شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(عبد المقصود خوجه) صاحب أشهر صالون أدبي.. لـ (( إقرأ )) :
والدي.. كان رئيس تحرير
أنا صاحب ((عمرين)) (1) ..
لقاء: بخيت الزهراني
ـ الأستاذ (عبد المقصود) عرفه الناس أكثر من خلال صالونه الأدبي الشهير (الاثنينية) الذي بلغ عمره الآن 18 عاماً.. ولد في مكة المكرمة، وتشرَّب حب الكلمة من والده الذي كان أول رئيس تحرير لجريدة تصدر في عهد الملك عبد العزيز.. امتهن التجارة ونجح فيها بتميّز، لكنها لم تعطل حبه للأدب والفكر والثقافة.. واستطاع أن يجمع بينهما، عندما (( أحسن إدارة الوقت )) كما قال لنا، فأعطى النهار للتجارة، والليل للفكر والأدب.. وقد التقيناه في هذا الحوار الذي امتد ليشمل جوانب حياته، ونشاطاته، واهتماماته.. فجاء على النحو التالي:
ـ كمدخل لهذا الحوار.. نرغب أولاً أن نقف على أبعاد شخصيتكم من حيث طفولتكم، ومراحل التعليم، ومن ثم مرحلة الزواج والأبناء؟
ـ كل هذه المراحل التي ذكرتموها ليس فيها ما يستحق التسجيل، فقد سرت على الخطى التي كتبت علي، كما سارها غيري من أبناء جيلي.. ولدت بحمد الله في أطهر البقاع، وأحب البلاد إلى الله في مكة المكرمة، لأسرة مترابطة متحابة، شأن الأسر المكية الأصيلة، التي ما زالت تحافظ على هويتها وجذورها وأصولها وفروعها، وكانت طفولتي في بحبوحة من العيش بين أحضان والد لم تزل سيرته العطرة ماثلة أمام من عاصروه ومن لم يعاصروه.
أما مرحلة التعليم، فقد كانت مدارس الفلاح هي أول مشكاة استقي منها نور العلم بطريقة نظامية.. قضيت بها الابتدائي وجزءاً من الثانوي.. ثم انتقلت إلى دمشق للتحصيل في المعهد العربي الإسلامي.
ومثل أي شاب تطلعت إلى تكوين أسرة خاصة، فكانت رحلة تكلّلت بالنجاح ولله الحمد مع الزواج، وأبناء الذين يعمل أكبرهم ـ المهندس محمد سعيد ـ مديراً عاماً لمجموعة خوجه.
إلى أي مدى كان لأسرتكم دور في تشكيل شخصيتكم عموماً، واشتغالكم بالهم الفكري والأدبي خصوصاً؟
ـ بالتأكيد كان لعمل والدي ـ رحمه الله ـ رئيساً لتحرير جريدة ((أم القرى)) ومديراً لمطبعتها الأثر الأكبر في توجيه مداركي نحو حب الكلمة وتقديرها، وبالرغم من أن والدي قد انتقل إلى جوار ربه وما زلت في سنوات الطفولة الغضة، إلا أن سيرته العطرة ظلت نبراساً وهادياً ومرشداً، كما أن توجيهات سيدي الخال محمود حافظ قد ساعدتني في نفس التوجه وحب العلم والأدب.. وبمضي الزمن تبلورت المسألة إلى اهتمام كامل بالاثنينية.
ـ من المجتهدين كرجل أعمال ناجح، وتاجر كبير، وعاشق للأدب والمفكرين.. إلى أي مدى استطعتم الوفاء بكل هذه الهموم؟
ـ حسبي إنني من المجتهدين، وأرجو أن أكون قد أصبت جانباً من التوفيق فيما أسعى إليه وفاء لخدمة العلم والثقافة.. بالإضافة إلى العمل التجاري.
ـ بداية التجارة، في الجانب التجاري.. كيف بدأتم، وما مراحل سيركم في هذا المضمار حتى بلغتم الآن درجة النجاح؟
ـ بدأت العمل التجاري في وقت كان التدرج الطبيعي أهم مقوّمات العمل، لم تكن هناك طفرة أو قفزات غير عادية مقابل الجهد المبذول.. طلبت التقاعد الاختياري عام 1383هـ بعد أن شغلت منصب مدير عام الإدارة العامة للإذاعة والصحافة والنشر في جدة.. ثم مارست العديد من الأعمال التجارية بين المقاولات والصناعة والفندقة والتوكيلات التجارية، إلى أن تخصصت أخيراً في المجال العقاري، وقمت بتصفية معظم النشاطات الأخرى.
ـ الفكر والتجارة، بصراحة.. ما الذي يشغلك أكثر، العناية بالجانب التجاري.. أم الاهتمام بالنواحي الفكرية.. ولماذا؟
ـ عندما سئل الأديب الكبير الأستاذ لسان الدين الخطيب، والذي شغل أكثر من وزارة، سؤالاً مشابهاً، قال إن للإنسان عمرين، عمر بالنهار، وآخر بالليل، فعمر النهار للعمل والوزارة وعمر الليل للأدب والفكر، ومتى استطاع أن يستفيد من عمريه أمكنه الحصول على الوقت الكافي لإنجاز كثير من الأعمال.. وبالرغم من أنني لا أضع نفسي في مقارنة مع الأديب الكبير، إلا أن المبدأ واحد، وقد يستفيد منه كل إنسان ليجد الحافز لبذل مزيد من الجهد والاستفادة من عمريه على النحو الأمثل.. فالنهار للعمل التجاري، والليل للنواحي الفكرية.
ـ (( الاثنينية )) .. هذا الملتقى الفكري والأدبي.. كيف بدأت فكرته؟ وما عمره حتى الآن وما طموحاتكم المستقبلية في هذا الخصوص؟ وهلا حدثتمونا عن الأهداف المستقبلية، وعدد الشخصيات التي استضافتها الاثنينية؟
ـ لعلّ أفضل إجابة عن السؤال ما جاء في مقدمة الجزء الأول من سلسلة (الاثنينية) حيث أشرت إلى هذا الجانب بوضوح، ولفائدة من لم يطَّلع على الكتاب المذكور أنقل مقاطع من تلك المقدمة التي جاء فيها نصاً: ((لقد كان عشق الكلمة والحب لأصحابها يختلط بأيامي وسنوات طفولتي الباكرة: فمن جلسات الصباح التي كان يلتقي فيها نخبة من كتّاب وشعراء وأدباء الوطن في مكتب والدي ـ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ رحمه الله ـ رئيس تحرير أول صحيفة صدرت في عهد مؤسس المملكة وموحدها (الملك عبد العزيز ـ رحمه الله).. على تلك الأمسيات الباذخة والزاخرة التي كان يعقدها والدي ـ يرحمه الله ـ على ضفاف مواسم الحج من كل عام في الليلة الثانية من ليالي عيد الأضحى المبارك على شرف أدباء وكتّاب وشعراء ومفكري العالمين العربي والإسلامي.. كان الحب على امتدادها يتجذر.. وكان العشق على أمدائها يستطيل سنديانات وأشجار سرو.. وكان الفؤاد الصغير يتوه بين ما يسمعه ولا يفهمه.. وبين القليل الذي يفهمه كلمات ويجهله معاني)).. اختصاراً يمكن القول بأن الاثنينية بصورة أو بأخرى كانت تختلط بأيامي وذكريات طفولتي، كانت عبارة عن ((خميرة)) في عقلي الباطن إلى أن وجدت البيئة المناسبة لتخرج بالشكل الذي ترونه اليوم.
وقد تشرفت الاثنينية باستضافة أكثر من مائتي عالم وأديب وشاعر وغيرهم من المبدعين في مختلف مجالات العطاء الإنساني.. ومعظمهم من خلاصة الصفوة في تخصصاتهم المتنوعة، وليس من الإنصاف ذكر بعضهم دون الآخرين، فكلهم مكان تقدير ولهم مكانتهم البارزة في نفوس روّاد الاثنينية وغيرهم من المتابعين للشأن الثقافي والفكري والأدبي.. وما زالت مسيرتها تتواصل وهي تخطو عامها الثامن عشر.
أما الناحية المستقبلية للاثنينية.. فتشمل استمرارية نشر سلسلة كتبها الوثائقية، والتي زادت عليها رافداً آخر هو (كتاب الاثنينية) الذي يسعى لنشر بعض الإبداعات التي قد لا تجد طريقها للنشر بيسر وسهولة، وأتطلع إلى المضي قدماً في هذا الدرب رغم مشقته، والسلحفائية التي يتم بها توزيع الكتاب، وضمور الإقبال عليه، إلا من رحم ربك.. وعندما تتحدث عن الضمانات فإني أحيلك إلى الرصيد الكبير من المحبين الذين تغص بهم ساحة الاثنينية، ففي حضورهم وتكريس وقتهم لمتابعتها، وحرصهم على المشاركة فيها دليل ساطع على استمراريتها بمشيئة الله.
ـ أثر الصالونات إلى أي مدى ترون انعكاسات الصالونات الأدبية على الحركة الفكرية المحلية والعربية؟
ـ مما لا شك فيه أن أي جهد يصبُّ في الحركة الفكرية والثقافية يعتبر رافداً لنهر عريض عميق.. وهذه الروافد قد تفيض وقد تغيض وقد تنضب.. لكنها في النهاية تشكّل جزءاً من فسيفساء الساحة.. وآمل أن يكون للصالونات الأدبية مكانة مناسبة في هذه اللوحة التي تثري حياتنا بكل ما هو جميل، ويأتي عمق تأثيرها بعمق مشاركتها وملامستها لقضايا الفكر والثقافة المطروحة على الساحة.. وتحاول (( الاثنينية )) على وجه الخصوص المساهمة في هذا المنحى عن طريق تكريم المبدعين ليكون في ذلك حافز له على مزيد من العطاء والتواصل.
ـ الأمر واسع، في الآونة الأخيرة زاد معدل المنتديات والصالونات الأدبية.. كيف تنظرون لهذا الجانب؟
ـ إجابتي عن هذا السؤال قد تكون بين ثنايا ردي على السؤال السابق.. فالأمر واسع.. وكل من يستطيع العطاء له كامل الحق في المساهمة في هذه الساحة التي تحتاج إلى كل الجهود الخيّرة لما فيه مصلحة الثقافة والفكر والأدب وكل مجالات الإبداع الإنساني.
ـ بعد كل هذه الارتباطات لكم، ما الذي بقي لأسرتكم من وقت، وما هو منهجكم في العناية بهذا الجانب؟
ـ أعتقد أن الوقت موجود، لكن مشكلة بعض الناس تكمن في إدارة الوقت، وأرجو أن أكون ممن لهم نصيب مناسب في إدارة وقتهم بما يغطي مختلف الالتزامات العملية والعائلية والاجتماعية.. وأما منهجي في العناية بهذا الجانب فهو ((سدد وقارب)).
ـ الأندية الأدبية كيف تنظر إلى نتاج أنديتنا الأدبية خصوصاً، والحركة الأدبية المحلية عموماً؟
ـ الأندية الأدبية لها نشاط معتبر في الناحيتين المنبرية والطباعية.. وإنني على يقين أن معظم الأساتذة الأفاضل رؤساء الأندية يعملون جهدهم لنشر ما يمكن نشره من إبداعات المتعاملين مع الحرف، ورغم ضيق الإمكانيات وصعوبة التوزيع إلا أن جهدهم لا يمكن إنكاره.. أما الحركة الأدبية عموماً فلها إسهامات طيبة، ومشهودة من خلال ما تنجزه المطابع كل يوم، داخل المملكة وخارجها، وبالتأكيد أن ذلك النتاج فيه الغث والسمين، ويبقى على المتلقي الدور الأكبر في (غربلة) هذا الكم ليبقى ما ينفع الناس ويذهب الزبد جفاء.
ـ الفضائيات، ثمة من يرى أن (( الفضائيات )) قد سحبت البساط من اهتمامات الناس بالقراءة.. هذا من جانب ومن الجانب الآخر ما رأيك في طروحات (( الفضائيات )) عموماً؟
ـ أوافقكم عموماً على الجزء الأول من السؤال، خصوصاً بالنسبة للذين لم تتكوّن لديهم عادات صارمة وعميقة بالنسبة للقراءة، أي إن القراءة تكون عندهم بحسب ((التساهيل)) وليس لهم برنامج خاص بها.. فهؤلاء بالتأكيد انجرف أكثرهم خلف الفضائيات لأنها ببساطة لا تكلف جهداً معيناً، بالإضافة إلى تضافر أكثر من حاسة لجذب المتلقي، فأمامك الصور والصوت والألوان الصافية، وما تموج به الصور نفسها من حركات وسكنات!! بينما تتشكّل متعة القراءة عبر سنوات من الممارسة والانضباط، كما أنها تتطلب جهداً مميزاً في المتابعة والاستيعاب والنقد في بعض الأحيان.
أما طروحات الفضائيات عموماً فهي تختلف باختلاف أهداف كل قناة وتوجهها السياسي والثقافي والفكري، ولا يمكن الحكم عليها بكلمة واحدة، فمنها من يخاطب العقول ومنها من يخاطب الغرائز ولكل سوقه وروّاده.
ـ المرأة، ما مساحة المرأة في حياتكم.. وما تحليلكم للجهد الذي قدمته المرأة السعودية حتى الآن؟
ـ مساحة المرأة في حياتي من مساحتها في الحياة بصفة عامة.. فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، إنها لمسة الحنان التي لا غنى عنها لكل رجل سوي.. أما الجهد الذي قدمته فمما لا شك فيه أنه جهد يذكر فيشكر، ذلك أن مسيرة تعليم البنات في مجملها قد بدأت منذ وقت قريب نسبياً في عمر الدول.. وجدير بنا أن نثمن عالياً دور المرأة عندما نراها الآن تحتل مكانة مرموقة في دولاب العمل، وتسعى للحصول على نصيب أكبر لتثبت من خلاله مقدرتها على مجابهة تحديات التنمية التي ستواجهنا في المستقبل القريب.
أما نظرتي لعطاء المرأة من الناحية الأدبية والفكرية فإنني لا أفرق بين الرجل والمرأة في هذا الجانب، ذلك أن الفكر في مجمله عمل إنساني متكامل تبدع فيه المرأة بجانب الرجل على قدم المساواة، وأعتقد أن المرأة السعودية قد حالفها التوفيق حتى الآن للمساهمة بقدر معقول في هذا الإطار.
ـ ما رأيكم في الشخصيات التالية:
ـ د. محمد عبده يماني.
ـ التواضع يمشي على قدمين، أتمنى أن أرى له عديلاً يساعده في نشاطاته الاجتماعية الكثيرة.
ـ الشيخ صالح كامل.
ـ نعم المال الصالح للعبد الصالح، ولكل من اسمه نصيب.
ـ الشيخ حمد الجاسر.
ـ علامة الجزيرة العربية، ويكفيه ذلك فخراً.
ـ د. عبد الله مناع.
ـ جعل من مطبوعة متخصصة، مطبوعة مقروءة على المستوى الثقافي العام.
ـ د. ثريا العريض.
ـ عطاء عريض أعجبني ديوانها ((أين اتجاه الشجر)) وننتظر المزيد.
ـ د. هاشم عبده هاشم.
ـ عمودكم اليومي في ((عكاظ)) مشروع كتاب قيّم.
ـ عبد الله خياط:
ـ رغم انغماسه في مجال الأعمال، إلا أنه ما زال متوهجاً ككاتب صحفي كبير.
ـ تركي السديري:
ـ قيادة موفقة وخبرة صحفية تستحق الإشادة والتقدير، كلما قرأته بعمق تتفاعل معه بعمق أكبر.
ـ أنيس منصور:
ـ نسيج وحده، أسلوب متميز، قاموس خاص، إنه السهل الممتنع.
ـ نجيب محفوظ.
ـ مهما اختلفت حوله الآراء يبقى الهرم الرابع.
ـ مشعل السديري.
ـ كتاباته لا تمر مرور الكرام، ويساهم في معالجة كثير من المشاكل الاجتماعية بأسلوب ساخر محبب إلى النفوس.
ـ عبد الله أبو السمح.
ـ موافقون.. موافقون.
ـ عبد الله الجفري.
ـ سلامة القلب الكبير.. متعكم الله بالصحة والعافية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :368  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.