شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خلافة معاوية
ولما استتب الأمر لمعاوية بسط سلطانه على جميع الأمصار وشمل خصومه بكثير من عطاياه وحلمه وغير قليل من بأسه.. ووجد أنصاره في مكة والمدينة أن من الخير لمصلحتهم أن ينتقلوا بأسرهم إلى الشام وقد أحسن معاوية وفادتهم.
إمارة مكة في خلافة معاوية: كما أحسن العناية بشؤون الإمارة في مكة فولاها جماعة من أجلّة قريش وصفوتها، وقد اختلف المؤرخون في أسمائهم وتاريخ ولايتهم ولكن من الثابت أن أشهرهم أخوه عتبة بن أبي سفيان وأحمد بن خالد بن هشام المخزومي ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص.. وقيل أيضاً أبو عبد الرحمن أحد أشراف مكة وأجوادها وفصائحها، وعمرو بن سعيد بن العاص الأشدق وعبد الله بن خالد بن أَسيد (1) .
وقد حج معاوية في خلافته بالناس في عام 44 وكان على إمارة مكة عبد الله بن خالد كما حج بهم في عام 50 وتجلى كرمه كما تجلى حسن سياسته في كلتا الحجتين مما سنبسطه في حينه.
ولاية العهد ليزيد وعصيان الحجاز: وما كادت مكة تسلس قيادها لمعاوية وما كاد ساستها من بني هاشم وعبد المطلب وأولاد الزبير يخلدون إلى الهدوء والسلام رغبة في حقن الدماء أو براً بنعم معاوية في الشام أو رضاً بالأمر الواقع حتى ذر قرن الفتنة من جديد ولما تمض بضع عشرة سنة من خلافة معاوية.. فقد رأى المغيرة بن شعبة أن يخدم بيت معاوية فاقترح أن يعقد معاوية البيعة بالخلافة لابنه يزيد بعده فتردد معاوية ثم رضي بالفكرة وتحمس لها وكتب إلى الأمصار في شأنها فعارضه الحجاز دون أكثر الأمصار (2) فكتب إلى عامله في المدينة مروان يأمره بأخذ البيعة ليزيد فقرأ ذلك مروان على الناس في المسجد فهاج القوم وماجوا وقال عبد الرحمن بن أبي بكر: ما الخيار أردتما لأمة محمد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية ((كلما مات هرقل قام هرقل)) وقام الحسين بن علي وأنكر ذلك وفعل مثله عبد الله بن الزبير وانتهى ذلك إلى معاوية في الشام فلم يأبه لهذه المعارضة كثيراً ومضى في عزيمته يأخذ البيعة ليزيد من الأمصار الأخرى.
جعل يأتلف الناس بالبذل ويداريهم بالحسنة حتى استوثق أكثر الناس ودان المبايعون له في الشام والعراق واستعصى عليه أمر مكة والمدينة بعصيان من ذكرت من المعارضين فيها فسار إليها بنفسه وقابل في المدينة رؤساء المعارضة فحاجوه وأغلظوا له، ثم دخل على أم المؤمنين عائشة يستعين بها عليهم فلم ينجح، فعزم على انتهاج الشدة وأخذ الأمر بالقوة الصارمة (3) .
وهنا نستمع إلى ابن كثير ليحدثنا قال: قال معاوية والحديث موجه إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر: إنه قد أعذر من أنذر أني أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذبني على رؤوس الناس فأحمل ذلك وأصفح وأني قائم بمقالة فأقسم بالله لئن رد عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه فلا يبقينّ رجل إلاّ على نفسه ثم دعا صاحب سيفه بحضرتهم فقال أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف فإن ذهب رجل منهم يرد على كلمة تصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفهما، ثم خرج معاوية وخرجوا حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يقضي أمر إلاّ عن مشورتهم وأنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوا على اسم الله فبايع الناس وكانوا يتربصون بيعة هؤلاء النفر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :432  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج