شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشروع القرش
حجر أساس النهضة الاقتصادية (1)
الآن وقد ظهر هذا المشروع الوطني الكبير إلى حيز الوجود بعد أن كان إلى عهد قريب، فكرة من الأفكار؛ نظرية من النظريات؛ وحلماً من الأحلام.
الآن وقد ظهر مشروع القرش وعملت سنة التطور عملها المحمود في خلقه وإبرازه إلى ميدان العمل والتنفيذ.
الآن وقد أصبح موضوع المشروع موضوع تفكير في خير الطرق وأنجع الوسائل لاستغلاله والاستفادة منه -فقد أصبح لزاماً أن يساهم في هذا التفكير كل من يرى في نجاح هذا المشروع الحيوي الجليل رمزاً من رموز القوة والمنعة لهذا الوطن المحبوب وتحقيقاً لأمنياته السعيدة وآماله القومية الكبرى!
فأولاً، ما هي الغاية المتوخاة من مشروع القرش هذا؟ أهي مجرد التطوع لجمع القروش في الأعياد والمناسبات المقررة لذلك؟ لا ليست هذه هي الغاية من هذا المشروع كما نفهم ذلك جميعاً -وإنما غايته الوحيدة هي خلق النهضة الاقتصادية لهذا الوطن والسعي لجعلها قوية ناضجة شاملة لكل فروع الاقتصاد الصناعية والزراعية والتجارية، لكي تصل هذه البلاد إلى تلك النتيجة التي سبق أن وصلت إليها سائر البلدان الناهضة الأخرى، ولكي لا تظل -ونعني هذه البلاد- عالة إلى الأبد -كما هو الحال الآن- على اقتصاديات الخارج ومحصولات الخارج ومنتوجات الخارج، ولكي تستطيع أن تقف على قدميها مرفوعة الرأس موفورة الكرامة مستغنية عن سواها في كافة حاجياتها لا فرق في ذلك بين ما هو ضروري وبين ما هو كمالي من هذه الحاجيات.
هذه الغاية الإصلاحية الكبرى هي غاية مشروع القرش الذي طالما قرأنا عنه في صحفنا شتى التفاصيل، وهذه الغاية نفسها هي غاية كل الأمم وكل الشعوب، بالأخص في هذا العصر الحديث الذي ما أحرانا أن نسميه (عصر الاقتصاد) فقد أصبح الاقتصاد فيه شغل الأمم الشاغل، وأصبح الاقتصاد فيه محو كل الحوادث والشؤون، بل أصبح الاقتصاد الطابع الوحيد الذي يتسم به هذا العصر العجيب، وحقاً ليس هذا بالأمر الشاذ وليس هو بالشيء الغريب؛ فلم لا يكون الاقتصاد كذلك وهو مدار الحياة! ولم لا يكون الاقتصاد كذلك وهو (ترمومتر) القوة ومعيار العظمة والجهاز العصبي لجميع الأعمال؟
إن الأمة متى تستطيع أن تنتج كل ما تحتاج إليه أو أكثر ما تحتاج إليه، هي الأمة الغنية القوية والناجحة، ثم هي بعد ذلك وفوق ذلك الأمة المحترمة المرموقة من جميع العالم بكل نظرات الإعجاب.
وهذا ما وصلت إليه أمم أوروبا اليوم وسابقها في تلك الأمم النائية في العالم الجديد وراء الأتلنتيك وتكاد الأمة الشرقية الفريدة الفائزة في هذا المضمار هي (اليابان)، أما أمم الشرق الأخرى وفي طليعتها مصر والعراق وتركيا وإيران فجميعها اليوم على الأبواب.. وجميعها اليوم تبذل كل جهودها الجبارة من أجل الوصول إلى هذا المطمع والحصول على الفوز في ميدان السباق الاقتصادي إن صحَّ هذا التعبير.
أما نحن فقد بقينا مع الأسف الشديد في مؤخرة كل هذه الأمم وإلى الآن لا تزال حياتنا الاقتصادية كما كانت منذ القديم؛ إلى الآن ما زلنا عالة على سوانا في كل شيء كما سبق التنويه؛ فلا زراعتنا تطورت عما كانت عليه وأدخل عليها ما أدخل على زراعات العالم من مختلف وسائل التحسين والتنويع، ولا صناعتنا ظهرت في عالم الوجود.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 72
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.