شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وميض
اثنينية عبد المقصود خوجه ودورها الثقافي (1)
عبد الله فراج الشريف
اثنينية عيد المقصود خوجه معلم ثقافي حضاري، على شاطئ أجمل عرائس البحر الأحمر من جزيرة العرب، مدينة جدة التي هفت نفسي إليها دائماً وعشقها فؤادي، ومهما اختلف تقييمنا لما يجري في هذه الاثنينية إلا أننا لا نستطيع أبداً أن نتجاوزها فدورها الثقافي مميز وملموس، وهي تجمع شمل محبي الكلمة وروادها، من أبناء هذا الوطن الغالي ومن أقطار عربية أخرى، تحتفي بأحدهم كل أسبوع في مواسمها المتعددة، تلتف حوله النخبة من المثقفين، يكرمونه ويحييونه، ويستمعون إلى سيرته الأدبية والفكرية ومختلف تجاربه الحياتية.
وكتابها الموثق لما جرى فيها، المنعوت باسم (الاثنينية) والذي بلغ اليوم سبعة عشر مجلداً، أنجزت طباعتها، منذ بدء نشأتها في عام 1403هـ، وتحديداً في اليوم الثاني والعشرين من شهر محرم، وحتى عام 1421هـ وتحديداً في اليوم التاسع عشر من شهر محرم، قد اشتملت على تراجم وسير (231) شخصية علمية وأدبية وفكرية وفنية، كرمت في دار صاحبها المفضال الأستاذ عبد المقصود خوجه، وشملت هذه المجلدات ما قاله رواد الاثنينية عن من كرم فيها، وما أبدوه من عاطفة نحوه، أو من رأى في إبداعه شعراً كان أم نثراً، علماً كان أم أدباً وفكراً وفناً.
وهذا الكتاب يعد اليوم سجلاً يحفظ بين دفتيه تعريفاً بأعلام أمدوا الثقافة العربية بنتاج غزير من العطاء العلمي والفكري والأدبي، والجهود المبذولة في التوثيق والإعداد للطباعة، جهود شاقة عظيمة، والنفقة المبذولة من أجل أن يظهر على هذا الشكل الأنيق ولا شك كبيرة، ولكن الرجل النبيل، الذي ينفق بسخاء، ويفتح داره، ويوسع صدره لاستقبال النخبة من مثقفي هذه البلاد والأقطار العربية الأخرى، يبذل كل ذلك بكرم وسخاء ونفس طيبة تفي لكل صاحب فضل في مجال الثقافة والفكر، ولا ينتظر مردوداً مادياً، ولا شهرة معنوية، هو في غنى عنها، وهو المعروف في مجتمعه وجيهاً وصاحب ثروة، ورجل ثقافة نشأ في بيت علم وأدب، وما أجمل أن تكون الهواية زاداً ثقافياً نافعاً لأفراد المجتمع الذي تتعطش فيه النخبة للقاء حول موائد العلم والأدب والفكر الشهية، تغذي العقل والروح، وهو لم يكتف بما يقدم لرواد الكلمة وصناعها من وفاء وتكريم، بل ويشارك بحسب ما يستطيع في نشر شيء من إنتاجهم وإبداعاتهم، حتى بلغ ما نشره (21) إصداراً عرفتها وأطلعت على بعضها حيث أهدى إليّ صاحب الاثنينية مجموعتها كاملة، منها ثلاثة إصدارات كبرى شملت أعمالاً كاملة لشعراء كبار من شعراء العربية، هم على التوالي شاعرنا الكبير إبراهيم الغزاوي والشاعر العربي السوري المغترب زكي قنصل، والشاعر اليمني الكبير أحمد بن محمد الشامي، وفيها درر نادرة مثل كتاب (عبد الله بلخير يتذكر) الذي أعد حواره الدكتور خالد محمد باطرفي، وكتاب (عبد العزيز الرفاعي صور ومواقف) الذي ألفه شاعرنا الأستاذ أحمد سالم باعطب، والذي أرجو أن أعرضه لقراء المدينة في مجلة الأربعاء، إذا رضى عني الأربعائيون، لما للأستاذ عبد العزيز الرفاعي ـ يرحمه الله ـ من مكانة نفس، وأثر بالغ مهد به لي الطريق إلى عشق الكلمة، وكتاب (السنوات الأولى: ترجمة حياة) لشاعرنا الكبير محمد حسن فقى.
والمؤلفات التي أصدرتها سلسلة (كتاب الاثنينية) متنوعة يغلب عليها الطابع الأدبي ويحتل الشعر منه مكان الصدارة فيها، والذي أعلمه أن صاحب الاثنينية يعد العدة لإصدارات أخرى، ويشارك في نشر كتب مهمة تتعلق بالتراث، ويهمه جمع تراث روادنا، ليصدر منه ما يعرِّف أجيالنا عليهم، وهو بذلك يقوم بدور مؤسسة ثقافية هامة في هذا الوطن الغالي، ومهما تناثر قول من لا حرفة لهم إلا تثبيط العزائم، فدور الاثنينية لا ينكره منصف، تنطوي نفسه على الوفاء لأهل الفضل، ممن خدموا الوطن وأبناءه، وإنا لنتطلع أن نكون دوماً أوفياء لمن بذل جهداً وأسدى معروفاً، فهل نفعل؟ هو ما نرجوه والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :601  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج