شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
161- نشيد أهل البيت
[ترنَّم الشاعر بهذا النشيد بعد أربعة أشهر من تدفُّق قوات الرئيس عبد الناصر البريَّة والجويِّة إلى اليمن، واستشهاد واضطهـاد بعض أصدقائه وأقاربه من علماء اليمن وأدبائها وزعمائها]:
طوارقَ الليلِ؛ كاد القلـب ينفطـر
ولا نديم، ولا كأسٌ ولا وترُ
قد عربد الشوق تشجيه هواجسُـه
عن الأحبَّة، لا تُبقي ولا تذرُ
الله للشوق في دنيا قـد انتحـرت
فيها الأماني؛ فلا حلـم ولا وطـرُ
توحشت في دجاها الكائنـات فـلا
عقلٌ ولا رحمة ترجى ولا وزرُ
قد استبدت بهـا الآلام وانسحقـتْ
آمال من صابروا فيها ومن صـبروا؛
تهافتوا دونما حِلْم، ولا حذر
يا ليتهم حلموا، أو ليتهم حـذروا؛
وكيف ينبض فـي أحداقهـم ألـقٌ
وهم بأوهامهم هامـوا وما شعـروا
بؤسي لمن صدَّقوا الأوغاد وانخدعـوا
وويْح من قدْ أباحوها ومن غـدروا
وهم أولوا الضَّغْن في أحشائهم نَبَتَتْ
أظفاره، وبهـا يعْـدون إن قـدروا
لا يؤمنون بحـقٍّ إن هـمُ انهزمـوا
ولا بقربي ولا عفوٍ إذا ظفروا
* * *
وهم "بصِفِّين" من ماتت ضمائرهـم
فعلقوها على الرايـات وانتظـروا
وكان "عمرو" ذكيَّـا ماهـراً لبقـاً
و "الأشعري" بشعار الوهـم يدَّثـرُ
قد حكموا صحف القرآن مصيَـدةً
وضيعوها وخانوهـا إذ انتصـروا!
نعم قد انتصـروا يومـاً بمكرهـم
لكنهم خسروا التاريـخ واندحـروا
يا قومنا؛ راقبوا "القربـى"، فَرُبَّتَمـا
عزَّ الذليـل، وذل الظالـم الإشـِرُ
مهلاً؛ فقد بشم التاريخ وانتفخت
أوداجه، والتظى في جوفـه البطـرُ
ماذا لكم عند أهل البيت مـن تـرةٍ
قولوا لنا؛ وسنأتيكم وتعتذرُ
وقد تنازل إكراماً لكـم "حسـنٌ"
يرجوا هداية من ضلّوا ومن مكـروا
أما "الحسين" فقد وافى منيته
ولم يُسالم؛ لأن القوم قـد كفـروا!
نحن الألى ثأروا للحق عـن شـغفٍ
به فقال الألى ضلوا قـد انتحـروا
ممن قضى نحبه، أو من قضـى قـدر
بأن يعيشوا؛ وصانُوا الحق وانتظـروا
نحن الألى لضحاياهم قد ارتعشـتْ
منابر الدين تبكـي فوقهـا السـورُ
ماذا جنينا فنجْلـي عـن مرابعنـا؟
وما اقترفناه مـن ذنـبٍ فَنُجْتَـزرُ؟
أذنبنا أننا من نسل فاطمةٍ
يا قوم مهلاً؛ فإنا مثلكـم بشـر؟!
* * *
قالوا: هلكتم؛ فقلنا إن قضى القدرُ،
قالوا: فنيتم؛ فقلنـا: نحـن ننتظـرُ،
قالوا: عن "العدل والتوحيد" قد عدلت
أهواء بعضِكم قلنا: قـد اندثـروا،
إذا جنى بعضنا وِزراً أُحِيـطَ بـه..
فرداً؛ وآيتُنـا فيـه: "ولا تَـزِرُ" (1)
لا تظلموا الكلَّ؛ إن شذ الأولى مرقوا،
الأوَّلون من الحكَّام.. والأخرُ
نمتهُ "صنعاء" أو "إريان" أو "خَمِرٌ"،
وحصْنُ "ضوران" أو "شمسان" أو "صبرُ"
لم نُستَشَر في اختيار الجدِّ، لا "يَزَنٌ"
ولا "حُسينٌ" ولا "زيدٌ" ولا "عمرُ"
والعنصريّات قد شاهت، وقد يبسَتْ
عروقها، واعتراها العـثُّ والخَـدرُ
لقد سئمنا أحاديث القبـور، وقـد
صكَّت مسامعَنا الأشعـار تفتخـرُ
* * *
أَجُرمنا أنَّنا لا ندعي نَسَباً..
إلى ابن "يُعفِر" حتَّى مسَّنا الضررُ؟ (2)
أم أنكم قد جهلتم أمـر بارئكـم..
لأن أحقادكم كالنار تستعر!؟
كانت هناك هنـاتٌ سـاء منقلبـاً
بها الألى قارفوا الـزلاَّت إذ أَمَـروا
لو قدَّروا ما ببطـن الغيـب مـا اجتهـدوا،
ولا أتوا ما تحاشينا، ولا عثروا..
حسن النوايا لهم عذرٌ إذا اعترفـوا
بأنهم أخطؤوا التقديـر.. واعتـبروا
ومن قضى وهـو لا يـدري مثالـب مَـنْ
باسمه هدر الأعوان ما هدروا
له مـن العـدل ميـزانٌ سينصبـه
عدلٌ إذا الخَلْق كيما يُنْصَفوا حُشِروا
* * *
يا قومنا راقبوا التاريـخ وادَّكـروا
منا الأُلى غَيرةً للديـن قـد ثـأروا
فَطاحلاً لضحاياهم قـد ارتعشـت
منابر الحق تبكـي فوقهـا السـورُ
غابة الخُوْبة: 3 رمضان 1382هـ
27 يناير 1963م
وكتبتُ يومها هذه الأبيات:
وأنا في الأربعينْ
بإِلاهي أَستعينْ
ليس لي مالٌ، ولا أيّ قصورٍ، أو بنينْ
كلُّ ما أملك إخلاصي لربِّ العالمينْ،
ويراعي، ولساني،
وهُمُ جندٌ مكينْ..
ثَقِفَ القوَّةَ والصَّبْرَ من الذِّكْرِ المبينْ
يوم "بدرٍ" و "حُنَينٍ" معَ "خير المرسلينْ"
ولعلّي سوف أبقى..
أمسكُ الحبل المتينْ
سائرَ العُمر و "حتى"
أتلاشى في "اليقينْ" (3)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :433  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 185 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج