شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرأي
مصحف فاضل باشا (1)
حسين عاتق الغريبي
شمعة مضيئة
وقف هذا المصحف الشريف السيد محمد فاضل المولوي، المعروف بفاضل باشا شريفوفيتش، المتوفى سنة 1300هـ/1882م، على مسجد الغازي خسروبك ومكتبته لأجل القراءة وتصحيح المصاحف والقراءات السبع.
ـ القرآن الكريم، كتاب الله المنزل، هو (المصدر الفذ) والدستور العظيم (الجامع الشامل) لكل جوانب الحياة الإنسانية. تكفل الله عز وجل بحفظه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9 ).
ـ ومن المعروف. وكما أشار د. سراج محمد وزان، في كتابه (كيف ندرِّس القرآن لأبنائنا):
((إن القارىء يجد بين ثنايا آيات القرآن الكريم كلمات قد رسمت بشكل يخالف الرسم الإملائي الذي يعرف في الوقت الحاضر، مما قد يؤدي إلى لبس عنده فيقرأها بغير الصورة المقصودة، وبالتالي يكون قد وقع في خطأ كبير يتنافى والهدف من تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، وقد اهتم العلماء بجانب الرسم القرآني، وعملوا على حصر الكلمات التي جاء خطها على غير مقياس لفظها، وإلى جانب حصر هذه الكلمات فقد وضعوا لهذا الرسم قواعد معروفة هي: (الحذف ـ الزيادة ـ الهمز ـ البدل ـ الوصل والفصل ـ وقاعدة ما فيه قراءتان))).
ـ و(مصحف فاضل باشا) الذي أودُّ الحديث عنه موجود ومحفوظ في مكتبة الغازي خسرو بك بمدينة سراي بوسنة، عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، صدرت منه طبعة مماثلة على نفقة الشيخ أحمد زكي يماني رئيس مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن. ثم قام الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس (الاثنينية) الشهيرة بتقديم طبعة أخرى أهدي نسخها لأصدقائه ومحبيه.. وهي الطبعة التي أنقل منها هذا التعريف الموجز:
ـ وقف هذا المصحف الشريف السيد محمد فاضل المولوي، المعروف بفاضل باشا شريفوفيتش، المتوفى سنة 1300هـ / 1882م، على مسجد الغازي خسرو بك ومكتبته لأجل القراءة وتصحيح المصاحف والقراءات السبع. وقد قام بكتابة هذا المصحف أحد المهاجرين الداغستانيين في رجب سنة 1265م، حيث نقله عن نسخة مصحف قديم كتبت في سنة 582هـ/1186م، موافقاً لرسم خط مصاحف الأمصار للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، التي كتبها زيد بن ثابت الأنصاري باتفاق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
ـ وتضم النسخة عدداً من الأبواب هي: (باب ذكر أسماء القراء السبعة والناقلين عنهم وأنسابهم وبلدانهم وباب بعنوان معرفة الناسخ والمنسوخ في آيات القرآن العظيم، وباب آخر حول معرفة الوقوف والابتداء، كما تضم دعاء الختم الشريف).
ـ ومما جاء في التعريف بخط هذا المصحف المبارك لكاتبه المهاجر (الداغستاني) رحمه الله، قوله: ((وقال بعض أهل العلم لا ينبغي لمسلم متورع، أو عاقل، أن يقرأ آية من كتاب الله تعالى أو يكتبها حتى يعلم حقيقة كتابتها في الإمام المجمع عليه، لأن في خطه أسرار وإشارات تذهل كل إشارة منها عقول أهل الأرض أجمعين إلا من أتقن ذلك علماً وأوسعه فهماً، وأخذه من مشائخ الدين، ونقله عن قراء المسلمين لفظاً عن لفظ وسنداً عن سند إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذاك هو المشار إليه في روايته وقراءته، والمعتمد عليه في كتابته ودرايته، وقليل هم، قلت: وكل هذا موجود في هذا المصحف بتوفيق الله تعالى)).
ـ ثم يشير الكاتب ـ رحمه الله ـ إلى أن أكثر الناس في زمانه لا يراعون دقيق هذا العلم وجله: ((ما يعرفون من المصحف إلا حسن خطه، وملاحة تذهيبه، وصقال كاغده ـ أي ورقة ـ ونقش غلافه فقط، ينسبون كل خط إلى كاتبه كابن مقلة، وابن البواب، وأمثالهما من المتأخرين ممن عُرف بحس الخط وقلة العلم، فهو نقاشٌ بالحقيقة جاهل بما يجب عليه معرفته من إقامة كتاب الله العزيز، فيقولون مصحف مليح بخط فلان، كتبه بقلم كذا وكذا، ولم يشغلوا خاطرهم بما في ذلك المصحف المنسوب خطه من الخلاف للإمام، مصحف عثمان، الذي جعله الله تعالى إماماً لسائر خلقه من الخاص والعام بإجماع من صحابه نبيه عليه الصلاة والسلام، الذي كتبه زيد بن ثابت باتفاق منهم.. الخ)).
ـ ولا شك أن ما قام به كل من الشيخ أحمد زكي يماني، والأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، من طباعة لهذا المصحف الشريف، يعتبر من الأعمال الجليلة النافعة للمسلمين.
ـ أسأل الله تعالى أن يجزل لهما الأجر والثواب، ويوفقهما لكل عمل صالح.
ـ والشكر والتقدير للأستاذ الصديق عبد المقصود، الحريص دائماً على إتحاف محبيه بهداياه النادرة والقيمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :849  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.