شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيام وليال
الشجرة الطيبة (1)
بقلم: عبد الله بن أحمد الشباط
الأستاذ الوجيه عبد المقصود خوجه واجهة مشرقة للبناء الثقافي في بلادنا العزيزة. انطلاقاً من اثنينيته الأدبية المعروفة والممتدة على مساحة زمنية تقرب من عشرين عاماً والتي توجها بإصدار فعاليات تلك الندوة الشهيرة في كتب نالت من العناية والاهتمام والبذل المادي ما جعلها مرجعاً أدبياً هاماً ولم يكتف بهذا بل اتبعها بمكرمة أخرى لها وزنها وقيمتها الأدبية بإصدار بعض الكتب المهمة التي لا يستغني عنها وارثو الأدب في الوطن العربي والتي كان آخرها إصدار المجموعة الشعرية والنثرية للشاعر الكبير والأديب الملهم أحمد إبراهيم الغزاوي، الذي حاز في حياته العديد من الأوسمة والكثير من ميداليات التقدير مما هو جدير به في حياته وبعد وفاته.
ولعل أعظم وسام حصل عليه هو ذلك التكريم الذي اضطلع به الأستاذ عبد المقصود بإصدار تلك المجموعة بعد وفاته لتخرج إلى القراء في طباعة متكاملة الشروط كما أشار إلى ذلك في رسالة خاصة ـ ولا أخفيكم أن هاجس الخروج بعمل شبه متكامل كان يسيطر على مشاعري طوال فترة إعداد هذا العمل. فالإنسان قد يتجاوز عن بعض الهفوات فيما يخصه ولكن من الصعب عليه أن يتغاضى عنها فيما يدخل ضمن مسؤولية جسيمة غيب الموت مبدع فنها فتلقفتها أيدينا وأبصارنا ومشاعرنا بما تستحق من عناية ورعاية.
ولا شك أن العناية بإخراج هذه المجموعة الأدبية التي تعد جزءاً من تاريخنا الثقافي والسياسي والاجتماعي عمل كبير ستقدره الأجيال لصاحب المبادرة الفذة التي تعتبر في قمة الأعمال الخيرية التي لن يحرم القائمون عليها من الأجر والثواب إن شاء الله لأنه سبحانه وتعالى لن يضيع عمل عامل يقصد منه الخير والنفع العام لكل طالب علم وكل قارئ متابع لهذه الينابيع من منابع الثقافة والأدب.
ولقد عرفت الشاعر أحمد بن إبراهيم الغزاوي عن طريق المتابعة لما يكتب ثم توج رحمه الله هذه المعرفة برسالة كريمة تفيض رقة وتواضعاً في محاولة للحصول على بعض أعداد (مجلة العربي) التي تصدرها وزارة الإعلام بدولة الكويت. وقد أعانني الله على الاستجابة لطلبه. فبعثت إليه ما توافر لدي منها.
فجاء رده مهذباً كريماً ما ينبئ عن أصالة كاتبه وسموه وكريم خلقه:
(سيدي: وأخي العزيز. لقد كانت غبطتي بوجود النسخ.. وبخطابكم الرقيق وبمعرفتك الثمينة في ظروف العيد السعيد أعياداً مضاعفة مترادفة.. ويأبى الله إلا أن يكون لكم كل الفضل في جميع الجوانب. وكم أكون سعيداً لو حظيت برؤيتكم بمكة المكرمة إذا كتب الله لكم الزيارة والاعتماد لأطبع على جبينكم الفتى قبلات الشكر والتقدير).
إن هذه الرسالة التي توجت بتاريخ 5 شوال 1378هـ تحوي أكثر من هذه الإجابة الكريمة. اجتزأت منها ما هو جدير بالعرفان والتقدير.
إذاً أنا أمام شخصيتين: شخصية أدبية شغلت بإنتاجها الأدبي مساحة كبرى من القنوات الإعلامية في وقتها هي الشاعر الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي الذي لحق بالرفيق الأعلى فلا أملك له إلا الدعاء له بالمغفرة والرضوان وأن يبعث مع الشهداء والصديقين.
وشخصية الأديب الكريم الذي فتح صدره وفكره وخزانته أمام رجال الفكر وإنتاجهم المتميز هو الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أرجو له طول العمر في صحة وعافية. وأن يكثر الله من أمثاله في بلادنا العزيزة والله على ما يشاء قدير وبالإجابة قدير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج