شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أفياء
من جعبة الاثنينية (1)
بقلم: د. عزيزة المانع
يمدني الأستاذ عبد المقصود خوجه مشكوراً ما بين حين وآخر بمجموعة مما ينشره من مطبوعات اثنينيته العامرة، وفي شهر رمضان المبارك تلقيت منه أحدث منشورات الاثنينية وهو كتاب (المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه 1324 ـ 1360) من إعداد الأستاذ حسين عاتق الغريبي.
والكتاب يضم ثلاثة أبواب: الأول لمحة تاريخية عن الأدب في الحجاز والثاني يضم نصوصاً من مقالات الأديب محمد سعيد خوجه المنشورة في أماكن مختلفة، وقد تم تصنيف هذه النصوص في فصول حسب مواضيعها، فالفصل الأول يضم المقالات التي تتحدث عن التاريخ الحجازي والثاني عن المقالات التي تتناول الأدب العربي القديم وهي أيضاً تركز على الأدب الحجازي، والثالث يختص بالمقالات التي تتناول الأدب المعاصر في الحجاز، والرابع احتوى الخطب التي ألقاها الأديب في مناسبات مختلفة، أما الفصول من الخامس إلى الثامن فتمثل مقالات متنوعة في مواضيع اجتماعية عامة، وترك الفصل التاسع لعرض الردود أو المقالات التي كانت تنشر في التعقيب على ما كان يكتبه الأستاذ خوجه أما الباب الثالث من الكتاب فقد أفرد لعرض ما كتب وقيل عن محمد سعيد خوجه.
ومن بين ما قرأته في الكتاب واستمتعت به سلسلة مقالات كان ينشرها خوجه تحت عنوان (بحث في المسائل الحاروية) وقد كتبها بتوقيع (متألم) وهو توقيع يدل على فحوى تلك المقالات التي تضمنت صوراً لبعض ما يؤلم مما كان يجري في الحارات آنذاك ومن أبرزه أمر النزاع الذي كان يقع في الحارات بين سكانها فينقسم سكان الحارة الواحدة إلى أحزاب متعادية، أو مثل ما كان يقع بين حارة وأختها كالنزاع الذي يذكر أنه كان ناشباً وقت كتابة المقال (1352) بين سكان محلتي المسفلة والشبيكة، وأحياناً كان النزاع يمتد إلى أوسع من ذلك فيخرج من نطاق البلدة الواحدة ليصل إلى البلدان القريبة منها مثل ما يشير إليه من تنازع بين حارات مكة وجدة والطائف.
وإلى جانب أخبار النزاعات الحاروية يذكر الكاتب أخباراً أخرى عن الحارات تضمنتها تلك السلسلة من المقالات، فيتعرض للعادات السائدة من اللباس الحاروي الذي كان يتميز بالحزام والعمامة اللذين كانا يتسمان بكبر الحجم، ((فتعريض الحزام في الأزمنة السابقة من اللزوميات الضرورية للرجل الحاروي)) كما أن ((كبر العمامة أمر لازم وفرض محتم)).
أما أجمل ما يذكره عن أخبار الحارات فهو ما جاء تحت عنوان (النخوة الحاروية) حيث يذكر أن ((الرجل الحاروي نجد فيه من النخوة ما لا نجدها في غيره فهو في الحريق يقذف بنفسه في وسط النيران غير هياب ولا وجل، وإذا استنجدته أنجدك، وإذا طلبت منه قضاء أمر قام به، وإذا دخلت عليه في أمر دافع عنك بماله ونفسه))، وهي صفات جميلة تذكرنا بتلك الصفات التي تسجلها كتب التراث عن الفتيان في التاريخ العربي.
رحم الله أديبنا الكريم وجزى ابنه عبد المقصود خير الجزاء لما يبذله من اعتناء بنشر هذه الآثار الأدبية والتاريخية لفترة من فترات حياتنا الماضية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :500  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.