شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(9) ابنتي الحبيبة شيرين
عندما تكون حياتنا تحقيقاً جاهزاً لكل ما نريد.. نسقط في هاوية التفاهة والملل والتجرّد من المعنى.
الأشياء الصغيرة، المثيرات، المنغصات، البعوضة التي تطن، وتتنقل.. وتزعج.. ويفور لها الدم.. وتهتز الأعصاب..
النظرة الجامدة.. أو القارصة.. والكلمة المازحة.. أو الجادة.. المسمومة التي تخدش العصب أو تشده.. البسمة الحاقدة.. أو الحاسدة.. أو الكاذبة.. أو المنافقة..
هذه أمثلة للأشياء الصغيرة التي تسمم الإحساس وتولد المرارة. ولكن باختصار لماذا؟ لماذا لا تتكفل ضحكة السخر المهذبة أو كلمة الازدراء المغلَّفة.. أو نظرة الحنو الساخطة، بتحويل المشهد إلى كوميدي؟!
أخشى أن تكوني في حالة توتر من أشياء تدور في ذهنك.. فتضعك في حالة توتر، تجعلك على استعداد لتفسير أي شيء تفسيراً خاطئاً.
دعي كل شيء مزعج يمر كأنه لم يكن.. تحتاجين إلى السيطرة على نفسك لتتعلمي هذا..
نحن لا نستطيع العيش بلا طعام.. والطعام لا يأتي بلا عمل.. والعمل لا يمكن بغير سلامة وقدرة..
إن لديك ما يكفيك من مشاغلك الخاصة، أعمالاً يومية متكررة ودراسة وتفكيراً، فلا تدعي لاتصالك بالآخرين ما يصرفك عن مشاغل حياتك، ولا تجعلي لكلمات الآخرين أي تأثير في نفسك وفكرك وأعصابك.. دعي كل شيء يمضي ولا تعيريه التفاتاً، لكي تتجنبي التعرض للشعور بالإرهاق..
لا أود أن أطيل عليك أيتها الحبيبة..
قبلاتي وإلى اللقاء.
والدك
حمزة شحاتة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :489  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 99
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.