شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فلسفة حائر
يا شُعاعاً! يَلوحُ في ظُلمَةِ اليَأ
سِ ويَخفَى، ماذا يُطيق البَصيصُ؟
لستَ إلاّ وَهماً يُراوِدُ عَينَيَّ
وَيَعيا بكشفِهِ التَّشخيصُ
أو شِراعاً أعيَته ثائرةُ المَو
جِ، فَصَدرٌ يَطفُو، وعَجزٌ يَغوصُ
يا لَنَا طائِرَينِ رِيعَا عن الوَكْـ
ـرِ فَهَاما، واللَّيلُ داجٍ عَويصُ
فَهُما في الظَّلامِ داعٍ مهيضٌ
لِسَليمٍ، جَناحُه مَقصوصُ
* * *
ما أرى في البَقاءِ إلا عُلالا
تِ خيالٍ، مآلُها التَّنغيصُ
والرَّدى صائدُ النُّفوسِ فما فَرَّ
كِناسٌ منه، ولم يَنجُ عِيصُ
فعلامَ العَناءُ يُضْنِي المُجِدِّ
ينَ، ويَصْلاهُ طاعِمٌ وخَمِيص؟
يا لَها رحلةً! بَرانا بها الجَهـ
ـدُ، ولكنْ قَد عَزَّ فيها النُّكوصُ!
* * *
يا مجالَ الأفكارِ! ضِقتُ بها خَطـ
ـواً وئيداً، فكيفَ كيفَ النَّصيصُ؟
أيّ عهدٍ هذا الذي غَلَبت فيـ
ـهِ على الحَقِّ سِفلةٌ ولُصوصُ؟
قال قوم: زمانُنا دونَ أزما
نٍ تَقَضَّت، وأعوَزَ التَّمحيصُ
إنَّما النَّاسُ، منذُ كانوا، ضَعيفٌ
لِقَويٍّ، وقانصٌ وقَنِيصُ
* * *
يا فَسِيلاً! قد غَصَّ بالماءِ رِيَاً
ثَمَّ نخلٌ، نَصيبُهُ مَنقوصٌ
قد شُغِفنا بالأعينِ النُّجلِ حُبّاً
وَسَبَت غيرَنا العُيونُ الخُوصُ
قال لي صاحبي: سَيَصلُح شأنُ النَّـ
ـاسِ، يوماً، فهالَنِي التَّخِريصُ
* * *
قَصّرَتْ من ثيابِها، فَعَنا المفـ
ـتونُ صمتاً، وأمسك التَّرخيص
جَنِّبينا، يا تلكَ، فتنَةَ أعضا
ئِكِ، فيما يَشِفُّ عنه القَميصُ
حَسبُنا فِتنةُ الأنوثةِ، شنَّتـ
ـها علينا شِباكُها والشُّصوصُ
شَهِدَ العقلُ أنَّ عَيشَ الخَليّيـ
ـنَ، على ما فَقِهتُ، عَيشٌ رخيصُ
* * *
سألتْ ما هو القضاءُ؟ فأطرقْـ
ـتُ طويلاً، أمَا هَدَتْها النُّصوصُ؟
وأُراني لو قلتُ شيئاً لأزرَى
بِيَ فِيهِ الإسهابُ والتَّلخيصُ
نحنُ، باللهِ، ساكِنينَ ومَاضِيـ
ـنَ، فماذا أرواحُنا والشُّخوصُ؟
أتَرى ما يُصيبُه من دُنْـ
ـياهُ أمراً قد كان عنه مَحيصُ؟
ما أصابَ القضاءُ منا غَفولاً
قبلَ حينٍ، ولا اتَّقاهُ حَريصُ
أيُّها المرتَجِي خُلوداً على الأر
ضِ، تَهَيَّأْ، فقد دَعَاكَ الشُّخوصُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :529  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج