شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد المقصود خوجه في حواره مع (( أسواق العالم ))
الاثنينية جزء من عملي وليس كما يراه البعض (1) ..!
عرفناه على الساحة الصحفية والإعلامية منذ الصغر متواجداً.. وعرفناه على الساحة الأدبية باثنينيته متواجداً.. وعرفناه في مجال الوظائف الحكومية داخل المملكة وخارجها متواجداً ونعرفه على الساحة الاقتصادية بمشروعاته ومؤسساته.. متواجداً.. حملت إليه (( أسواق العالم )) كل هذه التصورات ليحدثنا رجل الأدب ورجل الأعمال.. الأستاذ عبد المقصود خوجه ليحدّثنا بنفسه حول هذه الحقائق والخط الذي أنتهجه في تعاملاته الاقتصادية والأسرية.. وماذا يقول عن رجال الصناعة والتجارة والزراعة والأدب.
وكان الحوار التالي..
الصحافة شجرة باسقة..
ـ هل لنا أن نعرف عن نشاطاتكم على ساحة الصحافة، والأدب، والاثنينية، والوظائف الحكومية، وعلى الساحة الاقتصادية؟
ـ ليس من السهل الخوض في جميع هذه المجالات بالتفصيل دفعة واحدة، ولكن لا بأس من طرح نقاط أو رؤوس أقلام.. فالصحافة بالنسبة إلي عشق قديم وهي امتداد لدور والدي عليه رحمه الله بصفته كان رئيساً لتحرير جريدة أم القرى ومديراً لمطبعتها في مكة المكرمة، في عهد مؤسس المملكة وموحدها جلالة المغفور له الملك عبد العزيز رحمه الله، ورغم صغر سني في ذلك الوقت إلا أن جلسات والدي مع نخبة مختارة من حملة القلم في ذلك الوقت والاهتمامات التي كانت تشكّل الطابع العام للجوِّ العائلي الذي نشأت فيه.. وبالتالي ما أحمله من حب للصحافة إنما هو فرع أوراق من تلك الشجرة الباسقة التي أحمل كل التقدير والحب لمرافئ الدفء التي كانت تحيط بها والرعاية الأبوية التي لقيتها من أصدقاء والدي بعد أن انتقل إلى جوار ربه وهو في شرخ الشباب.
تلك البدايات أسلمتني طائعاً مختاراً إلى دنيا الكلمة المسحورة، فكان عملي الحكومي في ذات النسق امتداداً للعشق الأول، فالتحقت بالعمل في الحقل الإعلامي وتدرّجت فيه إلى مرتبة مدير الإدارة العامة للمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قبل أن تصبح وزارة للإعلام، وهكذا تشبعت روحي بحب الكلمة وانتقل ذلك الحب من مرحلة الهواية إلى مرحلة ما يمكن أن يسمى بالاحتراف، وانتقلت وفقاً لمتطلبات الوظيفة إلى العمل في دمشق وبيروت مندوباً من المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر.. وهكذا تعرفت على كثير من الأدباء العرب في تلك الديار وتعرفت على غيرهم من مختلف أنحاء العالم العربي وتوثقت بيننا أواصر الود والصداقة.. وقد كان لهذه المرحلة أثر كبير في تكويني الثقافي والمعرفي وألقت بظلالها على مشاركتي في هذا الميدان.
أما الناحية الاقتصادية فقد شاركت بما أستطيع لخدمة الاقتصاد الوطني شأني في ذلك شأن كثير من رجال الأعمال الذين ساهموا ويساهمون دائماً في تطوير مجتمعهم وفق المعطيات الاقتصادية والإدارية التي تؤهلهم لتقديم ما يتطلعون إليه.
الأسس القويمة التي أقرَّها الدين
ـ عندما سلكتم طريق العمل التجاري.. فما هو الخط الذي انتهجتموه في تعاملكم؟
ـ العمل التجاري يحتاج إلى كثير من الصبر والمثابرة، يحتاج إلى حكمة السنين بالإضافة إلى كل حديث في مجال الاقتصاد والإدارة.. ولكن تبقى في النهاية الأسس القويمة التي أقرَّها ديننا الحنيف في مختلف المجالات ومن بينها مجال التجارة، تبقى النبراس الذي لا بد من الالتزام به والتقيّد بهديه في التعامل مع الآخرين ومع النفس قبل كل شيء.. مؤكداً أن المصداقية في التعامل، والأمانة، وشرف الكلمة، هي القواعد الذهبية التي يجب على كل مشتغل بهذا الحقل بالذات، وبمختلف الحقول، أن يهتم بها ويضعها نصب عينيه في كل آن وحين ليصل إلى التوازن المرغوب مع نفسه ومع الآخرين وحتى تكون دنياه خير معطية لآخرته.
الاثنينية تكريم للروّاد والأساتذة
ـ ماذا تمثل الاثنينية بالنسبة إليكم وسط الاهتمامات والمشاغل التجارية والسفر؟
ـ الاثنينية لها موقع خاص وسط كم المشاغل التي لا مفر منها.. وقد خصصت لها موسماً معيناً يبدأ عادة بعد انتهاء العطلة الصيفية في أكتوبر، ويستمر حتى قبيل رمضان، ثم تواصل مسيرتها حتى قبيل الحج، وتتوقف بعد إقامة أمسيات ملائمة لتكريم ثلة من الرّواد والأساتذة الذين لهم مشاركات تذكر فتشكر في مختلف مجالات العطاء الإنساني، سواء في الأدب أو العلوم النظرية والتطبيقية، وغيرها من الإبداعات التي تثري الحياة وتكسبها الألق والحلاوة والطلاوة.
لكل عالم نكهته
ـ من هم الأشخاص الذين أثروا في حياتكم أو كانوا لكم مثلاً أعلى؟
ـ يصعب تحديد أشخاص بعينهم واعتبارهم ذوي تأثير خاص، فكل أستاذ جلست إليه وتعلمت منه كان له فضل أو أفضال بقدر ما استطعت أن أفيد من علمه وخلقه وطريقة تعامله مع مختلف المعطيات.. وأحب أن أركّز على أن هناك أشياء لا يمكن تعلُّمها من الكتب فقط، بل لا بد من مجالسة هؤلاء الأفاضل والتعلم عن طريقهم أساليب التعامل مع الناس والمشاكل المختلفة التي تعتور طريق كل إنسان، بالإضافة إلى طريقة التفكير السليم واستخلاص النتائج من المقدمات.. فكما أن الحدائق مليئة بمختلف الورود والرياحين، كذلك العلماء لكل نكهته إذا جاز التعبير، ويبقى على المتلقي أن يستفيد الفائدة القصوى من كل واحد على حدة وبالتالي تتجمع لديه في النهاية حصيلة معرفية لا يستطيع أن ينسبها إلى شخص معيَّن وإنما هي خلاصة عدة تجارب ومحاولات تثمر في مجملها ما يتمتع به الإنسان من ثقافة وإدراك.. غير أنني تأثرت إلى درجة كبيرة بوالدي ومن بعده بسيدي الخال السيد محمود حافظ رحمهما الله.
الرجال ودورهم في الحياة
ـ ماذا تقول عن رجل الصناعة.. رجل التجارة.. رجل الزراعة.. رجل الأدب؟
ـ رجل الصناعة.. ديناميكية العلوم الحديثة لخدمة المجتمع عبر قناة الإنتاج وما يصبُّ فيها من روافد العمالة والاستفادة من المواد الخام والتخزين والتوزيع الخ.. إنها عجلة هائلة تحتاج إلى مهارات عالية لتدور وفق ضوابطها الخاصة حتى تؤتي أكلها، ورجل الصناعة هو الربان الماهر الذي يسيطر على هذه العجلة وروافدها.
رجل التجارة.. (الماكوك) الذي يبذل الجهد الفكري والجسدي ليربط بين القطاعات المختلفة كافة لخدمة المجتمع وتوفير كل احتياجاته ملتزماً بأخلاقيات المهنة التي هي من صميم تعاليم ديننا الحنيف.
رجل الزراعة.. يخدم المجتمع من خلال خدمة الأرض والحصول على خيراتها.. يبذل الكثير من الجهد ويتابع آخر معطيات التقنية الحديثة وصولاً لأحسن مردود وأفضل إنتاجية، لينعم الجميع بخيرات أرض بلدهم وما فيه من نعم كثيرة.
رجل الأدب.. نظر إلى كل هؤلاء وغيرهم وغمس ريشته في هموم الناس ليبيِّن لهم سبل الرشاد، وليمنحهم نسمة باردة تريح الجبين الملتهب.. فالمجتمع بدونه أعرج، وإبداع إنتاج رجل الأدب تتويج لجهد جميع أفراد مجتمعه.
أستريح في محطة بيتي..
ـ خارج نطاق العمل وبعيداً عن مسؤوليات المتابعة لنشاطكم.. لا بد لكل إنسان من محطة يرتاح فيها بعض الوقت فأين هذه المحطة وما مواعيد الاستراحة وكيف تمضي الوقت فيها؟
ـ لا أكون مبالغاً إذا قلت إن استراحتي هي عملي وتجويده، وليس لدي فصل واضح القسمات بين العمل وغيره من نشاطات، كلها في النهاية تصبُّ في مصلحة العمل، حتى (الاثنينية) التي قد يراها البعض ترويحاً عن النفس هي في الواقع جزء صعب من العمل أتشرف به لإثبات أن هذا الوطن شكور لرجاله، كما أنها كلمة شكر أزجيها لمن تتشرف الاثنينية بلقائهم وتكريمهم، وهي في النهاية توثيق لمرحلة هامة في حياتنا الثقافية.. بالإضافة إلى ذلك أستريح في محطة بيتي مثل سائر عباد الله.. وأستريح في بعض المنتجعات كما يفعل الكثيرون في المواسم والأوقات المعروفة والمناسبة لهذا النوع من النشاط الذي يبعث الهمة ويجدد حيوية العطاء.. وخلال هذه الاستراحة أيضاً يكون للعمل نصيبه الوافر من اهتمامي ووقتي.
السباحة.. والرياضة..
ـ هل لكم هواية معيَّنة فمتى وأين تمارسونها؟
ـ أمارس هواية السباحة في منزلي من وقت إلى آخر، بالإضافة إلى التمارين الرياضية والقراءة.
إن لبدنك عليك حقاً..
ـ وسط هذا الزخم من العمل والسفر.. فما نصيب الأسرة من وقتكم وكيف توفرونه؟
ـ العمل والسفر الذي ذكرتم أساساً من أجل الأسرة، وبالتالي فإن كل الوقت في الحقيقة من نصيب الأسرة، بالإضافة إلى ذلك، فإنني ولله الحمد أترسم خطي الحديث الشريف إن لبدنك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً فاعط كل ذي حق حقه.
التزمت خط والدي في تكريم العلماء..
ـ لكل إنسان في حياته موقف صعب اعترضه فإما نجح في تخطيه وإما غيَّر مساره.. فما هو الموقف الذي تعرضتم له وكان له تأثير في حياتكم سلباً أو إيجاباً؟
ـ إذا سلَّمنا بصدق هذه المقولة، فإن الموقف الصعب الذي مررت به قد يكون الآن في تلافيف العقل الباطن، وهو انتقال والدي رحمه الله وهو في شرخ الشباب إلى جوار ربه، بعد أن كان يملأ الدنيا حيوية ونشاطاً ومشاركة في كثير من المناشط الأدبية والفكرية في زمانه، ورغم رحيله المبكر، وكنت حينها طفلاً لا أعي الكثير في الحياة، وعندما سمعت عن طيب ذكراه تأثرت كثيراً بتلك الشعلة التي خمدت وهي في أوج عطائها، كانت صدمة كبيرة على طفل تفتحت مداركه على عالم مشحون بالعواطف والحب، وبطريقة لا شعورية في البداية ـ وربما شعورية في وقت لاحق ـ التزمت خط والدي رحمه الله في تكريم العلم والعلماء، وتغمرني سعادة خفية عندما أقدم شيئاً في سبيل الكلمة وروّادها.. كأني أواصل مسيرة الفقيد، وأرى أفكاره حية تمشي على قدمين، وأحسب مداد قلمه سيالاً كشأن المشاعل الذين تظل ذكراهم خالدة ما بقي في الحرف نبض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :429  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج