كل قصائد هذا الديوان استوحاها صاحبها من الغربة وهواجسها ومُعاناتها؛ سخطاً ورضا، ويأساً وأملاً. وفيها قصائد لم تنشر، ومنها ما سبق نشره، ثم تناولها الشاعر من جديد فأعاد صياغتها وغيَّر، وبدَّل، وهذَّب وشذَّب، لا سيما تلك التي نشرها بخط يده في ديوان سمّاه "لزوميّات الشعر الجديد".. فقد أعاد للبعض من غاداتها ثياب الوقار والهيبة "العلائيَّة" (1) بعد أن تبرَّجتْ في "بذلات" التجديد! كما أنه قد ضبط و"قَولَز" إيقاعات بعض "منثوراتها" بتفاعيل الشعر الموزون، و"مبيِّتات" و"موشحات الحُميني" الأصيل، فماسَتْ أنغامها راقصة عابرة شاعرةً ناثرة.. وبذلك وفَّى بالوعْد الذي قطعه للشاعر "أبي العلاء المعري" عندما التقيَا في مسرحيته الهزلية: "محاكمة في جنة الشعراء".
إن هذا الديوان: "أطياف" سَيُكَوِّنُ مع الدواوين السابقة "من اليمن"، و"ألحان الشوق"، و"إلياذة من صنعاء"، و"الموؤدات"، و"حصاد العمر"، و"ألف باء اللزوميات" و"مع العصافير في بروملي" كلَّ "الأعمال الشعرية" أو جُلَّها لصاحب "النفس الأول" و"دامغة الدوامغ". ما عدا ما ضاع من أشعاره وهو في معتقلات حجَّة، أو ما يحتفظ به لنفسه ويسميه "ديوان ما بعد الموت"..