شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الاثنينية وتدوين التراث الفكري والأدبي)) (1)
بقلم: دكتور عاصم حمدان
قبل حوالي إثني عشر عاماً أنهيت دراستي العليا في جامعة فكتوريا ـ بمدينة مانشستر ـ وحططت عصا الترحال في مدينة جدة، بعد عمر قضيت أبهي سنينه، وأحلى أيامه بين باب السلام في طيبة الطيبة، وباب ((الباسطية)) في بلد الله الحرام. وكان من أوائل أهل الفضل الذين قابلتهم وتعرفت عليهم ـ أستاذ الجيل ـ و((جنتلمان)) الساحة الأستاذ الفاضل محمد صلاح الدين وهاتفني ـ أبو عمرو ـ ذات يوم يدعوني لمصاحبته هو والصديق الأستاذ أحمد محمود لمقابلة أستاذ أمريكي من جامعة ((هارفارد)) ولقد انتهى اللقاء بعد نقاش طويل مع الأستاذ أو المستشرق الذي نسيت أسمه ـ وهل يلام من دخل سن الكهولة مبكراً ـ وقاد أبو أنس السيارة، فإذا نحن أمام دار بها جمع من الناس، فهمس في أذني ـ أبو عمرو ـ بأنها دار الأستاذ عبد المقصود خوجه، واستقبلنا صاحب الدار بابتسامته وما إن استقر بنا المقام في المجلس، حتى تعرض أحدهم بالحديث عن شجون الجامعة، فعلق الدكتور الأديب عبد الله مناع بعبارة لم تعجبني، ورددت على كاتبنا بأن يبتعد عن التعميم فحملة الدكتوراه ليسوا منزهين عن الخطأ، وفيهم من تفخر بهم البلاد وفيهم صنف آخر يمكن أن يوجه إليه النقد، فإذا بصوت يرتفع ويسأل عن المتحدث. لقد كان الأستاذ الأديب محمد سعيد طيب، وأجبته معرفاً بأسمى، ولقد عرفت ((الطيب)) كابن من أبناء ((الشامية)) في البلد الحرام ووقفت مع الشيخ عبد الله بصنوي على دارهم التي تقع على الحدود بين القرارة والشامية، وكان المرحوم ((البصنوي)) يعتز بالأخوين ((الطيب)) و((عصام قدس)) ولقد هممت بمغادرة المجلس، فما كان من صاحب الاثنينية إلا أن يقف حائلاً بيني وبين الخروج، واعتذر الدكتور ((المناع)) عن لفظ أراد به البعض وكأنني أنظر إلى الوجوه، الأستاذ ((محمد صادق دياب)) مستغرقاً في الحديث مع الدكتور ((عبد الله الغذامي)) والأستاذان صالح وأحمد جمال ـ رحمهما الله ـ ينظران إلى بعض مطبوعات النادي الأدبي بجدة، ويثني الأستاذ حسن أشعري على بعض الأكاديميين، ويردد في الوقت ـ نفسه ـ شيئاً من إبداع حمزة شحاتة الشعري.
لقد بدأ الأستاذ عبد المقصود خوجه في الاحتفاء برجال الفكر والثقافة والأدب في ما عرف باسم (( الاثنينية )) منذ عام 1403هـ، وكانت البداية بالأسماء الكبيرة في الساحة الأدبية، عبد القدوس الأنصاري، طاهر زمخشري، عبد المجيد شبكشي، عبد الله بلخير، محمد حسين زيدان، حسين عرب، عزيز ضياء، حسين سراج، السيد أحمد عبيد، محمود عارف. السيد أحمد العربي، السيد عبد العزيز الرفاعي، عمر أبو ريشة، السيد هاشم زواوي، السيد حسن كتبي، إبراهيم فودة، محمد بن علي السنوسي، أحمد عبد الغفور عطار.
وبدأ الأستاذ الخوجه جزاه الله خيراً في جمع التراث الخاص بهذه الاثنينية، وهو يشير في الجزء الأول الخاص بهذا التراث الأصيل إلى الباعث حول جمع حصيلة الليالي التي توهج فيها الفكر وانطلق في أجوائها البيان العربي الفصيح.. يقول الأستاذ الخوجه حول هذه الخطوة الهامة ((لقد كانت حصيلة ليالي الاثنينية الطويلة والجميلة مع تلك المشاعل والرموز الأدبية وغيرهم ـ كمّاً هائلاً راقياً من الأفكار والكلمات والتجارب الأدبية الملهمة تشكل في محتواها صفحات من التاريخ الأدبي غير المدون الذي لم يعرف به ولم يسمع عنه كثيرون من المفكرين والأدباء والشعراء والكتاب فضلاً عن ناشئة الفكر وشداة الأدب من أجيال الشباب الماثلة والمتعاقبة كما إنها تشكل في مبناها شهادة للتاريخ على عمر البدايات والتكوين الأدبي لهذا الوطن من الرجال الذين عاصروه وأسهموا فيه، ثم حملوه في صدورهم وامتد بهم العمر ـ حفظهم الله ـ حتى رووه للأجيال ليكون أمانة في يدها، ووعياً في ضميرها)).
سوف يصدر قريباً ـ الجزء الثاني عشر من مجلدات الاثنينية، وسوف تساهم هذه المجلدات في إلقاء كثير من الضوء على التاريخ الفكري والأدبي لهذه البلاد وغيرها من البلاد العربية، والإسلامية، وإذا كان المرحوم معالي الشيخ محمد سرور الصبان قد كان من صانعي الأدب في هذه البلاد بنشره لإنتاج الشعراء والأدب منذ أن ظهر ((أدب الحجاز)) و((المعرض)) فإن الأستاذ عبد المقصود قد أكمل هذا الدور بنشره لعدد من الأعمال الأدبية والشعرية لعدد من شعراء وأدباء هذه البلاد وغيرها من أرض العروبة والإسلام، من أمثال زكي قنصل، محمد حسن فقي، محمود عارف، عبد السلام هاشم حافظ، محمد إبراهيم جدع، أحمد الشامي، يحيى السماوي، بدوي طبانة، مصطفى الزرقا، وكانت دراسة الأستاذ أحمد سالم باعطب عن شعر ونثر الأستاذ الكبير المرحوم عبد العزيز الرفاعي من الدراسات التي يجب أن يعنى بها دارسو الأدب السعودي وهي إضافة رائعة وأصيلة للمكتبة العربية، وهذا جميعه يستحق كلمة شكر وعرفان خالصة لوجه الله نتوجه بها بكل صدق وامتنان لصاحب الاثنينية ورائدها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :446  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج