شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تمهيد
رأينا في فصل سابق أن عهد الخليفة الواثق سنة 227 كان نقطة تحول انتقل فيها تاريخ العباسيين من عصره الذهبي إلى عصر الانقسام والفتن، والمطلع على حقائق التاريخ يعلم أن اعتماد المعتصم قبل الواثق على أخواله من الأتراك وإسناد المناصب العالية إليهم طبع الدولة من جديد بطابع الأتراك ومهّد لأصحاب الطموح منهم سبيلهم إلى السيطرة. فلما تولى الأمر الواثق سنة 227 كان نفوذهم قد شمل الدولة وبدأوا ينصبون من شاءوا من الخلفاء ويعزلون من شاءوا (1) .
وظل الأمر على ذلك مدة المنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر، بل تطورت الحوادث بمرور الأيام حتى زادت الفتن في عهد المقتدر، وتدخل في شؤون الدولة نساء القصر وخدمه (2) . وقد وصف البيروني في الآثار الباقية ((ص132)) الخليفة في عهده عام 440 فقال: إنه كان رئيساً للإسلام لا ملكاً، ثم خرج عليه مؤنس الخادم ونادى بسقوطه فبويع القاهر بالله في سنة 320 فما لبث أن ثار الجند وزادت الفوضى (3) .
ولاة مكة في هذا العهد: في ثنايا هذا الوهن الذي دب في جسم الخلافة ببغداد كانت مكة لا تزال محكومة للعباسيين أو إن شئت لأصحاب النفوذ من الأتراك في البلاط العباسي وقد تولى إمارتها بعد خلافة الواثق علي بن عيسى بن جعفر العباسي في سنة 232 ثم عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى العباسي في سنة 242 ثم محمد بن سليمان بن عبد الله الزينبي (4) ويذكر ابن جرير أن الزينبي حج بالناس في سنة 245.
وتولى أمر مكة في عهد المتوكل ابنه المنتصر ويبدو أنها كانت ولاية شرف وأن قائده إيتاخ كان ينوب عنه فيها (5) وقد ظل كذلك إلى أن قتل المتوكل سنة 247 ثم أعاد الخليفة المستعين بالله إلى إمارة مكة عبد الصمد بن موسى العباسي في عام 249 ثم عزله وولاها جعفر بن الفضل العباسي في سنة 250 (6) ولعلّ من الواضح أن جل الولاة السالفين كانوا من أمراء البيت المالك في بغداد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج