شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون
مكة في 28 رمضان 1333 (يوليو 1915) (1)
لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر سلمه الله.
أقدم لجنابكم العزيز أحسن تحياتي الودية واحترماتي، وأرجو أن تعملوا كل ما في وسعكم لتنفيذ المذكرة المرسلة إليكم طيه، المتضمنة الشروط المقترحة المتعلقة بالقضية العربية وأود بهذه المناسبة أن أصرح لحضرتكم ولحكومتكم أنه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بأجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشتركة. ثم يجب أن لا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطيارات أو رجال الحرب لإلقاء المناشير، وإذاعة الشائعات كما كنتم تفعلون من قبل لأن القضية قد قررت الآن وإني لأرجوكم هنا أن تفسحوا المجال أمام الحكومة المصرية لترسل الهدايا المعروفة من الحنطة للأراضي المقدسة (مكة والمدينة) التي أوقفت إرسالها منذ العام الماضي. وأود أن ألفت نظركم إلى أن إرسال هدايا هذا العام والعام الفائت، سيكون له أثر فعّال في توطيد مصالحنا المشتركة وأعتقد أن هذا يكفي لإقناع رجل ذكي مثلكم أطال الله بقاءكم.
حاشية -أرجو أن لا تزعجوا أنفسكم بإرسال أي رسالة، قبل أن تروا نتائج أعمالنا هنا، خلا الجواب على مذكرتنا وما تتضمنه. ونرجو أن يكون هذا الجواب بواسطة رسولنا كما نرجو أن تعطوه بطاقة منكم ليسهل عليه الوصول إليكم عندما نجد حاجة لذلك. والرسول موثوق به.
(المذكرة)
لما كان العرب بأجمعهم -دون استثناء- قد قرروا في الأعوام الأخيرة أن يعيشوا وأن يفوزوا بحريتهم المطلقة، وأن يتسلموا مقاليد الحكم نظرياً وعملياً بأيديهم. ولما كان هؤلاء قد شعروا وتأكدوا أنه من مصلحة حكومة بريطانيا العظمى أن تساعدهم وتعاونهم للوصول إلى أمانيهم المشروعة، وهي الأماني المؤسسة على بقاء شرفهم، وكرامتهم وحياتهم.. ولما كان من مصلحة العرب أن يفضلوا مساعدة حكومة بريطانيا عن أية حكومة أخرى بالنظر لمركزهم الجغرافي ومصالحهم الاقتصادية وموقفهم من حكومة بريطانيا إنه بالنظر لهذه الأسباب كلها يرى الشعب العربي أنه من المناسب أن يسأل الحكومة البريطانية إذا -كانت ترى من المناسب أن تصادق بواسطة مندوبها أو ممثلها على الاقتراحات الأساسية الآتية:
أولاً- أن تعترف إنكلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين -أدنه، حتى الخليج العربي شمالاً ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة كما هي ومن البحر الأحمر، والبحر المتوسط حتى سينا غرباً، على أن توافق إنكلترا أيضاً على إعلان خليفة عربي على المسلمين.
ثانياً- تعترف حكومة الشريف العربية بأفضلية إنكلترا في كل مشروع اقتصادي في البلاد العربية إذا كانت شروط تلك المشاريع متساوية.
ثالثاً- تتعاون الحكومتان الإنكليزية والعربية في مجابهة كل قوة تهاجم أحد الفريقين وذلك حفظاً لاستقلال البلاد العربية وتأميناً لأفضلية إنكلترا الاقتصادية فيها.. على أن يكون هذا التعاون في كل شيء في القوة العسكرية والبحرية والجوية.
رابعاً- إذا تعدى أحد الفريقين على بلاد ما ونشب بينه وبينها قتال وعراك، فعلى الفريق الآخر أن يلزم الحياد. على أن هذا الفريق المعتدي إذا رغب في إشتراك الفريق الآخر معه ففي وسع الفريقين أن يجتمعا معاً وأن يتفقا على الشروط.
خامساً- مدة الاتفاق في المادتين الثالثة والرابعة من هذه المعاهدة خمس عشرة سنة. وإذا شاء أحد الفريقين تجديدها عليه أن يطلع الفريق الآخر على رغبته قبل انتهاء مدة الاتفاقية بعام.
هذا ولما كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق (والحمد لله) على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلفه الأمر، فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلباً أو إيجابياً في خلال ثلاثين يوماً من وصول هذا الاقتراح وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلق من الحكومة جواباً فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.
وفوق هذا فإننا نحن عائلة الشريف نعتبر أنفسنا -إذا لم يصل الجواب- أحراراً في القول والعمل من كل التصريحات والوعود السابقة التي قدمناها بواسطة علي أفندي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 249 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.