْطيع غَسْل مآثِمٍ ومَباذِلِ
وإذا اغْتِصاب الدارِ كان عَدالةً
فاللصُّ بَيْنَ الناس أوِّلُ عادِلِ
يا مَهْـدَ والدتـي ومَوْطـن والـدي
إنِّي اتَّخـذتُ مِـنَ الحِجـارِ قَنابِلِـي
لَنْ أجْتَـدي مِـنْ عاصِـبِ حُرّيـتي
أيَمُدُّ راحَتَهْ فتىً مِنْ وائل
إنْ نِمْتُ عَنْ حقِّي فلا سَلِمَـتْ يَـدِي
ما حاجَتي لِيَدٍ تُصافح قاتِلي
تَجْنون مِنْ نَحْلي، ولي لَسَعاتُه
هَلْ ذاكَ عِنْدَكم جَزاء العاسِلِ
لَمْ يَجْعَلِ الرَّحْمان بَيْنَ عِباده
مِنْ حاجـزٍ أوْ يَصْطَنِـعْ مِـنْ فاصِـل
أيَجُوز أنْ تَضَعوه في أغلالِكِم
كَيْلا يَذوقَ مشاربي ومآكلي
الناسُ عائلةٌ، فإن ضِيمَ امرؤٌ
في الصِّـين ضِيمَـتْ أخْتُـهُ في بابـلِ
عايَشْتُكم زَمناً، فَلَيْتَ عَلاقتي
مَع ثَعْلَبٍ وزِراعَتي في ماحِلِ
أدَبُ الضيافة أنْ تكونَ مهذَّباً
لا أنْ تَعَضَّ يَدَ المضيفِ العائلِ
كُنْ بَسْمـةٌ ريّـا علـى فَـم ثاكـلِ
إنْ كُنْتَ لَمْ تَدْرأْ بَليَّةَ ثاكِلِ
لَمْ يَبْـقَ عِنْـدي للسَّماحـةِ مَوْضـعٌ
طَفِحَ الإنـاء وَنـاءَ كِتْـفُ الحامِـلِ
أهْلي أسَوا فـي النائبـاتِ جِراحَكـم
يا لَيْـتَ لَـمْ يَرْثُـوا لِدَمْـعٍ هامِـلِ
كَمْ رَحْمةٍ قَدْ تًَنْتَهي بنَدامةٍ
وشَهامةٍ لا تَنجَلي عَنْ طائِل
إتِّي توارَثْتُ الحَمِيَّةَ والنَّدَى
لكنْ رَذائلكم مَحَوْنَ فَضَائلي
القُوَةُ الرَعْناءُ لِيْسَتْ مَبْدَئي
لكنَّها في الرَوْعِ حِلْيةُ عاطِلِ
سأظَلُّ أُمْطرُكُمْ بنار ضَغينتي
وأَسوقُكُم وأردُّكم بغَوائلي
حتّى أحرِّرَ تُرْبَتي مِنْ أسْرِها
وأدُكُّ بالإيمان صَرحَ الباطِل
 
طباعة

تعليق

 القراءات :873  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 625 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.