شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مداولات
هدايا عيد (1)
بقلم: عبد الله أبو السمح
أتلقى في العيد هدايا جميلة من أصدقاء أعزاء تهنئة وتبريكاً بالعيد أفرح كثيراً بها وأحتفي كما يفرح الأطفال ((بالعيدية))، ويظل وقع هدية العيد له صدى سرور وبهجة، وقد تلقيت هذا العيد هديتين مميزتين كان لهما وقع رائع في نفسي لقيمتهما الأدبيتين الثقافيتين، هما كتابان مجلدان تجليداً جيداً، أولهما جاءني من الصديق العزيز فهد بن محمد العذل رجل الأعمال المعروف وأحد وجوه مجتمع الرياض المعروفين، وقد كان الكتاب كهدية مفاجأة لي، فأنا أعرف الأخ فهد رجل أعمال ناجح ـ كما نوهت ـ مجموعة شركاته تضعه في مركز متقدم بين رجال الأعمال في المملكة، وهي شركات متعددة النشاطات يخوض مجالاتها باقتدار وبجرأة وبذكاء متوقد وله هوايات عديدة، وقد دعاني إلى مزرعته خارج الرياض فبُهرت بما رأيت، لأنه أنشأها فوق وحول ((طعوس)) رملية كأنها تلال متوسطة الارتفاع في منطقة ((الحازمية)) فأحال أجزاء منها إلى حدائق رائعة من نخيل وأعناب، وجعل منها ما يعرفه الأمريكان بالرانش Ranches يربي فيها خيولاً وأغناماً من تلك النادرة والتي يساوي (التيس) منها مئات ألوف الريالات فعلقت على ما رأيت بأنه قد يكون من سلالة تيوس ذلك الشاعر الذي ضرب بشجاعته المثل فوصف الخليفة بقوله: ((أنت كالتيس في قراع الخطوب)). لكن الشيء المدهش هي تلك الجبلاية التي أنشأها محمية للضب أو ((للضبان)) وهو ذلك الحيوان الصحراوي المريع الذي يشبه التمساح والذي يكاد أن ينقرض هذه الأيام من كثرة صيده، لقد شاعت مقولة في نجد أن ذيل الضب له فوائد مجربة في جهاد الليل، وربما لهذا السبب ترجع الزيادة السكانية الرهيبة في الآونة الأخيرة في المملكة، ولا أدري لأي غرض يحمي صديقنا العزيز هذه الضبان!! أما الكتاب الذي أهداينه فاسمه ((المستحيل الأزرق)) الذي ألّفه صديقنا المشترك الفنان صالح العزاز من مجموعة من صور فوتوغرافية حيث هو متخصص في التصوير الصحفي وعلق عليها بنثر شعري حداثي (بمعنى أنه غير مفهوم أحياناً) صديقه الشاعر البحريني قاسم حداد، وقد لاقى الكتاب حال صدوره قبولاً إعلامياً كبيراً، وقد اهتم به صديقنا فهد العذل واشترى منه نسخاً ((تشجيعاً له على الجهد الذي قام به من حيث المحتوى والإخراج)) يهديها إلى مجموعة من أصدقائه، وهذا الفعل حميد ومشكور، وللتذكير فقط فإن الفنون والعلوم في عهد النهضة الأوروبية ازدهرت بمثل هذا الفعل بالتشجيع المالي للفنانين والمبدعين، فشكراً لك أخي فهد العذل ونرجو في عيد قادم أن تكون هديتك لي (خصوصاً) كتاب وذيل ضب أو خلاصته بتشجيع علماء على استخراج سره الباتع.
أما الهدية الثانية فكانت من الصديق عبد المقصود خوجه الذي تعوّد على نشر وإهداء الكتب إلى أصدقائه، وكتابه الأخير كان ((المجموعة الكاملة لأعمال الأديب الرائد محمد سعيد خوجه )) وهو والد عبد المقصود وكان من العقول المستنيرة ومن رواد النهضة الأدبية في المملكة، كما أن الأخ عبد المقصود تكبد عناءً مماثلاً في إخراج ديوان شعر متكامل للمرحوم أحمد إبراهيم الغزاوي وما كان سيقدر لهذين العملين الظهور لولا همة وسخاء عبد المقصود، والشيء الذي آخذه عليه رغم سخائه المفرط في النشر والإهداء والتوزيع هو ضعف محتوى بعض المنشور.. واقتصاره على الأدب والشعر دون البحوث الجادة في علوم المجتمع..، ومع ذلك يظل عبد المقصود خوجه فريداً في سخائه على النشر، فألف شكر له.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :473  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.