شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الأستاذ الشاعر
عبد الرحمن بن عبد الله العبد الكريم ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. شكري الجزيل لا يفي راعي هذه الاثنينية حقه، ولا يفي هذا الحشد الكبير وهؤلاء الأدباء قدرهم، وأشكر كثيراً هذا الإطراء الذي لا أستحق كثيراً منه ولكن المودة تبدي دائماً من الضمير ما يُمَلِّح القول، وشكراً للجميع وأبدأ بأبياتي المتواضعة التي أرجو أن يكون لها القبول لديكم أقول: الطيف الزائر:
ياحادي العيس مزهواً بنجعتها
عـبر الفيافي بدمع المُزن مرويها
إلى متى أنت بالترحال ذو شغفٍ
وبالسرى خَلَلَ الآكام مزديها
ما بال نفسك لا تهفو إلى دَعـةٍ
حتى تلـين لها أعـتى أمـانيها
جوّابةً كبـد البيـداء مرقلـةً
كطالب الثأر لا تغفـو مـآقيها
في هَدْأة الطير والجوزا مُهرِّفةٌ
نحـو المغيـب بإلحـاف تناديها
قولي لهاجرتي إن أنت جُزتِ بها
ورحَّبتْ بكِ في بطحاء ناديها
بالِّله لا تقطعي وصلاً يؤمله مَنْ
بـين جنبيـه آهـاتٌ يقاسيها
فنفسك بك دون الناس عالقةٌ
ولا تعـادلكِ الدنيا ومـا فيها
يا من لطيفكِ زوراتٌ يجود بهـا
ومَنْ تذكُّرُها في النفس يُغليها
قولي لطيفك إما جـاد زائرنـا
هنيهةً فليزدها ما يُهنِّيها
سكنـتِ مـن قلـب قلـبي قلبَ حبّته
مُستلةً مِتعَ الدنيـا وحُبيِّها
هلاَّ تذكرتِ مغنىً كان يجمعنـا
فيـه الصفـا ولبانـاتٍ نقضيها
أيام كنا صغاراً لا الهوى وَلَعٌ
فينا ولا هاجس في النفس يغويها
مـا أنـسَ لـم أنسَ يـوم العيد رقصتنا
جذلى وموق الرضى ثَرٌ تهاديها
روحٌ عليلٌ وريحانٌ تعِّبق مِنْ
فوَّاحهِ الساح نشراً في مغانيها
"يقصر عن هذه الساحة ومن فيها"،
فلا ليالي الصبا يوماً بعائدةٍ
ولا التمسك بالدنيا بمُبقيها
ولا التمني بمحمودٍ لذِي خلدٍ
آماله في ذرا العليا تناغيها
لا أبتغي منك إلا الطهر تكْرمةً
تزيد في النفس تقواها وتُغليها
إذا أنتِ من مَحتدِ الأمجاد نابتةٌ
وعفةُ الطبع من منحاكِ عهْدِيها
ولي بنجواكِ سلوىً لا أطيب بها
نفساً ولا عاضني عنها تناسيها
وربما أنّ مأسورٌ لآسره
مستعطفاً من صباباتٍ يعانيها
وقال والقلب يغلي منه مِرْجَلُهُ
كقلب شيهانةٍ تاهت مرابيها
أو خفق قلب قطاةٍ يوم عاصفةٍ
رفَّت قوادمها تحمي خوافيها
يا مُنْيَة النفس بُوحي غير آبهـةٍ
أو أجمِلي القول تلميحاً وتنويها
عما تكنِّينه ممـا نحس بـه
من لوعةٍ في زوايا الصدر نخفيها
فكلنا في سَفينٍ أنت قائدهـا
في لُجِّ تيَّارها تُلوِي مراسيها
صرَّتْ عليها غوادي الريح عاتيةً
حتى استحال اجتلاءٌ من أعاليها
مُستعبر الَيِّم نحو القاع يجذبها
دُوَّامُهُ واصطفـاق الموج يُعليها
فانثل من عزمها ما كان ملتئِماً
وعضَّ إبهامـه مـن كان يحميها
وقال ربُّانُها والموج يُرْقِصُهـا
رباه قرِّب لنـا أرضـاً ندانيها
جُلُّ المفاهيـم للحُـذَّاق ماثلـةٌ
تُبدِي بواطن أُخراها أَواليها
ما كلُّ من يعرف الفُضلى يفوز بها
ولا مُقوِّضُ أركانٍ كَبَانيها
نفسي فِدىً لكريمٍ ظل مبتهلاً
ما أُوصِدَتْ بابُـهُ مِنْ دونِ آتيها
مخلوقةٌ كفهُ للقاصديـهِ نـدىً
كأن سائلهـا المعـروف معطيها
 
وهذه حُلم، وهي (حلم).
قال المتَّيمُ حينما برقـتْ لـه
لحظاتُ أُنسٍ في الزمان الأولِ
حين استعاد من الشباب أعَـزَّه
ذكرى وأطربـه صداحُ البلبـلِ
يا رُبَّ ناعسـةِ الجفـون طريَّةٍ
عجزاءَ ضامرةِ الحشا لم تَحْبُـلِ
أحفت ملابُسها ثمارَ نُهودِهـا
مزمومةً لماَّ تِلنْ للأسفلِ
وإذا تناوحت الرياح ثيابها
من فوق ردفيهـا كأن لم تُسدلِ
في روضةٍ ريمُ الظبا أُلاَّفُها
تلهو منعَّمةً وذات الأيطُلِ
يا حسنهـا في عنفوان شبابهـا
تختال في عَرَصَاتِها بتدللِ
نظرت لعاشقهـا بعـيٍن صبَّـةٍ
رَمْقَ الخجول حبيبهُ في محفلِ
يتناوبانِ اللحـظَ رمـزاً كلما
حان التفاتٌ مـن رقيـبٍ مقبلِ
ما بين بُعْد العاشقين وقربهـم
حالا تُّرقب جفـوة وتجمُّـل
قالت وقد طرق النّجيُّ خِباءها
ليـلاً محـاذرة العيـونِ العذَّلِ
يا من أودُّ لقائـه وتحوطـني
نظراته الحرَّى كرمقِ الأحولِ
حذر الوشاة الشاهرين رماحهم
متحفّزين لمغمزٍ ذي مدخلِ
تدنـو نفاقاً للبطاح جباههم
مترقبين لمغنم مستعجلِ
ويصعرون خدودهـم بوقاحةٍ
ودناءةٍ فور انتهاء المأملِ
أوَ مَا رأيت من العشيرة واقفاً
أو ماشياً بين المسالك يجتلي؟
يا ويحنا لو أنهـم ظفِـروا بنـا
وتعقَّبوها فواتنا أو تنجلي
فأزال وحشتهـا وحـلَّ لثامـهُ
ومشى وئيداً فوق صُمِّ الجندلِ
ودعـا بها وقد استثارهما الهوى
أن أسعدي بالابتسام وعجِّلي
فتجاذبـا كأس الغـرام صبابةً
في واحةٍ أزهارُها لم تذبلِ
حتى إذا لاح الصباح وفوجئـا
بجلاءِ مـا لم يرغبـا أن ينجلي
أفضت دموعها بما أخفى الحشا
وانسلَّ في حـذر القطـا بتمهُّلِ
ما راعه إلا انتباه عيونه
من رقْدةٍ أحلامها لم تكمل
فغدا يقول وقد تملَّكـه الأسى
وانتابه زَمَـعُ الحصـيرِ المعْول
يا ليتني لم أنتبـه مـن نومـتي
مستكملاً أمل الشفوق المرقلِ
أوَهكذا الأحلام تطرق في الكرى
وكأنها حصلت ولو لم تحصلِ
يا صاحِ إني كلما حمـل الصَّبَـا
ريَّا الخُزامـى عُبِّقّـت بقرنفلِ
طفح الخيال محلِّقاً في أفقهِ
بين المجـرةِ والسمـاكِ الأعزل
تتجاذب الأفلاك صرح مُقامهِ
نشوى بجيرةِ منتداهُ الأجملِ
وإذا النجوم الزُهر صِرن وسائلاً
لمثابرٍ يرنو إليها من عَلِ
أدنى القصيَّ سُراه فوق مجرةٍ
تُفضي به مِنْ أفضلِ في أفضلِ
حازتْ يداه المكرمات سجيةً
موهوبةً مِنْ بارئ متفضل
يطغى أمير شعورهِ في شعرهِ
مسترشداً في سبكه بالأمثلِ
أضفى الله عليه من رحماته عزماً
تُهَدُّ به شعاف الأجْبُلِ
سبحانك اللَّم من متصرفٍ
تحمي العبادَ من الخنا أو تبتلي
اختمْ لنا بالصالحاتِ ونجنّا
يوم اللقا من خِزي ذاك المحفلِ
 
وهذه قصيدة بعنوان:"شجا قمرية"
أقمريةَ الوادي أقمتِ مناحةً
على نخلاتٍ مرجحِّنٌ جريدُها
فأشجيتني بالشدوِ في رأدِ غدوةٍ
وأزرمَ من دُور المحلة غيدها
كأن الرُبا لما صدحتِ بعبرةٍ
يطِّبق أفقِ الخافقْين نشيدها
مآتمُ حربٍ لايني من بساحها
نحيباً ولا يُسطاع عدّاً حصيدُها
كفى ما بحجلاتِ الِحمى من تأوهٍ
وحُرقةِ حزنٍ لا يريمُ شديدُها
أقّلي من اللحنِ الحزين بخفضهِ
لعلا التناسـي بادّكـارِ يفيـدها
وإلا فإني سوف أشكو شجيةً
تَقَارعَ عبرَ الوادييْن قصيدُها
ويا رُبَّ ذات الدلّ عنقاءَ
برْزَةٍ حصانٍ كفاها مُبتغاها عميدها
تصدَّتْ لِذي المال الكريم تخيّراً
وصدَّ عن الوغد المقتِّر جيدُها
فظلتْ تداوي بالرُقَى من تريده
وظلَّ يقاسي لوعة من يريدها
فباتا وكلُّ همهُ في مُراده
يناجي نجوماً ليس يبلى جديدها
إذا ما تجافى متعبَاً عن وسدِه
يفكرُ في ريحانةٍ يستقيدُها
أحاطـتْ به اللأْواءُ من كل جانبٍ
وحوَّمَ في آماله يستعيدُها
يكابـدهُ ناراً في حشاهُ من الجوى
تجنَّي لياليهِ الَحبالى يَزيدها
وينفـث بيين الحـين والحـين زفـرةً
تضورَّ ثَكلى قيد عنها وحيدُها
يقول وقد تاقـتْ مـن الوجدِ نفسهُ
وتاهتْ أمانيهِ وأوْدى عتيدُها
ألا ليتَ شِعري هل أبيتُ على الطوى
حريبَ الكرى مُردَى السُلامى حريدُها
ولي عند من تهواه نفسي وسيلةٌ
متى قربتني حوله هلَّ عيدُها
كأني وقد أشفَتْ على النقبِّ مقلتي
وفي الربعِ ميمونُ السجايا حميدُها
وحيدٌ هَمَتْ عيناهُ من فقدِ أهله
كما هاجَ مِقلاةَ الصقور فريدُها
تَرفُّ جناحيها مع الدُّوِّ جهدها
مخافةَ قنَّاصٍ شطيرٍ يصيدُها
متى ما تناءتْ عـن خيالٍ تهابهُ
أطلَّتْ على قومٍ قليلٌ شريدها
وقالتْ وفي أعماقِها ودُّ مُنفقٍ
ينازعُهُ طبعَ السخاءِ وليدُها
دعُوني من الآمالِ إن لم أفزْ به
فسيانِ عندي وعدُها ووعيدُها
كأن على نـارِ الغضـا ظـلَّ قلبها
شُواءً من الأعراقِ يَنْدَى صديدُها
حنانْيكْ ما أحلى التدرُّعَ بالتقى
وأحلى انهماكَ الناس فيما يزيدُها
وما كل من يُولي جميـلاً يَعُدهُ
ولا كُلُّ ما تهواهُ نفسٌ يزيدها
 
وهذه قصيدة بعنوان "عيون النرجس"
حدثيني يا عيون النرجس
عن رحيقٍ في رقيقٍ أملسِ
عن بريق في عيونٍ يختفي خجلاً
خلف الحجاب السندسِ
عن زهور الورد في أشواكهِ
نشْرُهُ منه المغاني تكتسي
عن خُزاما ساقها قطر الندى
تتلالى في الصباحِ المشمسِ
عن لقاءٍ في سويعات الصفا
نفحُهُ يجلو همومِ الأنفسِ
عن مناغاتٍ الصبايا رُتُّعاً
بين آرامِ الظباءِ الكُنَّسِ
عن مجاراة المهارى شُزَّباً
عادياتٍ في مجالٍ حَمِسِ
غادةَ الحُسنِ تَغَنَّيْ واحذري
عن تداني خادعٍ أو مفلسِ
عن تصافي ماكرٍ لا يرعوي
أو يرى منكوره في محبسي
وأسرِّي لا تبوحي بالذي
غرَّدْت منه طيورُ النورسِ
واعلمي أنّي حصيفٌ أقتفي
بالتُّقى نهجَ الهُداةِ الحُنُسِ
يا بني الصيدِ الأُلى نالوا العُلى
بالسُّرى عبر الظلام الِحْندِس
أمتي ما نام ذو ثأرٍ ولا
من له حقُّ لدى مختلسِ
عنوةً صهيون جاست دورنا
واستطالت بانتزاع الأنفسِ
مالأت بلفور بالمال وبالعهر
فـافْتاتَ بوعدٍ أقعسِ
واستباحتْ كلَّ ما حلَّت به
مثل ذئبٍ خاتل مفترسِ
ناصَرتهم أممُ الكفرِ ولم
نلق منها غير وعدٍ مُبئسِ
ما لدى الشرق ولا الغرب لنا
من فعال غير كتم النّفَس
حين طالبنا بحقٍ واضحٍ
واجهونا بقرارٍ شرسِ
أمتي ما أنتِ إلا غرةٌ
في جبين الدهر بالعزِّ القصي
إصنعي أمضى سلاحٍ وإذا
لبسوا أقوى وقاءٍ فالبَسي
بالقِوى والدين دُكِّي جيشهم
كبليهم بقيودٍ وافرسي
فاجئيهم بسلاحٍ قاصمٍ
تستعيدي مجد بيت المقدسِ
أرصديهم في ثنايا سُوحه
بغتةً مثل اقتصاص الهجرسي
خاتليهم في الزوايا والكُوى
وأفضخي هاماتهم بالأفؤسِ
بالمقاليع وجرحاً بالحصى
والمِدى في السوقِ أو في المجلسِ
واقذفيهم بسهامٍ ثِقَّفتها
الصبايا في كريم المغرسِ
من ذُرى كل بناء شاهقٍ
جهرة ًأو خلف بابٍ مُترَسِ
كم تقلبنا على جمر الغضا
واجترعنا صابهم بالأكؤس
وعكفنا في متاهات المنى
بين وعدٍ ووعيدٍ مرمسِ
زعماء العُرب لما اجتمعوا
قرروا إعلانَ حربٍ النُكسِ
لو أطاعوا قولَ قرمٍ ناصحٍ
ساعِدوا في السرِّ جيشَ الحرسِ
 
(ذاك الملك عبد العزيز رحمه الله قال: لا تعلنوا الحرب على اليهود، إذا أعلنتم الحرب أتتكم دولٌ أكبر منكم، ساعدوا الفلسطينين بالمال والسلاح والمؤن وهم أدرى ببلادهم ويكفونكم اليهود) فلم يطيعوه، والشكوى لله، أمرٌ مقضي.
لو أطاعوا قولِ قرمٍ ناصح
ساعدوا في السرِّ جيشِ الحرسِ
لاستبانوا رأيهم قبل غدٍ
مستنيرين برأيي الكِّيسِ
 
إخوتي الأكارم: يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن مِنْ أحسن ما يؤتاه الرجل الأبيات من الشعر يقدمها بين يدي حاجته، يستعطف بها الكريم، احتجنا لسجاد الإنسان لما يطلب الشيء للصالح العام يكون مرفوع الرأس ويكون جريئاً في طلبه لا يستحي فهو يقدم مطمئناً فاحتجنا إلى سجاد لمسجد جامع مجاور لبيتي فوجهت لوزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله ووفقه - وأبشركم أنه عالم جليل مطلع حضرت له أمسية لدى الشيخ عثمان الصالح فأعجبت به أيما إعجاب كما أعجب به الآخرون، متعه الله بالعافية وزاده توفيقاً - قلت:
يا ابن الذي أحيـا شعيرةَ أحمدٍ
من بَعدِ غُربتها بساحٍ فَدْفَدِ
أخْنى عليها جهلُ جيرةِ أهلِها
فتمايزت بتقهقرٍ وتبلُّدِ
حتى إذا راشَ الإلهُ جَناحَها
بدُعاةِ إذكاءِ الفعالِ الأحمدِ
صعدتْ إلى الجـوزاء حـذوَ مدارهـا
مجتازةً حُجبَ الظلامِ الأربدِ
عهديكَ يا ابن الشهم موقفاً
لأخٍ قنيصٍ للمحامدِ مرشدِ
نهضتْ به تلقاء بابكَ عزمةٌ
تُبدي مُؤمًّلها لشهمٍ أمجدِ
نتَخذَ التَّعاونَ والتواصلِ نحلةً
ميمونةً تسعى لِعَمر المسجدِ
والعونُ في نخَُلِ الكرام سجيةٌ
يذكرون منهجها بكل تَودُّدِ
 
هذه الأبيات في 20/5/1420 هـ ثم أعطانا عشرين سجادة، فأضفت إليها:
أخا النبل ما أحلى الوفاقَ وأفضل
رحابة صدر المرءِ مهما تحمّلا
وليتك شاهدت السرور وقد بدتْ
بشائره تكسو الظهيرة جحفلا
غداة انتشى عُبَّادُ مسجدِ طرفةٍ
كأن لديهم يا ابُنمَ اليُمنِ محفلا
تجولُ بأرجاء المصُلى عيونهم
وقد قال مسؤول الإقامة حيعلا
أحاطوا بسجادِ الصلاةِ تبجحاً
بها حينما غطت مفارش سُمَّلا
فإن زدتها تسعاً ففيها كفايةٌ
تجدني بمسعى نقلها متكفلا
ولا كانتشاق الطيب من عودِ عنبرٍ
وذو الفضل يُعطِي باسماً متهللا
 
وهذه في (18/6) فسافر إلى مكة دون أن أدري، فمضى يومان ولم يأتني جواب فكتبتُ:
تخيرتُ أسبابَ الرضا فذكرتها
لأن لكم عندي مقاماً مميزا
وأبديت ما ضمت خفياً جوانحي
لمأربِ خـير دَرْكُه ليس معجزا
إذا المرء لم تختص بالنفع نفسهُ
تسنَّمَ أبراجَ الكرام مُعززا
أبا النجـل لا خاب الرجـا بمحمدٍ
أقلني عثاري واجعل الرفد مُنجزَا
فلست بسأَّالٍ يرومُ نقيصةً
ولا مدلجٍ في حالك الليل قد غزا
وهبتُ لتحقيق المكارم قدرتي
فبـوأتُ أقدامـي على الرحلِ مغرزا
ومن دأبهُ نيلُ الفخار يَفُز به
وما رامَ مِنْ رفدِ الأكارمِ أن أحرزا
 
فأعطانيها، فكتبت الأبيات التالية في (20/6).
عَنوت لأُبدي الشكرَ عما لقيته
خلال زياراتٍ حدتني أمورُها
ومالي لا أعنُ ومنكم عنايةٌ
تجلَّت فحلاّ شجوَ نفس سرورُها
رأيتُ اويادي الغُرَّ تسمو كأنها
منارةُ ميناءٍ يُشعْشِعُ نورها
هنيئاً لِمُشتامِ الفخار سَمَتْ بـه
أريحيةٌ يذكي جداها حُبورها
فلن يعـدم المسـدي جميلاً معـزةً
وفخراً ومِنْ نفسِ المُجازي شُكورها
وما العلـمُ والأخـلاق إلا فضائـلٌ
نمتْ في نفـوس الأكرمـين جـذورُها
 
إي وربي إنه صحيح، أما هذه فأبيات عنّتْ لي عن مضيفنا كرمه الله.
صاحبا حقبة الصبا أنبئاني
عن أَماسٍ في عمقِ ذاكَ الزمانِ
عن ليالٍ أبليتُ فيها طليقاً
صَفْوَ عمري أفرِي جبال الأماني
لا تضنَّا بما يزيد اجتلائي
عبرَ إطلالتي رؤى تَحْناني
علَّني أستعيدُ صفحة عُمْرِ
عطَّرتْها خمائلُ الأقحوانِ
صفحةً خطت العزيمة فيها
أحرفاً سطَّرت جِماعَ التفاني
 
يجوز النصب ويجوز الرفع.
كلما سابقت بمَعْدى التباري
للمعالي فازتْ بكسبِ الرهانِ
حفَّزتها مناهلُ الطُّهر والعزم
لنيل المُنى ومقت التواني
هِمةٌ خامرتْ وشيجَ فؤادي
فانبرى يجتبي مِلاحَ الجُمانِ
فالتباري فيما يعودُ على الناسِ
بخيرٍ ضربٌ من الإحسان
والتماري بفُضليات المعالي
كاحتمال الأبطال حرَّ الطَّعانِ
يجتبيها أُلو النُهى باقتدارٍ
لتهادي أزكى الطباعِ الحسانِ
يفرعُ المجدَ حاذقٌ ألمعيٌ
لوْذعيُّ الصفاتْ ثبْتُ الجِنانِ
كلما دبَّتِ الخطوبُ توارتْ
خشيةً أن ينوشها بالسِنانِ
إنما العمرُ يا أحبةُ فخرٌ
للعِصامي وخيبةٌ للهِجانِ
إيه عبد المقصود يا أيها الشهم
الرِبحلُ السَّبَّاقُ في الميدانِ
تفرعُ المجدَ في مجامعِ الأدبِ الأهـوى
لِحوزِ الحظُا ونيْل الأماني
شرُفتْ جدةٌ بُسكناكَ فيها
بَلْهَ أُمّ القرى إلى الظهرانِ
وتباهت شقراءُ حين اجتبيتم
من بنيها بَرّاً بها غيرَ وانِ
آهِ لو كان ربعُ شقراء قريباً
لازدهى جِيدهُ بِعقْدِ الجمانِ
واكتست قارةُ الجدودِ بريقاً
ضاءَ خَلَّ النَّقا وباقي المغاني
بين دِعْصِ الملحا ومشفى طويقٍ
أربعٌ ذابَ حبُّها في جناني
يُحفَرُ المجدُ في الصخور ليبقى
وقلوبُ الرجالِ كالصُوَّانِ
وبطون الأسفار كنزٌ مكينٌ
لا يُضاهى ما أشرق النيِّرانِ
والتَّعِلاتُ في التفاضلِ عجزٌ
كالتنحى إبَّانَ وخز السِنانِ
سنةُ الله في الحياة فَراقٍ
في الأعالي وهابطٌ في الهـوانِ
فُزتِ بالنُبلِ يا عروس نزيلاً
في رُباكِ المخُضلِّ بالأفنانِ
دارُ عبد المقصود أحيتْ عُكاظاً
وأعادتْ شادي بني ذبيانِ
ها هنا رنَّتْ القوافي سِجالاً
ها هنا كُرِّمتْ مِلاحُ المعاني
كيف لا والألحانُ يفخرُ قُسٌّ
بشذى عطرِ سبْكِها المزدانِ
أيها الخارقُ الذكاء إياساً
افتخرْ فابن خوجةٍ في المكانِ
إيهِ يا أيها الرفاق تحلّوا
و تملّوا بالوابلِ الهتَّانِ
مكرمات الرجال يُهدي شذاها
نفحَ وردٍ من وارفٍ فينانِ
إيهِ عبد المقصود يا خيرَ د اعٍ
لأماسٍ في معمرِ الأقحوانِ
لا أراني أُوفيكَ حقكَ لكن
ملءُ صدري ما لم يقله لساني
أمهاتُ القريض أوْلَتْك قبلي
قِممَ الشدوُ عذبةَ الألحانِ
هات يا قلبُ ما يزيدُ التباهي
بالتناهي إلى تهادي التهاني
فالمباهِي مهما أجاد حسيرٌ
والمناجِي أغراه شدو الأغاني
فلتاتٌ الزمانِ ترفدُ أهلَ
الفضلِ بالفخر ماثلاً للعيانِ
لا ينالُ العُلا سوى حاتميٍ
يرخصُ المالَ في مجال الرِّهانِ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود: جزاك الله خيراً.
الشاعر عبد الرحمن: نزرٌ مما نُكِنّ يا أخي العزيز، نزرٌ مما نُكِنُّ.
الشيخ عبد المقصود: يا سيدي الفاضل أسبغت علي الكثير مما لا أستحق اللَّهم اجعلني خيراً مما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون، ليس لي أن أقول غير ذلك فما ألبسني إياه أستاذنا الفاضل من ثياب فضفاضة تعيق كل الكلمات الشاكرة لنبل فضله وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني على هذا الطريق، طريق الخير لخدمة هذا الوطن، ومهما قدم أيٌ منا فما يقدمه إلا جزء من الواجب، فالاثنينية منكم وبكم ولكم ومعكم، ولا أسال الله سبحانه وتعالى إلا الثواب لكل من أسهم ولكل من تفضل ولكل من كرمنا فكُرِّم وشكراً لكم على حسن الظن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- أشكر وصولك ومشاركتك وإطراءك الله يعظم أجرك ويسلمك ويبارك فيك، المودة ثابتة والحمد لله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :509  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.