صَدَح الطير لحظةً فوق أغصا |
ن لِدانٍ وقال قولاً عجيبَا |
قال يا ليتني تلبثّتُ في الرو |
ض وحوّلته فضاءً رحيبَا |
أنا في ذلك المقام الذي أحْيَا |
به طائِراً غريباً مريبَا |
حركاتي مرموقة تبعثُ الشبْهةَ |
حولي وتستثير الرقيبَا |
وإذا رجّع الصدى نغمي الحلوَ |
ترامى به هزيلاً كئيبَا |
وإذا طُفتُ حول غصنٍ أحييه |
رمى زهره وأبدى الشُحوبَا |
وإذا ما يممْتُ جدول ماءٍ |
أنفُضُ البثَّ عنده واللُّغُوبَا |
حوّل الماء -وهو عذب- أُجاجاً |
والخرير الجميلُ أمسى نعيبَا |
وبدتْ منه صفحة هي كالمر |
آة كدراءَ قطّبتْ تقطيبَا |
والأليفُ الذي يناقلُني الشدْ |
وَ حزيناً ما شئته أو طروبَا |
شطَّ عني مزارُه فتخلفتُ |
أقاسي عيشاً مملاًّ رتيبَا |
والضياءُ الذي يبث حواليَّ |
نفوساً شفّافةً وقلوبَا |
يتهاديْن في خضمّ من اللأْ |
لاء يلعبْن جيئةً وذُهوبَا |
آضَ ليلاً تطير فيه الخفا |
فيش وتوحي إلى دُجاه النحيبَا |
والفؤاد الذي أخالصه أمْسِي |
وأُلقي إليه سرِّي الرهيبَا |
عاد خصماً يذيع سرّي جهاراً |
ويوالي التشهيرَ والتعذيبَا |
* * * |
الربيع الجميل حارَ خريفاً |
والمليءُ الحفيل أمْسى سليبَا |
وعلى الروح أُوصدتْ ألف باب |
تتحدّاه أنْ يطيقَ الهروبَا |
وشبابي نضْوته خَلَقاً رثّاً |
وقد كان أمْسِ غضّاً قشيبَا |
وترانيمي الكواعب أصبحْنَ |
على طول ما يُعانينَ شيبَا |
ولقد كنتُ طائراً يألف الضو |
ءَ ولا يألف الدجى الغربيبَا |
وأنا الآن لا تطيقُ جفوني |
رؤيةَ النور نازحاً أو قريبَا |
قابعٌ في غَيابة من ظلام |
أُوجس الخوفَ أو أَعد الذنوبَا |
تترامى حولي الوساوسُ والأو |
هام تشتدّ أو تدِب دبيبَا |
* * * |
أخْفقتْ في الطلوع شمسُ حياتي |
ليتَها آذنَتْ إذَنْ أَنْ تغيبَا |