شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
151 عبد الرحمن الشامي
[كان السيد العالم عبـد الرحمـن بن حسـين الشامـي -رحمه الله- هو الذي ربّى الشاعر وأدّبه، وغمره بالـبر والحنـان والتأييـد وهو طفل يتيم، وشاب يتطلع إلى الحياة وأمجادها، وسجين يقاسي الأهوال؛ ولذلك فقد حزن عليه حزناً بليغاً، وبكاه بكاء مراً حين بلغه نبأ انتقاله إلى جوار ربه، في شعبان سنة 1381هـ/يناير 1962م، فقال يرثيه]:
مُصابنا فيك غير منفصمِ
وجرحنا فيك غير ملتئمِ
جلَّ عن الوصـف هولـه، وطَمَـى
على الأسى، والدمـوع، والكَلـمِ
وأضرم الحزنَ في الحشا لَهَباً
وأشرب الدمع حَسْرَةً بدَمِ
مُصابُ آل "الشامي" بسيِّدهم
هيهات يُسْطاع نعمتُه بفمِ
بالسيِّد الندب خير متزرِ
بالعلم، بالصالحات ملتثمِ
الباسم الثَّغر، دون ما ملق
الشامخ الأنف دون ما ورمِ
* * *
تبلَّجي يا سماء، وابتسمي
أو دمدمي بالخطوب والنِّقَمِ
وأمطريها بما تؤمِّله
أو ضرِّجيها بلاهبٍ ضرمِ
فمن بـه الرّبـعُ كـان مزدهـراً
بالخير، والطيبات، والنِّعَمِ
قَضى؛ فلا بهجةٌ، ولا أمَلٌ
ولا شعاعٌ لثغر مبتسمِ
وكلّ قلبٍ بالحزن منصدعٌ
وكل نفس تضجُّ بالألمِ
وكل طرف بدَمْعِهِ شرِقٌ
عن كل شيء في الكائنـات عمـي
فانفطري مهجـتي أسـى، وكفـى
بالدمـع عيـني؛ ودُمـت يا ألمـي
* * *
أنا الذي قد عرفته سَنَداً
لكل ذي حاجة وذي عُدُمِ
أنا الـذي مـا حضـرت مجلِسَـهُ
إلاَّ كأني في حضرة الحَرَمِ
أنا الذي ما سمعت نبرَتَهُ
إلاَّ.. تلَقَّفْتُها من الحِكَمِ
يا ويحَ نفسـي لقـد فقـدت بـه
أبا غذاني بالبرِّ والكرمِ
وكان لي كلَّ ما أؤمِّلُهُ
وما أرجِّـي مـن دهـري الـبرمِ
وكان لي موئلاً ومدَّخراً
ومشعلاً في حوالك الظُّلَمِ
كان مثالاً للخير يصنَعُهُ
بطبعِهِ صنع طاهرِ فِهمِ
لا يرتجي غير ربِّه أحداً
ولا يُحابي لمقصدٍ وخمِ
وعلماً ما سما إلى شرف
إلاَّ وقد كان حامل العَلمِ
لسانه طاهرٌ، ومهجتُه
تشمُل بالحبّ سائر الأممِ
* * *
بأي شعر أبكيك يا أبَتي
وقد تلاشى بحسرتي نَغَمي
ولا فؤادي معي، ولا خَلَدي
ولا لساني يندى، ولا قلمي
بأي دمـعٍ أبكـي وقـد نفـدَ الد
معُ ولم يبق منه غير دمي
* * *
أخي (1) وأنت النجيبُ مـن نُجُـبٍ
من سادةٍ يُعْرَفون بالشَّمَمِ
الشُّمُّ تهوي لما أصِبْتَ
والزُّهْر تخبو للحادث العَرِمِ
لكنَّ قلباً تَضُمُّهُ جذلاً
بطاعة الله عنك لم يَرِمِ
فاصْبِرْ وصبِّر أهلاً قلوبهمُ
على الفقيد العظيم في ضَرَمِ
أنتَ ملاذٌ لهم، ومُعْتَصَمٌ
ونعم أهل، ونعم مُعْتَصِمِ
* * *
ورحمة الله للفقيد غِنى
عن كل شيء يرجـى مـن النعـمِ
قَدْ عـاش بـرّاً، ومـات مفتقـداً
ذكراه حمـدٌ يَسـري بكـل فَـمِ
لندن: 1381هـ/ 1962م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج