شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثورة خامسة للعلويين
وفي عهد جعفر هذا أطلت على مكة ثورة جديدة من سلسلة ثورات العلويين، بعد أن مضى على آخر ثورة قبلها نحو نصف قرن ولا تبدو خطوط هذه الثورة واضحة المعالم إلاّ أننا نستطيع أن نعرف أن اسم الثائر إسماعيل بن يوسف وأن نسبه يرتفع إلى الحسين بن علي بن أبي طالب وأنه تولى مكة بالتغلب في سنة 251 بعد أن هرب منها جعفر مهزوماً وأنه اغتصب ما في خزائن الكعبة من الأموال.
وبعد أن وطد الثائر لنفسه في مكة أقام بها خمسين يوماً، ثم زحف إلى المدينة فتوارى عنه عاملها، ثم رجع إلى مكة واستأنف حصارها حتى مات بعض أهلها جوعاً وعطشاً وبلغ الخبز ثلاث أواق بدرهم كما بلغ سعر الرطل من اللحم أربعة دراهم وشربة الماء ثلاثة دراهم، ثم مضى إلى جدة فاحتلها واغتصب أموال تجارها وأصحاب المراكب فيها، ثم وافى الموقف والناس بعرفة فأفسد فيها وقتل من الحجاج نحو ألف ومائة ونهب الناس فهرب الحجاج ولم يقف في عرفة أحد سواه وجيشه ثم بعد انفصاله من عرفة رجع إلى جدة مرة أخرى وعاث فساداً فيها.
وقد مات إسماعيل في عام 252 بالجدري وماتت ثورته بموته دون أن نعرف أسباباً أخرى واضحة غير الجدري (1) وفي السنة نفسها عقد الخليفة المستعين بالله لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة وباشر ذلك غيره.
وولّي مكة بعده محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين دون أن يباشرها. ويقول الفاسي (2) أن المعتز ولّى مكة عيسى بن محمد المخزومي ويذكر ابن الأثير أن المعتز أنفذه مع محمد بن إسماعيل بن يوسف العلوي آنف الذكر.
ثم ولّيَ مكة أحمد بن المنصور العباسي ويعرف بكعب البقر وولّي في خلافة المهتدي علي بن الحسن الهاشمي في عام 256 (3) .
ولما تولى الخلافة المعتمد العباسي كان أخوه الموفق يقيم في مكة في حكم المبعدين فقد نفاه إليها الخليفة المهتدي ففكر المعتمد في الاستعانة به فأرسل إليه يدعوه من مكة وولاه بوصوله بغداد الجزء الشرقي للمملكة بما فيه أرض الحرمين واستطاع الموفق أن يدعم نفوذه ويسيطر على أمور أخيه يعضده نفوذ الأتراك.
وإذا كان مؤرخو مكة مجمعين على اعتبار الموفق من ولاة مكة فالواقع الذي يدل عليه سياق التاريخ أنه لم يتولَّها مباشرة بل عقد له عليها فيما عقد له من بلاد الشرق في الوقت الذي ظل مقيماً بالعراق يهيمن على مقدرات الدولة العباسية وينيب عنه في مكة من يتولى إمارتها.
ويذكر ابن ظهيرة في الجامع اللطيف أسماء من تولى مكة في هذا العهد عهد المعتمد ولكن قرائن الحوادث تدل على أن هؤلاء الولاة لم يكونوا إلاّ نواباً على إمارتها لأن إمارتها ظلت معقودة للموفق طيلة عهد المعتمد ونحن نورد أسماءهم فيما يأتي: محمد بن المتوكل وقد تولاها سنة 257 وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل وقد كان في ولايتها نحو سنة 259 ويذكر بعض المؤرخين أسماء الولاة في صورة تخالف ما نقلناه مما يتعذر معه التحقيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج