شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تداعي الجسم
تداعى الجسم وانحلّتْ قُواهُ
وضاق اليوم من عُمرِي مَداهُ
كأنّي سوف أُبصر عن قريب
يداً للموت، لا شُلّتْ يداهُ
دعاني للفناء فخفّ روحٌ
حثيث الخطْو لبَّى من دعاهُ
وألقى عنه آصاراً ثقالاً
وأنَّ له من النوم انتباهُ
* * *
على متْن الأثير سرى طليقاً
وليس له زمان واتجاهُ
تحرّر من مكان ذي حدودٍ
ومن زمن تقيّده خُطاهُ
وأفْلتَ حيث نهرُ الحب يجري
وحيث نعيمه دانٍ جَناهُ
يرى ما لا يرى الراؤون حسْناً
بحيث الطرفُ يحسُر لا يَراهُ
ودقَّ عن التخيّل واستطابَتْ
له أنَّا تغازُله مُنَاهُ
* * *
فيَا روحاً تحمَّل غير قالٍ
وحقق في الخلود له هَواهُ
تذكرْ جسمك الملقى برمْسٍ
عتت أحجارُه وقسى ثَراهُ
قد انشعبت عناصرُه وعادتْ
كعودة غائب طالتْ نَواهُ
تجِدْ منه بقايا ذات شأنٍ
تذكرِ غافلاً ما قد سَلاهُ
تَجِدْ في الزهر وهو يضوع نشراً
ويرقُصُ في كمائمه نَداهُ
تَجِدْ في الورد ممتنعاً بشوك
وإنْ لم يمتنع منه شَذاهُ
تجِدْهُ في إناءٍ من زُجاج
ومن طين طواهُ ما طَواهُ
بقايا الحَطْمِ من جسم هزيل
ضعيف الحَول عاجلَه رَداهُ
يحلّلها الترابُ ويحتويها
ليمنحَها النبات وما غَذاهُ
* * *
وقال القائلون.. أَماتَ حقّاً؟
نَعَمْ والحُزْن جفّت مقلتاهُ
وأُنسيه صديق قد رثاه
وأهْملَه حبيب قد بكاهُ
وطاب الضحكُ مِنْ بعد انتحاب
وزال الغيْمُ من جوّ غشَاهُ
وبدلت التعازي بالتهاني
وكلٌّ دبَّ فيما قد عنَاهُ
وما للميْتِ شيء من عزاء
وقد خلتِ البسيطةُ من حداهُ
وأمسى كلُّ قلب يحتويه
ويَنفي طيفه فيما نفَاهُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :431  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 148 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج