شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رباعيَّات!!
(1)
وضعتُ ستائر النسيان بيني
وبين المعتدين بكل قصدِ
فمن جعل الإخاءَ له سياجاً
أصاب الخيرَ من شُؤبوب ود
ومن ربط المحبة بالتصافي
وكان شعارُه ميثاق عهد
قضى الأيامَ في عيشٍ هنيءٍ
وصفوُ العمرِ يُجلي كلَّ حِقْد
* * *
(2)
لغةُ العرب في أصالة مبناها
نراها عزيزةَ الأنجاب
حفلتْ بالنفائِس الغُرِّ أعلاقُ
فنونٍ تروق للألبابِ
واحتفتْ بالكشوف من كل علم
وازدهتْ بالوضوح والإِعراب
ما وجدنا لها نظائرَ في الكون
وشتانَ بين زاهٍ وكابي!!
* * *
(3)
أيُّ درب هذا الذي تمتطيه
فدروبُ الحياةِ شوكٌ وورد
والأراضي رحيبةٌ في مداها
مسلكٌ ناعمٌ وآخرُ صَلْد
إنما العيشُ من تجارب حيٍّ
جدَّ فيما ليس له منه بُدّ
فكأن الحياةَ موجةُ بحرٍ
بين جزْر الآمال ينداحُ مد!!
* * *
(4)
يا بلادي.. وقد ملكتِ فؤادي
وشعوري وفكرتي ويراعي
ما سللتُ اليراع إلاَّ لأحمي
أمتي ما حييتُ بالمُستطاع
يا خيالي.. وأنتَ فـي مسـرح الفـن
تَفجَّرْ في رقةٍ واتساع
لا يرفُ الخيالُ إما تبدي
راعشاً في مسارب الإِبداع
* * *
(5)
حياةُ البخل تدفعُ للتدني
وأسمى المجدِ في الكرَم المُفيض
وما بذلُ الكريم سوى مُعينٍ
وما كفُّ البخيلِ سوى مَغيض
وفيم تكاثري.. والمالُ عندي
وديعةُ بائع جمَ العُروض؟
وربّ خليقةٍ أنقى وأندى
من الرقراقِ في النبع البروض!
* * *
(6)
وما الشعر إلاَّ الحسنُ في الكون تجْتلي مفاتنُه بالفنِّ بعد التخيُّل
وتدركه بالروح.. والعينُ مَنْفذٌ
لدنيا خيالٍ ذات سحْر مُؤثل
يحاول عقلُ المرء إدراك كُنْهه
وما السحرُ إلاَّ التيهُ.. جـد مُضـلِّل
على أن قلب الحر يعنو لأسره
ويمشي على قيدٍ له غير مُثقل
* * *
(7)
الرفضُ مـن شيمـةِ الموتـور فاعتبـروا
رفض "العِمـاد" فتيـلاً يُشعـل الفتنـا
"ميشيل" منحرفٌ.. يُبدي عداوتَه
للشعب يخدعُه.. ما كان مُؤتمنا
هذا "الوفاق" نراه في قواعده
يُرْسي "السلام" ويُعلي الشعبَ والوطنا
لا تُهدروا فُرصةً جاءتْ مواتيةً
لمطلب السِّلْمِ صُلحاً واكـبَ الزمنـا
* * *
(8)
إصلاحُ "لبنان" في استقلاله أبداً
وبالتفاهم أعلى صوتَه علنا
يقول للرفض "لا".. يوم "السلام" أتى
والرفضُ رمـزٌ لمـوتٍ يَسبـق الكفنـا
عاش "السلام".. وفي لبنان يُثبته
"رينيه" صُلحاً أكيداً يُبعد المحنا
وعاش "فهدٌ" يؤدي دور "جامعة"
فيه "الثلاثـة" كانـوا العقـل مُتزنـاً!!
* * *
(9)
إن "السعودية" العصماء منطلقٌ
للدين.. ناشرةٌ أسمى الحضارات
في كلِّ شبرٍ نرى آثار نهضتها
تُعطي الخوارقَ في أسمى الدلالات
هذا التطورُ والعمران مُنتشرٌ
في كلِّ منطقةٍ عبْر المسافات
والأرض تُغدق.. والأبناء قـد حصـدوا
من خُضرةِ الأرض أشتـاتَ النباتـات!
* * *
(10)
إذا شدا البلبُل في أيكه
فشجوُه في لحنه المُرْسل
وهكذا الشاعرُ في همسه
وجدانه ينضحُ في المقول
قيثارُه من وترٍ مُثْخنٍ
يعزفه في ليلِه الأليل
مُجرَّحُ الآهاتِ.. لكنه
مُستعذبٌ.. أحْلى من السلسل
* * *
(11)
وقصةُ الحق في تاريخ أمتنا
مكتوبةٌ بدم الأحرار والنُّجب
مـن عهـد "حطيـن" و"اليرمـوكِ" قد لمعـتْ بـوارقُ الفتـح في الأعـلام والكتب
نبدي مطالبَنا. بالحق نعلنها
صريحةً.. كضيـاءِ الشمـس والشهـب
والنصرُ بالحق معقودٌ لألويةٍ
مرفوعةٌ في الذُّرى.. في السِّلْم والحَرَب
* * *
(12)
يا فتية الجيل المُثقف
(1) ……. والشباب الأيد
أدوا الرسالة مُخلصين
(2) ………. بحنكة وتفرد
سيروا على نهج الألى
سلكوا سبيل المهتدي
وابنوا العُلا لبلادكم
فوق السِّماك الأبعد!
* * *
(13)
مراتبُ الفضل عند الله يدركُها
من كان يعملُ للأخـرى علـى وَجَـل!
والصالحاتُ علـى درب الهُـدى قِسَـمٌ
ينالها المتقي من أكرم السبل
فمن أطاع سما للخلْد.. ترفعه
تقواه.. والنارُ عُقـبى صاحـبِ الـزلل
فاسلكْ من النهج مـا جـاء الإلـه بـه
على لسانِ نبيٍ خاتمِ الرسل
* * *
(14)
عبثاً يحاول مُفْترٍ في زعمه
أن الحياة تواكل وتبلد
لا تجلبُ النُّعمى سماديرَ الذي
بخياله ينأى.. ويُرضه الدَدُ!
نهجُ الصريحِ إذا تحرَّر وعيُه
من ربقةِ الدعوى يَعزُّ ويَصْعد
والمُستريب يعيش في دوَّامةٍ
من ريبةٍ.. والشكُّ وَهْمٌ مُجْهد!
* * *
(15)
عجبتُ لهـذا النبـع ينسـابُ سلسـلاً
روافدُه تُعطي.. وما زال يزخر!
وما زلتُ أحسو جرعـةً بعـد جرعـة
لأروي الصدى.. والقلبُ ظمآن مُقفر
وهلْ جرعاتٌ تنقع الغُلَّةَ التي
أُحسُّ بها.. والصفو في النفس أكدر؟
ذكرتُ ملاواتِ الشبابِ وصفوةٍ
من الصَّحْبِ.. كانتْ في المجالس تُزْهر!!
* * *
(16)
من هو الكاتبُ الذي ترتضيه
في مكانِ التقدير والإِعجاب؟!
إنه الكـاتب الـذي يلمـس الجُـرح..
ويُعطي علاجَه للمُصاب
إنه الشاعـرُ الـذي يبعـث الفكـر..
ويُهدي نوافحَ الأطياب
إنه المُبدع الذي يزْحم العُمْر..
عناءً.. مُستهتراً بالصعاب
* * *
(17)
يا أمةَ الإسلام.. أسيافُنا
مُشْرعةٌ للثأر في كل حين
الوحدةُ العصماء مطلوبةٌ
بين صفوف العُرْب والمُسلمين
تضامنوا في موقفٍ واحدٍ
لن تغلبـوا.. لـن تُهزمـوا في السنيـن
لبوا نداء "القُدس" في وثبة
واحدةٍ.. تَعْصف بالمُعْتدين!
* * *
(18)
عاد "لبنان" للأمان.. مُعيداً
دوره الفذَّ حين يُضحي ويُمسي
عاد لبنانُ من جديد مُعيداً
ما تلاشـى مـن ذكـره يـومَ أمـس
عربيٌّ دماً ولحماً.. ويحمي
مجد أجداده بعزْمٍ وبأس
قد حماه إخوانُه مُستعيداً
أرضه.. والترابُ مهدٌ لغرس!
* * *
(19)
يا حُماة الأرض.. آسادَ الشرى
حان أخذُ الثأر في أشرفِ ساح
فوق أرضِ الثأر ما زالتْ لكم
بصماتٌ.. وانتفاضاتُ سلاح
في الثرى.. في السفْح أحشادٌ تنادي
بالسَّلام الفذِّ.. والحقُّ صُراح
ورجوعُ "القدس" أسمى مطلبٍ
لذويه.. وهو بابُ الانفتاح!
* * *
(20)
الكونُ في نهر الحياة..
كزورق فوق العباب
والمرء في قفر الوجود..
يضلُّ في وَهَج السراب
والكفء من حمل السلام..
وليس من أجلِ العقاب
منهاجُه بذْل السلام..
ولو تعرض للعذاب!
* * *
(21)
يا فتية "القُدْس" هـذا صـوتُ أمتكـم
يُعلي النداء.. فسيروا واحملـوا العَلَمـا
وحرروا القُدْس من رِجْس العـدوِّ فمـا
يليق بالقُدس أن يحـوي الـذي ظلمـا!
في صفحة الشرق أمجـادٌ لكـم نزفـتْ
جُرحاً.. تحوَّل عزماً ثائراً عَرِماً
فإنما الحقّ بادٍ في قضيتكم
ومن تقاعس عن تحقيقه نِدما!
* * *
(22)
كـم هتفـةٍ للطيـر تُحسـب لوحـةً
كم لوحةٍ فيها جمالُ مُصوِّر
كم نغمةٍ مجروحةٍ فيها لنا
بعضُ الدواء من الشَّقاء المُنذر
كم آهةٍ مكبوتةٍ فيها الهوى
نستافُه كالورْد جد مُعطر
كم رفةٍ للزهر فيها بسمةٌ
كم بسمةٍ فيها جهامةُ مُفتري!!
* * *
(23)
أهوى جلالَ الليل في خلوةٍ
مع المَعرّي أو أبي الطيِّب
أستشرفُ الأفكار مُجلوةً
في صفحةِ الحُضَّر والغُيَّب
أستنطق الكونَ وأسراره
وما وراءَ العالَمِ الأرحب
من أنشأ الكونَ سوى قادرٍ
يعفو عن التائبِ والمُذْنب!
* * *
(24)
قولوا لأنصار العدو
بأننا أبداً أسود
هُبُّوا كآسادِ الشَّرى
وثبوا على سرب اليهود
فالنصر في صدر البواتر
حين يشهرُها الجنود
والحقُّ من صُنعِ الكتائِب
حين تزحفُ بالبنود!
* * *
(25)
خفف الوطءَ حين تمشي على الأرض
وحاذرْ مغَبةَ الكبرياء
كم أحاط البلاء صاحب كِبْرٍ
فغدا مَصدراً لكلِّ شقاء
وجديرٌ بمن تواضع لله..
حياة الهنا.. ومجدُ العلاء
هكذا صاحبُ الرسالةِ نادى
علَّم الخلقَ سيدُ الأنبياء!
* * *
(26)
يا بلادي.. لأنت في مفرقِ الشمس
وهذا الدليلُ والتوثيقُ
قد بلغت المُراد خَطوة سبقٍ
قد وعاها التخطيطُ والتنسيقُ
فالترقي مصانعٌ وعلومٌ
والترقي تَمرسٌ مَرْموق
والتحدي عزيمةٌ وشبابٌ
والتصدي إرادةٌ ووُثُوق!!
* * *
(27)
عزةُ النفس لا تُنال اعتباطاً
بل هو السعي والطموحُ الطليق
وأخو العزم فوق سطْح الأواذي
تارةً عائمٌ.. وآناً غريق!
وأخو الوهْم في سرابِ الفيافي
مثل أعمى قـد ضـاع منـهُ الطريـق
يتسلى بالأمنياتِ ويشقى
بسرابٍ يُلهيه فيه البريق!
* * *
(28)
إن السياسة حنكةٌ
ومهارةٌ عند الفهيم
والصدقُ في نشرِ المبادئ
من قراراتِ العظيم
والنُّور في فلقِ الصباح
يُمزق الليل البهيم
وتعاونَ الشعبُ الأصيلُ
يقودُ للسَّنَن القويم
* * *
(29)
تحيا "فلسطين" تحميها غطارفةٌ
ساموا العدوَّ.. فكانـوا خيْـر عنـوان
دم الشهيد ينادي يَسْتَحِثُّهُمُو
هيا اعصفوا ببقايا نسل دايان!
قولوا لشامير.. مهْلاً إنَّ موعدُكم
يومٌ ستجنون فيه شرَّ خُسران
الموتُ للغاضب الغدَّار.. تدحره
كتائبُ الثأر من شيبِ وشبان!
* * *
(30)
أهواكِ يا "جدّتـي" يـا أرضَ ميـلادي
فيها نشـأتُ.. وفيهـا غَـرْسُ أولادي
يا مُسترادَ شبابي في نضارتِه
على مَشارفِه زخرفتُ أمجادي
ذكراكِ يا جدَّتي مرتْ مُرفهةً
على جناح رُؤىً حُبِّي وإنْشادي
تعلَّق الناسُ بالذكـرى.. وكنـتُ أنـا
وحدي الذي شغلتْـه فيـكِ أعيـادي!!
* * *
(31)
إن العرين عرين شعبٍ باسلٍ
يمشي إلى العلياء خَلْف غضنفر
من كل مفتـول السواعـد.. يفتـدي
بالروح موطنه.. ونعم المشتري!
يحمي حمى البيتِ المُقدس فادياً
ويذودُ ذوداً في بسالةِ قسور
وشعارُه الإسلامُ.. وهو هدايةٌ
للعالمين، ومِشعلُ المُستبْصر!
* * *
(32)
لبيكَ يا رب الحجيج
وأنتَ أشفقُ بالحجيج
في الليل.. في وضَح النهار
يرون نورَك في العروج
وفدوا إليك.. وأنت تحرس
في الدُّخول وفي الخروج
أرواحهم فواحة
من عطرك الزاكي الأريج
* * *
(33)
مشيت علـى وعـرِ الـدروب شبابـاً
وألفيْتُ في عهدِ المَشيب صبابا
صبرتُ علـى وكْـس الحيـاةِ مُؤمـلاً
سعادةَ حظٍ.. فاحتقبتُ تراباً!
وجددتُ آمالي بتصميمِ واثقٍ
ووطَّنتُ نفسي أن أقولَ صوابا
فبالصبرِ يرقى المرءُ في سُلّم العلا وباليأسِ يحيا في الوجودِ مُعابا!!
* * *
(34)
وما الحظُّ في مَعنى الرجاءِ سوى الرُؤَى
تخالسها النَّجوى هوى وطِلابا!
وما هذه النجوى مناطُ مُؤملٍ
ولكنها الدنيا تُنالُ غِلابا
فراشاتُ همِّ النفـسِ فـي بلْقـع المُـنى
تجوس كأحلام الظلام يبابا
مشاعرُ حيـرى مـا عرفـتُ مسارهـا
تعيثُ بأكناف الفُؤاد خرابا!
* * *
(35)
مرحَى "فلسطينُ" الجريحةُ
فالفداء هو الدواء
الحرُّ لا يرضى الهوان..
من العدو.. وكمْ أساء
والعُرْب أحرارُ النفوس
هُمُ الأُباةُ الأوفياء
لا يصبرون على الدخيلِ..
وكُلهمْ جُندُ الفداء
* * *
(36)
وإذا الأمورُ تعقدتْ
فالحقُّ رهْنُ الاحتكام
ما ضاع حقُّ مُطالب
والحقُ يُؤخذُ بالحُسام
إن الكرامة لا تصان
بغيرِ أن نرد الحمامِ
وكذا الشهادةُ بالفداء
تُعَدُّ من أسمى المَرام!
* * *
(37)
إذا شدا البلبلُ في أَيْكِه
فشَجْوُه في لحنِه المُرْسل
وهكذا الشاعرُ في نبضه
وجدانه ينضحُ في المَقُول
قيثارُه من وترٍ مُثْخِنِ
يعزفُه في ليلِه الأليل!
مُجرَّحُ الآهاتِ.. لكنه
بوقْعها الموجوعِ لم يَحْفل!!
* * *
(38)
بغدادُ يا بنت العُروبة.. جددي
ثوبَ العروس.. وزخرفي الأفوافا
قد كنـتِ في عهـد الشبـاب خريـدةً
تختال حُسناً رائعاً رفافا
ما بين دجلةَ والفراتِ فخورةً
بالمجد يعلو شادياً هتَّافاً
واليومَ.. حُمِّلتِ البوائق فجأةً
هلا انتفضتِ.. ومـا ارتضيْتِ خِلافـا؟!
* * *
(39)
من حمى مكّةٍ.. من البطحاء
وعلى الرمْل في مَدى الصحراء
شعَّ نورُ الهـدى يَـزفُّ مـع الفجـرِ
رُواءً مُعطَّر الأشذاء
ومضى في بطاح مكةَ ينداح
على الطُّهر في جوار حِراء
إنه صاحبُ الرسالة والرحمةِ
جاءتْ من أرحم الرحماء!!
* * *
(40)
يا أيها الباغون.. مَهْلاً
سوف تَلْقونَ الجَزاء
إن المطامع لا تزيد
الطامعين سوى العداء
أرضُ الجزيرة قلعةٌ
أرض الهُداة الأتقياء
نفديك يا وطن الأُباة..
بمالِنا.. بل بالدماء..!!
* * *
(41)
يا رجـال الفـداء.. صبـراً، فبالصبـر
تذوقون لذَّة الانتصار
صابروا.. رابطو.. وشُدوا على الخصم أذيقوه ذلة الانكسار!
واكتبوا بالدماء سطراً مُضيئاً
يجعل الليل مُشرقاً كالنهار
وأنشدوا لا حياةَ دون رجوعٍ
لفلسطين موطنِ الأحرار!!
* * *
(42)
إنَّ العُروبةَ صفٌ واحدٌ لَجِبٌ
يرمي العدو بتدميرٍ وتمزيق
وهكذا أمةُ الإسلامِ غاضبةٌ
من سوء ما اقترفـتْ أيـدي الزناديـق
مهما تواترتِ الأحداثُ نحسمُها
بالصبر.. والصبرُ مِعْوانُ العماليق
وليس في الأرض ما يُعْيي عزائمنا
ولو تجمَّعَ أوشابُ المخاليق!!
* * *
(43)
كلُّ من كـان مؤمنـاً سـوف يلْقـى
مَخرجاً من مَزالقِ الأخطار
والجَحودُ الكَنود يلْقى هواناً
وصغاراً يسقيه كأسَ البوار
واعتناقُ الضلال منهجُ شرٍ
سيؤدي إلى مهاوي العِثار
وهدى الناس من هُدى الله.. والناسُ فريقان في نعيمٍ ونار..!
* * *
(44)
يا سماءَ "القُدْس" الشريفِ أهيبي
بأسودِ الحِمى لخوضِ القِراع
يا دماء الشهيد.. سيلي على أرضكِ
يَزلقْ بها شِرارُ الرِّعاع!
يا رياحَ الرجاء.. لا بدَّ يوم
أن ترد الرياحُ طيشَ الشراع!
حقُنا مشعلٌ أنار لنا الدَّربَ
ونال التأييدَ بالإِجماع!!
* * *
(45)
تاريخُ أمتنا العريقة
شامخٌ صَلْبُ الدعام
مُتميزٌ بتراثِه
مُتفوقٌ بين الأنام
المُسلمون به استعزوا..
خالدين على الدوام
وعلى بنيه اليومَ أن
يستمسكوا بِعُرى الزمام!
* * *
(46)
قد صبرنـا علـى المكـاره.. والصبـرُ
وجدناه من كريمِ الطباع
هو سمتُ الإِسلام ما حاد عنه
عربيٌّ يحيا بعزمِ شُجاع
لا تهابوا العدو شرذمَة الذُّلِ..
أسيرَ الشقاق والأطماع
دَمُنا للفداءِ.. للأرضِ يُعطيه
شبابٌ من خيرةِ الأيفاع!
* * *
(47)
يا فُلولَ الضـلالِ.. قـد دحـر الحـقُ
أباطيلَ عُصْبةِ الفُجَّار
إن دينَ الإسلامِ في الناسِ ينثال
هُداه بالعطفِ والإِيثار
هي هذي رسالةُ الله في الأرض..
أحيطتْ بأمنعِ الأسوار
من أرادَ النجاحَ فالدينُ نورٌ
يُبْلغ السالكين أوج الفخار!
* * *
(48)
يا تـراب "القُـدْس" المعطـر.. نُهـدي
لكَ أرواحَنا مع الإِصرار!
يا رفاتَ الشهيد.. أنتِ زهورٌ
في تُراب مُحبَّبِ الأعطار
منه نستنشقُ الكرامةَ ثأراً
مُستمراً على مَدَى الأدهار
صيحةُ الثـأرِ في فـم الدهـرِ أنشـودةُ
شعبٍ.. كالعَيْلمِ الهَدَّار..!!
* * *
(49)
يا طُغْمةً لبست للشرِ أرديةً
فالخير في شرعها.. مكْرٌ وطُغْيان!
أغضبتُم الحقَّ.. والأفعالُ ماثلةٌ
فيما جناه علـى "الجيـرانِ" عُـدوان!
كل الشعوب اشمـأزت مـن رعونتكـم
وطيشكم.. فجميع الناس حيران!
عُودوا إلى الرُّشد، واستفتوا ضمائرَكم فهلْ يُفيقُ لكم عقلٌ ووجدان؟!
* * *
(50)
إن البُغاةَ الحاقدين تحملوا
وزراً.. وقد كسبـوا رضـا الشَّيطـان!
هدموا المدائنَ والمصانعَ والقُرى
واستأثروا بالأمر والسُّلطان
هـل كـان ما فعلـوه يرفـعُ شأنَهـم
أم كان غدراً واضح العُنوان؟!
قل للطُّغاةِ الطامعين رويْدكم
لن تحصـدوا شيئـاً سـوى الخسـران!
* * *
(51)
إنَّ السياسةَ حُنْكةٌ
ومهارةٌ عند الحكيم
والصدقُ في نشر المبادئِ
من قرارات العظيم
والخيرُ ينبوعُ العُلا
يَنْدَاحُ من شعبٍ حليم
والشرّ مُنْزلق الأذى
يُفضي إلى العطب الوخيم!
* * *
(52)
أمةُ الإِسلام كمْ أزعجها
باطلُ الباغي وجُرْمُ المُفْسِدِ
يحتمي خلْف شعارٍ زائفٍ
أحول يرنو بعيْن الأرمدِ!
شايعتْه عُصبةٌ فاسدةٌ
بئستِ الدعوى وبئسَ المُقْتدي
وعلى الباغي –وإنْ طال المدى–
يقعُ الحَتْفُ بهولٍ مُرْعد!
* * *
(53)
في اندلاع الوطيس.. "صـدام" يحتـالُ
بِحرْق البترول قصدَ التفادي
وافتعالُ الحريق جاء دليلاً
مُستخساً على ارتكابِ العناد
ما رأينا جُرماً كهذا التردي
في سقوطِ الأخـلاقِ.. شـأن الأعـادي
هي هذي أحوالُ صدام.. ظلمٌ
وخداعٌ والموتُ للجلاَّد..!!
* * *
(54)
كل يوم يزدادُ صدامُ مكْراً
حين جاء الحسابُ في الميعاد
راكباً رأسه بغير صوابٍ
يحتمي باللصوصِ والأوغاد
لا يبالي مصيرَه.. وهو آتٍ
قبل يوم الهروبِ والابتعاد
سوف تحيا "الكويـت" أرضـاً وشعبـاً
حُرةً.. والفِداء رمزُ الجهاد.!
* * *
(55)
إن العُروبة جيشٌ واحدٌ أبداً
يرمي العدوَ بتدميرٍ وتمزيق
وهكذا أمةُ الإِسلام غاضبةً
من سوء ما اقترفتْ أيدي الزناديق
مهما تواترتِ الأحداثُ نحسمها
بالصبْر والصبرُ مِعْوانُ العماليق
وليس في الأرضِ ما يُعي عزائمنا
ولو تجمَّع أوشابُ المخاليق..!
* * *
(56)
اليوم يوم التلاقي
واليوم دَحْرُ الأعادي
قد حان وقتُ التصدي
للخائن الكيَّاد
كم صرخةٍ من شهيد
تَرِنُّ في الأشهاد
وحُرقةٌ من حزينٍ
تحزُّ في الأكْباد.!
* * *
(57)
خاب صـدامُ.. حيـن لاحـتْ مخازيـه
بدعوى الإِسلام والأمجاد
شعبه يعرف الحقيقةَ..لكنْ
آثر الصمتَ في زمانِ الفساد!
خدعةٌ.. إذْ أراد صدامُ حلاً
بانصداع الصفوف والاتحاد
إنْ أراد السلام فالحلُّ باقٍ
بانسحابٍ من الكُويت الفادي
* * *
(58)
مُلتقى النصر في حساب الأماني
يومُ عيدٍ.. ميعادُه في اقتراب
يومُ عيدٍ.. فيه "الكويت" نراها
حُرةً بالأمانِ فوق التراب
ونظامُ اللؤم "صدام" يلقى
خِزْيه في السقوط والانسحاب
وخِشاشُ النظام أعوانُ سوء
سيبؤون مثلَه بالتباب!
* * *
(59)
إنَّ شعب العراق جذْرٌ عريقٌ
ينتمي للأُباةِ بالانتساب
عربيٌّ.. ولا يريد انتهاكاً
لأخيه وجارِه والصحاب
غير أن الرعاع أصغوا لوغْدٍ
مُستخِسٍ.. والويل للمُرتاب!
وبسوء النظام.. "صدامُ" يلقى
شرَّ أفعالِه.. مع الأوشاب!!
* * *
(60)
العصرُ عصرُ تفوقٍ
بالعلْم.. لا الجهل الذميم
فالعلم نورٌ للشعوب
سناه قد عَبَر التُّخوم
بالعلم يكتمل الصُّمودُ
لرد عاديةِ الهجوم
واللهُ ينصر جنده
بالعلم والخُلُق القويم
* * *
(61)
ومن سماتِ المؤمن المهتدي
أن يدعم الصالحَ بالأصلح
وأن يصون النفسَ عن غيها
في مرتع مُعشوشبٍ أفْيَح
فجنةُ الرحمن مفتوحةٌ
أبوابُها للمتقي المُفلح
والله يجزي المُتقي رحمةً
َإذا نجا من لُجَّةِ المسبح
* * *
(62)
الحُب في الناس أصفـاه مـن الذهـبِ
والحُب في القلبِ مثل النور في الشُّهـب
لو كان في الناس حـبٌ صـادقٌ أبـداً
لاستكمل الناسُ عيشَ الأمن والرغَب
ولو نظرنا إلى مرآةِ أنفسنا
لضاع منظورُنا في غمْرةِ الريب
إن المحبة نـورُ الله متصـلٌ فـي القلـب.. في العقـل.. في الإِحسـاس.. في العَصـَب
* * *
(63)
ما كلّ من صام أو صلَّى علـى عجـلٍ
يستأهلُ الأجر موفوراً بلا عمل
فالصالحاتُ من الأعمال يتبعها
قلبٌ تزكَّى من الأرجاس والزَلَل
وليس تكتبُ عند الله صالحةٌ
حتى يفيضَ بها إيمانُ ممتثل
واللهُ يعلم فينا كلَّ خافيةٍ
والخيرُ بالخير محسوبٌ من الأزل
* * *
(64)
شُغِل الناس في الحياة بمال
ونسوا ربَّهم بعِصيان حال
إن جمع الحُطام لا يجلبُ المجد
ولكن كالداء جدّ عُضال
متعةُ العيش أن تكون سعيداً
في حياة خلتْ من الزلزال
فحياةُ الوبالِ مالٌ حرامٌ
فاغنموا المجد من ثَراءٍ حلال
* * *
(65)
نحن شعبٌ لنا مفاخرُ تاريخ
خصيبٍ برفده الدفَّاق
قد حفظنا الذمارَ في ساعة الجدِّ
بعزمٍ ووحدةٍ واتفاق
وكتبنا تاريخنا بالضحايا
وسيوفٍ معروفة الامتشاق
ما هُزمنا.. ونحن تحت لواءٍ
من شعـارِ الإِسـلام.. رمـزِ الوفـاق
* * *
(66)
هدفُ المخلصين إعلانُ شأنٍ
لبلاد تضمّكم أبراراً
وإلى المجدِ يَفرزُ العملُ النافعُ
علماً يُثقِّفُ الأفكارا
فتسودُ الأخلاق منْهج صِدْقٍ
يعتلي قلعةً.. ويسمو جداراً
تحتذيه الشعوبُ جيلاً فجيلاً
ويُعيد التاريخَ فينا ازدهاراً
* * *
(67)
تحلو الحياةُ مع المرارة.. والعُلا هدفُ المكافح لا مُراد المدَّعي
الحُرُ يسعى في الحياة بجدِّه
والغِرّ يلهو في الفراغِ البلْقع
والنبعُ مَوْردُ ضيغمٍ مُتوثبٍ
والذئبُ يطلبُ مَوْردَ المسْتنقع
لا يُدركُ المجدَ الأثيلَ مذللٌ
فالمجد مَطلبُ عاقلٍ مُترفع
* * *
(68)
التجاريب في الحياة محكٌ للعُلا
في القريب أو في البعيد
ونهوضُ الشعوب في كل عصرٍ
مَثَلٌ يحتذيه كلُّ أريب
ودُعاة التخريب في كل أرضٍ
رجعوا في الورى بشرِ نصيب
وبُناةُ الأمجاد في كلِّ شعبٍ
رُسُلُ الخير والسلامِ الحبيب!
* * *
(69)
مكتي كعبتي.. وقبلةُ إبراهيم
أعظمْ به أبي الأنبياء
لستُ أنسى في أرضها أمسيات
بين قومٍ من خيرة الكُرماء
في الصفا.. مَنْسـك الحجيـج المُرجَّـى
في الحطيم المُكتظِّ بالأتقياء
في الخريق الفسيح فـي الحـوْض نلقـى
فيه رهْطَ الأحباب عبْر حراء!
* * *
(70)
قِصةُ العمـر.. مشهـدٌ من "درامـا"
هي عنوانُ شاعرٍ لا يُحابي
عزُّ شعري بأمتي وبلادي
كاعتزازي بقيمةِ الأحياب
والزواهي من المشاعر حُبي
لتراثي.. لموْطني.. للتراب
لستُ أنسى الوفاء.. حُباً بحبٍ
عبْر عهدٍ مُجددٍ مِخْصاب.!
* * *
(71)
يا تـرابَ "القُـدس" المُعطَّـر.. نُهـدي
لك أرواحنا.. بكل فخار
يا رُفاتَ الشهيد.. أنتِ زهورٌ
في تُرابٍ مُحببِ الأعطار
منه نستنشق الكرامة ثأراً
مُستمراً على مدى الأدهار
صيحةُ الثأر فـي فـمِ الدَّهـر أنشـودةُ
شعبٍ.. كالعيْلم الهدَّار!
* * *
(72)
ما كـلُّ مـن نَظَـم القريـض نخالُـه
في النابغين من السباقِ الظافر
الشعرُ من نبع الشعور.. نميره
يَروى ولا يهبُ النماءَ لعاقر
وصداه في لحن المزامير التي
تُنسي المواجعَ بالغناءِ الساحر
في كلِّ همسةِ طائرٍ أغرودةٌ
في رجْعها يأتي خيالُ الشاعر.!
* * *
(73)
بلادي حباها اللهُ خيراً وعزةً
عليها أفاء اللهُ ما ليس يُنكر
حضارتُنا بين الشعوب أصيلةٌ
تعهَّدها الإسلامُ.. والدينُ مَصْدر
وها نحنُ نمضي في مجالِ تقدمٍ
مع الركب نمشي.. ليـس فينـا تهـوُّر
مسيرة شعبٍ قد تسامتْ إلى العُلا
وشاهدُنا في الناس هذا التطور!!
* * *
(74)
"البيتُ" ينبوعُ القداسة حوْلَه
رفَّتْ قلوبٌ بالأماني الحُفَّل
عطشي وفي لهفٍ تَبلُ غليلَها
من ماء "زمـزم" يا لـه مـن سَلْسـل
والوافدون من الحجيج هم الأُلى
ركبوا الدُّروبَ إلى المَقامِ الأفضل
وفدوا مـن الأقطـارِ صـوبَ مناسـكٍ
أرواحُهم شفافةٌ للمُجْتلي
* * *
(75)
عشْ بالمحبة في الورى
تلقَ السعادةَ والوفاء
إن المحبةَ جدولٌ
مستعذبٌ يروي الظِّماء
خيرُ المودة أن تُحبَّ..
بلا خداعٍ أو رياء
ومن المعرَّةِ أن تعيش
على التنافرِ والجَفاء
* * *
(76)
دعوةُ الحق بالبراهين تَعلو
رغْمَ أنفِ الجُحود والإِنكار
لا يفيد الدعيَّ تلفيق زُورٍ
إنما المكْر مبدأُ الأشرار
وادعاء البهتان لا يُثيب الحقَّ
وما حقُ باطلٍ مُنْهار؟!
إنما الحقُّ في البقاء لشعبٍ
حقُه ساطعٌ كضوءِ النهار
* * *
(77)
دع المُحاكاةَ.. فالتقليد مَثْلبةٌ
شتَّـان في الشعر بيـن الطيـن والمـاس
فإنما الشعر شلاَّل روافده
غزيرةُ الدَّفْـق.. من ينبـوع إحسـاس
تُوحي إلى النفس ألواناً مُعبرةً
عن الجمـالِ.. وما فـي واقِـع النـاس
أما المُقلد فالإسفافُ ديدُنه
والذيلُ في الوضع لا يرقى إلى الراس!!
* * *
(78)
يا رسولَ السلام.. ما كنتَ إلاَّ
رمز صدقٍ في سائر الأطوار
قد حملتَ القرآن دعوةَ حقٍ
وقرنتَ الإِحسانَ بالإِيثار
كنتَ تدعو إلى طريق سويٍ
مستقيم المنهاج باستقرار
فاستجاب "المُهاجرون" وكانوا
إخوةً في الجهاد "للأنصار"
* * *
(79)
نهضةُ العلم والثقافة والفن..
حماها وعيُ الشباب المُواتي
وهي أسُّ البناء إن شئتَ صرحاً
مشمخرَ الذُّرى..و ضيءَ السمات
كل هذا رأيتُه في بلادي
في مضاءٍ وهمةٍ وثبات
ليس يُعلي البلادَ والشعبَ إلاَّ
أدبٌ نابعٌ من المُهجات.!!
* * *
(80)
وفي الخليج شعوبٌ جدُّ راضيةٍ
عن التعاون معقوداً إلى الأبد
هذا التعاونُ فيما بينهم أملٌ
يدعو إلى الفألِ نستبقيه للبلد
مهما تتابعتِ الأحـداثُ.. جَـدَّ لهـا
عزمُ الصناديد بالإِصرارِ والجَلَد
والقادةُ الصِّيد فيما بينهم وجدوا
في وحدةِ الصفِ ما يُغْني عن اللَدَد
* * *
(81)
أصبح الأمنُ كلاماً عابراً
عند صهيون.. ولا شيءَ يَصح
كلُّ يوم – ويلهم – فيه لهم
صورٌ شتى من الزيف.. وقُبْح
الأباطيلُ لهم منسوجةٌ
في ظلامِ الليل.. لا يرضاه صُبْح
هكذا الأفاك.. من عاداتِه
يُنكر الحقَّ ونحو الزيف ينحو!!
* * *
(82)
خَفِّفِ الـوطءَ إنْ مشيتَ علـى الأرض
وحاذرْ مغَبة الكبرياء
كم أحاط البلاد صاحب كِبْرٍ
فغدا مَصدراً لكلِّ شقاء
وجديرٌ بمن تواضع لله..
حياة الهنا ومجدُ العَلاء
هكذا صاحبُ الرسالةِ فينا
عَلَّمَ الخَلْق سيدُ الأنبياء
* * *
(83)
إنتظارُ الحُلول.. ليس مفيداً
بل يُؤدي إلى امتداد البلاء
أسرعوا بالحصيف قولاً وفعلاً
عبْر رأب الشقاق في الفُرَقاء
كلُّ سعيٍ يعود للعمل المُخْلص
يأتي بِصُلْحه البنَّاء
والتَّواني في سُرعة الحلِّ يُفْضي
لمآسي التمزيق والاهتراء.!
* * *
(84)
يا رائدَ الشعب.. هذا الشعبُ تربطه
أواصرُ الحبِّ من إبنٍ لخيرِ أب
رفعتَ قيمة هذا الشعب منزلةً
شماءَ بين شعوب الأرض بالرتب
وليس يُنْكر ما تسخو به أحدٌ
من الصنائـع شؤبوبـاً مـن السحـب
منا الوفاء.. وكـلُّ الشعـب مُغتـرفٌ
ممـا بذلـتَ وصافي الحُـب كالذهـب
* * *
(85)
وما الحظ في معنى الرجاء سوى الـرؤى
تخالسها النجوى هوى وطلابا
وما هذه النجوى مناط مؤمل
ولكنها الدنيا تنال غلابا
فراشـات هم النفـس في بلقع المـنى
تجوس كأحلام الظلام.. يبابا
مشاعر حيـرى ما عرفـت مسارهـا
تعيث بأكناف الفؤاد خرابا.!
* * *
(86)
رباه.. يا خالقَ هذا الورى
وناشرَ النِّعمة بين الوجود
ونعمةُ الخالق في خَلْقه
ليس لها في حصرها من حُدود
إن بني آدم أجناسُهم
لا تلتقي في اللونِ أو في الجهُود
وكلهم يمشي على دَربِه
والمُهتدي عن دربه لا يحيد
* * *
(87)
إن العرينَ عرينُ شعبٍ باسلٍ
يمشي إلى العلياء خَلْف غضنفر
من كـلِّ مفتـول السواعـد يَفتـدي
بالروح موطنَه.. وعزمِ المُجتري
يَحمي حمى البيت المُقدس فادياً
ويذودُ ذوداً في بسالةِ قسور
وشعارُه الإِسلامُ.. وهو هدايةٌ
للعالمين ومِشعلُ المُستبصر
* * *
(88)
ما مضى فات.. وفي العُمـر مسـار
نتخطاه بعزمٍ وجِلاد
كلُّ إنسان له في درْبه
أملٌ.. يدنو بصبرٍ وجهاد
صاحبُ العقل يُؤدي دوره
باتزانٍ وهدوءٍ واتئادِ
هكذا العاقلُ.. مِشكاةُ الهُدى
سِفْره القرآنُ.. نورٌ ورشاد
* * *
(89)
يومُ المجد في وطني.. هو العيد أعراسُه صدحتْ فيها الأغاريد
في كل عامٍ له ذكرى مجددةٌ
والشعبُ في نبضِه حِسٌّ وترديد
إن السعوديَّ.. في أعماقه وَهَجٌ
هذا هو الحب.. في الأعمـاق موجـود
والحب "للفهْد" نُهديه لعاهلنا
مع التهـاني.. ومنـه الفضـلُ والجُـود
* * *
(90)
خذْ من العلم ما تراه مُفيداً
وتجنَّبْ سفاسفَ الأعمال
مطلب العلم في الحياة فسيحٌ
وأعزُّ الطّلابِ صِدْق الرجال
والذي يحسب الحياة مجالاً
للتَّلهي.. عقباه سوء المآل
زينةُ العيش أن تكون مثالاً
للتَّرقي.. والمجدُ بالأفعال
* * *
(91)
حانَ وقتُ الوقوف رأياً وصفاً
واحداً في عزيمةٍ ومِراس
كلُّ صعبٍ له طريقٌ إلى الحلِّ..
ولا مُستحيلَ عند النطاسي
والتجاريبُ حُنكةٌ في التصدي
لأمورٍ مرتْ ذواتِ انتكاس
أسرعوا بالحصيف قولاً وفعلاً
إرأبوا الصدع أوقفوا المآسي
* * *
(92)
الشعرُ ينبوع إحساس.. روافده
في النفس.. كالنهر يَجـري غير ممنـون
والشعر إبداعُ فنَّانٍ.. ذخائرُه
لوحاتُ مُبتكرٍ رحْبِ الأفانين
وتارةً هو كالإِعصارِ.. ثائرُه
يهز أرواحَنا هز الطواحين
لكنَّ في معظم الأحيانِ يَجذبنا
إلى حديقتِه عطرُ الرياحين..!
* * *
(93)
يا أمةَ الإِسلام.. أسيافُنا
مُشرعةٌ للثأر في كلِّ حين
الوحدةُ العصماءُ مطلوبةٌ
بين صُفوف العُرْب والمسلمين
تضامنوا في موقفٍ واحدٍ
وعزمةٍ صادقةٍ لا تلين
لبّوا نداء "القُدس" في وثبةٍ
واحدةٍ تعصفُ بالمعتدين.!
* * *
(94)
نحنُ لا نركضُ عفواً
في مجالات الحياة
نتحاشى الجُرْف وعياً
حيثُ نمشي بأناة
في طريق مستقيمٍ
بهدوء وثبات
نحمل المِشعلَ في الدرب
على نهْجِ الهُداة.!
* * *
(95)
وقصةُ الحق في تاريخ أمتنا
مكتوبةٌ بدم الأحرار والنُّجُب
من عهـد حطين واليرمـوكِ كم لمعـتْ
بوارقُ الفتح في الأعلام بالغَلَب
تُبدي مطالبنا.. بالحق نعلنُها
صريحةً كضياء الشَّمس والشُّهب
والنصر بالحق معقودٌ لألوية
مرفوعةٍ في الذّرى في السِّلْـم والحَـرَب
* * *
(96)
يا رجـال "القُـدس" الأُبـاة.. مزيـداً
مـن "رجـوم" تنقضُّ فـوق الرِّعـاع
ليس نَرضى مذلةً من عدو
مُستبدٍ مُوسَّعِ الأطماع
عاثَ في أرضنا فساداً وأخفى
بعضَ ما يَنتويه تحت القناع
رغم ما شـاء أو نوى "القُـدْس" حـقٌ
لا بديلاً نرضاه.. بالإِجماع.!
* * *
(97)
تاريخُ أمتنا رصائعُ زخرفتْ
صدرَ الزمان.. وقد زها المتألق
هذي حضارتُنا تبثُ مآثراً
في كلِّ منطقةٍ تدلُ وتنطق
هـل كـان في الدنيا أجـلُّ من الـذي
يَهبُ السلامَ إلى الأنامِ ويُغْدق؟
نورُ الرسالة للخلائقِ مَنْهجٌ
فيه السعادةُ إنْ وعَوْا وتعمقوا
* * *
(98)
إخترِ الدَّرب قبل أن تَمْتطيه
فدرُوبُ الحياة شَوْكٌ وورد
والأراضي رحيبةٌ في مداها
مَسْلكٌ ناعمٌ وآخرُ صَلْد
إنما العيش من تجارب حيٍّ
جَدُّ فيه ما ليس للناس بُد
فكأنَّ الحياةَ موجةُ بحْر
بين جَزْرِ الآمال يَنْداحُ مد.!
* * *
(99)
إذا جُنَّ ليلـي.. أشتكـي عبر خلْوتـي
إلى اللَّهِ ما ألقَى من العثرات
وليس يُفيد المرءَ غير يقينه
وإيمانِه والصدقِ في الخلوات
فمـن كـان يلقى ربـه وهو صـادقٌ
بإحسانِه في البِر والصدقات
فلا شك أن اللهَ راحمُ عبدِه
ومُنقذُه من قَسْوةِ النكبات
* * *
(100)
مشيـتُ علـى وعر الـدروب شبابـاً
وألفيتُ في وقتِ المشيب صُعوبا
صبـرتُ علـى وكـسِ الحياة مُؤمـلاً
سعادةَ حظ.. فاحتقبتُ ترابا
وجددتُ آمالي بتصميم واثقٍ
ووطنتُ نفسي أن أقول صوابا
وبالصبر يَرْقَى المرءُ في سُلَّم العُلا وباليأسِ يحيا في الوجود مُعابا.!
* * *
(101)
"لبنان" عانـى صراعـاً جـدُّ مُشتعـلٍ
عبْر الخِلافات إمعاناً بتصعيد
والوضعُ إنْ ظلَّ محكوماً بواقعِه
فالشرُّ يَجلب شراً غيرَ محدود
من كل مُنتفعٍ يحتاط في حَذَر
من العِمالةِ في أثوابِ رعديد
ما ضرَّ بالناس إلاَّ كلُّ مُرتزقٍ
يَبثُّ فتنتَه العميا.. لتشريد
• • •
 
طباعة

تعليق

 القراءات :892  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 55

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.