ونجم بعيد الأفق يهريق ضوءَه |
على عالم يلقاه بالبسمات |
إذا استشرفت عين لرؤيته نبت |
وتاه بها فيض من السبحات |
تنورته وهو السحيق مكانه |
بِذِهن كثير اللحظ واللفتات |
إذا هجع السمار أرسلت نحوه |
لواحظَ عين غير ذات سبات |
نأى ونأى مني على الرغم جانب |
وما النأي بالمجتث جذر نباتي |
لئن شط عني، إن بيني وبينه |
أواصرَ حب وارتباط صلات |
وإني لموقود بحزن مخامر |
وما استطعتُ منه أن أبث شكاتي |
وفي النفس ما فيها من البشْرِ والمُنَى |
وفيها عقابيل من الحسرات |
* * * |
رأيتك يا نجمي فهلا رأيتني؟ |
وكيف تراني في قرار فلاة؟ |
فأرهفت إحساسي وذكرتني هوى |
قطفت جناه في ربيع حياتي |
وأسقبت لي حلماً أراه على المدى |
عصيا فعاد الآن جِدَّ مؤاتي |
ورفَّ على قلبي خَيالٌ محبب |
رَقيق الحواشِيْ، ذو نَدَى وشِيَاتِ |
يُطيفُ به حتى يعاوده الرِّضى |
ويطبع آلافاً من القبلات |
منحتك من شعري بواكيرَ غرسه |
وأهديتك المختارَ من خطراتي |
وقال أصيحابي: لقد فاتك الهوى |
"ألا ربَّ شيء عاد بعد فوات"! |