شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
( 13 )
مباراة...
الرياضة ـ أياً كان مجالها ـ وسيلة فعالة لبناء الجسم، وتصحيح مدارك الفهم الاجتماعي.. والوضعي في أرقى وأوسع مجالاته. وفي أبسطها التدرجي لها..
لقد حضرنا. اليوم. حفلة رياضية.. هي مباراة لكرة القدم بين فريق منتخب القاهرة والإسكندرية.. ومنتخب اليونان لعموم القطر المصري..
والرياضة، وإن كانت فناً في الاعتبار الأول قاصراً على مجاله فحسب.. إلا أنها بعد هذا مجال لما تمليه دوافعها الأولى نظاماً وحركة لاستكماله، وخضوعاً تهذيبياً لأوامره ونواهيه..
ولقد جلسنا، أول ما جلسنا وشعورنا نحن الجماعة الحجازية متجه اتجاهاً كلياً إلى فريق إخواننا المصريين رغبة "في النصر" وفرقاً من الهزيمة.. وشاهدنا اللعب يتنوع.. ويتدرّج، وحمدنا لإخواننا من اللاعبين أنهم في المقام الذي سمح لهم أن يقولوا لمن عيرونا طويلاً من الغربيين: إننا أدركناكم، وفقناكم. فسرنا هذا وصفقنا طويلاً له.. وكانت النتيجة لحسن الحظ أنها أكدت هذا..
والدم يفور. والاستجابة لاتجاهه. لا تخضع لعقل. ولا ترضخ لمنطق، فقد غمرتنا الحالة فإذا نحن حس مرهف مجرّد متطلع باستمرار وكأنما هو ذو أحد عشر عيناً تتابع كل لاعب وميله.. ولقد بلغت الغمرة بأحدنا. وكان ذا نزعة دينية حادة. أن صار كلما دنا لاعب أو جملة لاعبين من اليونان من مرمى المصريين أخذ يردد دون وعي منه الآية الكريمة فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ. فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ. فَأَغْشَيْنَاهُمْ.. (يس: 9).
إن الرياضة في شتى فنونها تبني للشعوب الأسس القوية التي يمكن بها الصعود إلى مدارجها في اطمئنان. وثقة. واعتزاز.. ولقد سرّنا أن يساهم فيها الشعب والشباب المصري الذي يؤسفنا إن كنا نلمح فيه باستمرار طبيعة الليونة والمسايرة لا الوقوف عند الغرض ـ مهما كان ـ والدفاع عنه.. بما كان.. وهو أسف منبعث، من طبيعة بلاد جبلت شبابها على المجالدة والكفاح المبكرين، ومسايرة أسبابهما اندفاعاً خاضعاً لوضعيتها، وواقعها السيئ..
إن في الطبيعة لنعمة يقدّرها المحروم.. ويشفق منها ـ وإن حنّ إليها ـ المقدر العاجز عن مسايرتها فروعاً أساسية..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :791  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.