شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسار الضوئي
ما المقصود (1) ؟..
بقلم: د. جميل محمود مغربي
يقترح بعض المهتمين بتركيز الاهتمام حول القضايا الوطنية في الدراسات والأبحاث وخصوصاً الرسائل الجامعية لمرحلتي الماجستير والدكتوراه.
والحجة في ذلك أن نتائج الدراسات ستنعكس إيجاباً على المملكة من خلال استخلاص النتائج ووضع الحلول والمقترحات التي تبرز الوجه المشرق للمملكة والتي يتطلع الجميع إلى بروزه أكثر سطوعاً وإشراقاً والدراسات الأدبية والنقدية وإن لم يشملها هذا الحكم لاتساع مدى الأدب عبر الزمن منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث واتساع امتداده عبر دول العالم العربي وخارجها وكذلك تعدد أجناسه وموضوعاته إلاّ أن ذلك لا يمنع من الالتفات إلى الأدب السعودي ليتسنى إبراز ملامح أدبنا لجمهرة التلقين داخل الوطن وخارجه لكي نتيح للمهتمين فرصة الاطلاع على أدبنا وخصوصاً أن النشاط الأدبي لدينا لم تواكبه حملات إعلامية وقعدت به ظروف النشر في السابق عن الوصول إلى أيدي وأعين القرّاء في العالم العربي، فمني أدبنا بشيء من العزلة لم يكن من الإنصاف أن يمنى بها ففي معرض الحديث عن الأدب يتم إغفال الأدب في المملكة مقارنة بالحديث عن الأدب في مصر والشام والعراق وبلاد المغرب.
وفي تصوري أن ظروف النشر في السابق وصعوبة الوصول إلى المطابع حالا دون التعريف بأدبنا ونتاجنا الفكري والثقافي بعامة ولاذ من تحققت لهم بعض القدرة على السفر إلى مصر والشام بمطابع تلك الدول نتيجة منطقية أسعارها، وسهولة النشر دون إجازات وفسوحات إلى نشر كتبهم ودواوينهم في مطابع مصر وبلاد الشام.
ومع نفاد تلك الطبعات لم تعد فكرة إعادة تلك الطبعات قائمة لصعوبة معاودة التجربة أو لرحيل أصحابها عن عالمنا إلى رحمة الله الفسيحة.
ومع ذلك فكثير من الأسماء والرموز الكبيرة في الأدب السعودي لم تتح لها فرصة النشر حتى الآن لجملة من الأسباب المتشابكة ورحل كثير من أولئك دون أن ترى أعمالهم النور.
لذلك يعيش طلاب وطالبات مرحلتي الماجستير والدكتوراه في جامعاتنا السعودية أو الطلاب السعوديون وغيرهم في الجامعات العربية والأجنبية معضلة البحث في شعر شاعر سعودي يستهويهم ورأوا في عطائه الشعري أو الأدبي بعامة ما يستحق العكوف عليه لدراسته وتحليله بسبب عدم نشر شعره، وكل ما قاد إلى الاهتمام به بضع قصائد نقلتها الصحف والمجلات للتدليل على قيمته وقامته الشعرية.
لذلك يأتي العمل الضخم الذي قام به الوجيه النبيل الأستاذ عبد المقصود خوجه ضمن برنامجه للمشاركة في الاحتفاء بمكة المكرمة كعاصمة للثقافة للعام 1426هـ هاماً وحيوياً بكل الأبعاد لا يستحق الشكر فحسب بل الإجلال والتكريم.
فلم يكن من الميسور على باحث أو باحثة العثور على شعر الأستاذ أحمد بن إبراهيم الغزاوي بعد مغادرته عالمنا إلى الدار الآخرة لو لم يتصد الأستاذ عبد المقصود لهذه المهمة ويقدم لعشاق الأدب ومحبي الشعر والباحثين مجموع أعمال الشاعر الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي وهو نتاج ضخم ومتنوع لم يقتصر على شعر المديح بل شمل موضوعات شعرية متعددة.
ولم يقتصر الاهتمام على شعر الأستاذ الغزاوي بل امتد ليشمل زمرة من الرعيل الأول كالأستاذ إبراهيم أمين فودة والأستاذ عمر عرب، ولتبيان أهمية هذه المهمة فلقد أسر لي زميل أكاديمي بأنه لم يكن يعلم شيئاً عن الأديب عمر عرب واقتصر علمه على الشاعر حسين عرب رحمهما الله وهذا يكشف عن أهمية هذا الدور في التعريف بهؤلاء الرموز الذين غطتهم ملاءات النسيان وأقصاهم عن الأجيال المعاصرة البعد الزمني وستنقطع الصلة بينهم وبين الأجيال اللاحقة لو لم تتصل هذه الآصرة بيد الأستاذ عبد المقصود وقبل ذلك تواصله الفكري ونبله الإنساني وأريحيته تجاه وطنه وأمته.
ولم يحمل قطار النشر نتاج الرعيل الأول فحسب بل تابع وقوفه في محطات مختلفة ونماذج متعددة لأدباء سعوديين ليشمل على سبيل المثال حسين سراج وهو من الأدباء السعوديين الذين عنوا بالشعر المسرحي إلى جانب الموضوعات الشعرية الأخرى ليصل إلى أدباء وشعراء معاصرين منهم من عني بالشعر كالأستاذ محمد صالح باخطمة والأستاذ مصطفى زقزوق ومنهم من عني بالنثر كالأستاذ عبد الله عبد الرحمن جفري والدكتور عاصم حمدان. بالإضافة إلى كتب تاريخ مكة وغيرها.
وليست مقالتي هذه التي أدونها على جناح طائر تستهدف الدراسة والاستقصاء، بل تتحلى بشجاعة من يحاول الإنصاف في زمن يفضي عن نسبة الفضل لذويه لرمز من رموز المجتمع جعل من دارته ملتقى الاثنينية تنبض كالقلب بالوفاء والنبل تضخه في شريانات المجتمع وحضنت تحت أكنافها من يستحقون التكريم من نجوم المجتمع لتحلق إلى امتداد جناحي العالم العربي شرقه ومغربه بل تجاوزت إلى البعد الإنساني في أي صقع من العالم وهذا العمل الضخم وهذه السلسلة من الأعمال الكاملة لزمرة من الأدباء السعوديين تصدر في مجلدات فاخرة وطباعة أنيقة ورعاية دقيقة تحملني على مناشدة القائمين على مهرجان الجنادرية بأن نقابل كرم هذا الرجل النبيل بكرم يحفز الآخرين على التفاني في سبيل الوطن والأمة.
لقد طالب كثيرون في ملتقى الاثنينية بتكريم من دأب على تكريم الرموز في الفكر والأدب والثقافة، ولكن عزوفه عن قبول ذلك ربما بالاستناد إلى مقولة لا يكرم المرء في داره على الرغم من حرصه على طرح فكرة تحويل الاثنينية إلى مؤسسة ثقافية.
لذلك فإن قطاعاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع يؤازرني في مناشدة القائمين على مهرجان الجنادرية بتكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه في دورتها القادمة، فما قدمه الرجل لوطنه ولأمته ليس مشهداً يحصره الزمن الحاضر بل أوغل في عمق ماضي أمتنا وسيمتد إلى مئات السنين حين يقف الباحثون على هذه الأعمال التي تصلهم عبر جهد فردي وتنوء به مؤسسات ثقافية.
وتكريمه سيثلج صدور كثير من أبناء الوطن في الداخل ومحبيه في الخارج لأنه تكريم يأتي في موضعه وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ( التوبه 105 ).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج