شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصة في رسالة أبعَاد!
يا أعز الناس:
لقد ودعت حياة الناس - هذه - التي يملؤونها بالحركة والضجيج، والصراخ، والأحاديث التي لا تهدأ.. يملؤونها بالخداع، المبطن بمظاهر الحب..
ودّعت حياة الضجيج.. يوم فقدت عربتي توازنها، وحكمة سائقها، فقذفت بي الفجيعة إلى فضاء الصحراء. لا أعي من أمري شيئاً.. وعندما أفقت بعد أيام ثلاثة.. تكشفت لي الحقيقة الرهيبة.. التي تمر بحزم على قطع ساقي الأيسر..
يومها عرفت - أيضاً - أن الطائرة حلَّقت بك قبل يومين في طريقك إلى الدراسة العالية.. بينما العربة أوغلت.. فانحدرت بي إلى خط التساوي مع التراب والحجارة!!..
وانطوت أحزاني على أحزاني.. وأنا واجم الوجدان.. مشروخ الإحساس.. وتلقفتني ((الفاجعة)) لتمارسني الأيام بدورها ((فاجعة)) متحركة ببطء.. أو تلوكني الساعات بين بندولها ((صدى)) لضربات ذلك ((البندول)).. وهكذا طوال شهور كنودة كالحة... لم أكن أملك من يومي.. ومن أمري.. ومن تنفسي العضلي إلا أن أشخص البصر عبر نافذة المستشفى.. أقبل الناس بعيني لشدة الشوق الذي أحسسته تلك الأيام لهم.. ولضحكاتهم.. وتذكرتك غائم العين.. أُداري حنيناً يصارعني لينطلق من صدري، وقلبي، ونفسي ليلحق بدربك!!..
وبمثل ما ودعت حياة الناس.. عدت ((فجأة)) إلى هذه الحياة بقلب طفل، ومشاعر عاشق وَلِهْ، وتطلع متفائل أبله. عدت عشوائي الخطى أتخبط في سيري بتأثير ضربات بندول الساعة.. وفي ذلك الوقت كنت أتطلع بنظراتي التائهة المنفلشة إلى حركاتهم.. إلى خطواتهم.. كيف يسيرون.. كيف يحركون تلك الأرجل؟!..
عدت - يا أعز الناس - والتفاؤل يغمرني.. والأماني تزيغ أفكاري، وتربك تحركاتي.. كأي مؤمن جديد.. يخافون عليه من الردة أو الانتكاسة!.. وكنت كالذي يحاول التخلص من شارع مزدحم لكنه يعرف أنه يتحتم عليه أن يعبر امتداد ذلك الشارع!!
وبكل قوَّتي.. بكل الطاقة المختزنة طويلاً.. بكل فوهات المصب الحبيسة في جسد وفكر مسجيين على سرير أبيض.. أقبلت على الناس، وقبل أن أضيع بجسدي ونظراتي وأحاديثي وابتساماتي في زحام أولئك الناس.. سارعت أجلو ذلك الصدأ، وأزيل الغبار عن فترة تركتها، وقد تجمدت بكل ما فيها من حياة وبهجة، وشباب وحيوية..
وفجأة أحسست - أيضاً - كأن خطواتي قد أُلجمت، وأن اندفاعي البريء، المتعطش قد كبح.. وأن فرحة الأطفال التي واكبت لهفتي قد أطفئت، ولم أملك - لحظتها - إلا أن أترك الحرية لنظراتي فلا أكبِّدها ولا أرهقها أكثر مما فعلت.. تركت نظراتي تنتكس، وترتطم بالأرض.. تحفر هذه التربة الصحراوية التي تتعطش إلى نظراتك وخطوك عليها، وتغور هرباً من الناس..!!
وأجلت النظر حولي.. تذكرتك، وطافت الرؤى بي أستعيد بداية السعادة..
ثم.. صحوت ثانية على حقيقة أيامي.. فغامت الرؤى بي.. ومر شريط طويل في مخيلتي.. اسمه حياتي، والتقط فترة قصيرة من هذه الحياة.. فيها حشد مقيت لإرهاصات ألمي اليوم..
* * *
ذلك اليوم الصمغي في مدينة ((جدة))، وثيابنا ملتصقة بأجسادنا، والطلبة وراء باب حجرتي يملؤون الصالة ضجيجاً، وصخباً.. عندما فُتح الباب، ودخل ((الفرّاش)) يطلبني باسم مدير المدرسة..
وأصلحت من هندامي بعض الشيء.. عدلت ((العقال)) المائل، وثبتت نظارتي على أرنبة أنفي الدقيق مخافة أن تخذلني أمام المدير، وتسقط (!!).
وطالعني وجه المدير المنتفخ، الأبيض.. ونظر إليَّ الرجل محدقاً لحظات.. ثم قال:
ـ أنت تعرف بلا شك أن وظيفتك اسمها ((وكيل المدرسة))؟!
ـ ذلك أكيد يا سيدي المدير.. ولكن من أسلوبك الساخر هذا أحدثت غلطة ارتكبتها، ولا أعلم عنها؟
ـ غلطة؟.. هيه!.. اسمع يا سيد وكيل المدرسة.. ينبغي أن تلتزم حدود الأدب المتعارف عليه بين الناس.. وتبتعد عن طريق المشرفة الاجتماعية التي تعمل عندنا في القسم الداخلي، وتقشع عنها مضايقاتك الكثيرة، وينبغي أن تعرف أيضاً أنها ابنة ((ناس))، وأكابر يتنزهون عن كل أفكارك المريضة التي تحلم بها!!
ـ المشرفة الاجتماعية؟.. أنا.. ضايقتها، وعاملتها بأسلوب مغرض يخلو من الأدب؟.. من قال هذا؟!
ـ أيوه.. أيوه.. من قال هذا!! تفضل وأقرأ هذا أيها السيد المحترم؟.
وتناولت منه بضع أوراق.. واتضح لي أن المشرفة الاجتماعية الآنسة ((نادية)) تتهمني فيها بمسلك ملتوٍ وإنني أتعمد مضايقتها دائماً.. لأنني - كما أضافت - قد عرضت عليها صداقتي ورفضت (!!).
هكذا؟!
وارتسمت على شفتي بسمة باهتة.. هي خليط من الهزء، والسخرية، ومعرفة بأخلاق البشر هؤلاء!!
إن الحقيقة معكوسة في شكوى الآنسة ((نادية)). بدون افتئات عليها، أو تحامل.. الحقيقة هي:
ذات يوم رن جرس الهاتف على مكتبي، ورفعت السماعة.. وتسلل إلى أذني صوت الآنسة هذه يقول لي برقّة متناهية:
ـ يا سيد ((عادل)) هناك مفاهمة معك حول مطالب القسم الداخلي التي لم تؤمنها المدرسة للأطفال.. فأرجو أن أراك.. - لدقائق - إذا انتهيت من مشاغلك.
وبعد ساعة على المحادثة الهاتفية.. كنت أطرق باب الجناح الداخلي في المدرسة، وأجدها تخرج إلي من حجرتها بابتسامة مرحة، وألحت علي أن أدخل.. ودخلت، وفي خطواتها ذلك الاضطراب الملاحظ ومرت لحظة صمت. كانت في خلالها مغضية تزجي الوقت بلعبة الأصابع المتشابكة في يديها.. وقلت:
ـ أستطيع أن أعرف المطالب، ومدى ضرورتها؟
ـ قالت: هناك في الواقع حاجة إلى أغطية صوفية بمناسبة اقتراب فصل الشتاء!!
ـ قلت: ألا تلمسين - يا آنستي - إهدار أناقتي الآن بسبب هذا الرشح الذي يفرزه الجسم بفعل الحرارة.. إن الشتاء بعيد الأياب!
ـ قالت: هناك مطلب خاص بي!.
ـ تفضلي..
ـ إن قرار احتجازي طوال الأسبوع في المدرسة دون أن أخرج، سبب أكيد لتوافر حالة السأم التي أشعر به.
ـ إن هذا قرار من السيد المدير، ويمكنك مشافهته في ذلك.
ـ أرجوك.. إنني أرتاح إليك كثيراً.. إنني أشعر بتقارب كبير بيني وبينك.. إنني يا.. ((عادل)) أعتبرك أخاً، وصديقاً، وانعكاساً لأفكاري!!
ـ ماذا؟.. آنسة ((نادية)) لعلك تشعرين بصداع، أو حمى خفيفة، أو اضطراب بسبب هذه الحرارة؟. أرجوك.. أنا هنا ((وكيل المدرسة)) فقط.. و .. أخ لك بدون شك ولكن... أخ فقط يا آنستي..
ـ عادل.. أرجوك، لقد كنت معك صريحة، وربما كنت جريئة في تقدير موقفي معك.. إلا أنني أعتز بك.
ـ آنسة ((نادية)) ترحيبي بصداقتك لا يمنعني أن أقول لك يجب أن تحافظي على مستوى التقدير عندي لك.
ـ هكذا.. ولكني.. أف يا الله.. ألا تقدر.. ألا تحترم مشاعر الآخرين؟ ألا تحب!!
ـ نادية.. اسمعي.. لم أقل إنك قبيحة، لأن جمالك أخاذ بدون جدل، لكنني - يا أختي - أحب مثلك تماماً.. أحب واحدة.. حلوة.. جميلة مثل ((سميراميس)).. نصفها، ونصفها الآخر بشر، وهي اليوم بعيدة عن بلدنا.. في رحلة شريفة.. في رحلة دراسية لتنال الشهادة الجامعية.. ولقد كان ارتباط روحينا وثيقاً إلى درجة أن الموت لن ينجح في قهر هذا الارتباط.. أفهمت الآن؟!
ـ أفهم كل ما تريد أن تقوله.. لكنني لست شاعرة في مستوى ملاكك ذاك.. فأتشبث حتى بروحك.. إنني أريد منك أن تمنحني أيامك الحاضرة فقط.. وسنرى من سينتصر في النهاية.. الروح.. أم المادة.. إنني عاطفية أيضاً، وذات قلب.. لكنني لا أحلم كثيراً.. إنني أعيش الواقع، وأخلق ما أتمناه!!
ـ أنت مغرورة.. ونهَّازة للفرص، والحب - يا فتاتي الصغيرة - لا يمتزج بالغرور والانتهازية.. الحب هو الذي يحقق الفرص.. وليس الفرص هي التي توجد الحب، وتحققه.. الحب لم يكن في يوم من الأيام ((مادة)) يعبث بمفهومها الناس.. وعندما يتحول إلى مثل هذا.. فسيصبح اسمه ((شركة)) كالتي تحاولين إقامتها معي الآن.. الشركة الزوجية المتحدة!!..
وتركتها على حافة سريرها في حجرتها الخاصة.. وعدت إلى مكتبي مضطرب الأعصاب.. حانقاً على هذه ((الطفلة)) التي تريد أن تفلسف الحب.. بتأثير ((حالة)) تعيشها!!
* * *
ورفعت رأسي نحو المدير المحتقن.. الذي كان يمعن النظر ليرى تعابير وجهي لحظتها.. والبسمة الصغيرة لم تزل على وجهي.. بسمة شفقة، وعطف من أجل تلك الصغيرة الغريرة.. وتكلم المدير يقول:
ـ ها.. ما رأيك فيما قرأته؟
ـ قلت: صحيح!؟
ـ قال، واحتقان وجهه يزداد: وتعترف بمثل هذا التبجح؟
ـ قلت: هل أكذب عليك؟.. لقد حدث كل ما سطرته الآنسة ((نادية))، وإنني أعتذر عنه بشدة!
وكنت أعرف أن الاعتذار في مثل هذه الحالة.. لا يجدي أبداً، وأتوقع الإجراء الذي سيتخذ ضدي. لكنني سأتقبل كل شيء.. دون أن أتورط فأجلب لهذه الفتاة الصغيرة بلا خبرة ولا تجربة الخزي، أو الإحراج، أو على أقل تقدير.. أسبب لها ما سوف يطبق عليّ بعد لجظات..!!
ـ قال المدير بنبرة هزء: نعم؟.. تعتذر عنه بشدة.. يبدو أنك لا تستطيع تقدير الأمور والحوادث.
ـ قلت: بلى يا سيدي.. أستطيع، ولكنني أريدك أنت أن تفعل ذلك!!
وقمت إلى مكتبي بعد هذه المناقشة الساخطة.. ونسيت ما حدث، وأنا في دوامة العمل، وصخب الطلبة.
ومرت أيام، وفي يوم.. تقدم إلى مكتبي ((الفرّاش)) وفي يده مذكرة يطلب مني أن أتسلمها رسمياً.. وكانت قراراً بفصلي من العمل بناء على مسلكي الأخلاقي..
وتسلمني الطريق. إنساناً مذهولاً.. تائهاً.. غبياً.. مثالياً إلى الدرجة التي تغضب الناس، وتدفعهم لتطبيق النظام.. وهو إجراء سليم طوال الزمن الذي أحتفظ فيه بحقيقة ((العمل)) الذي تسبب في فصلي!
وأخذت العربة تقودني بدل أن أفعل هذا أنا.. وفي اعتقادي أنني منطلق إلى مخبز معروف..
وفجأة رأيت أمامي سيارة نقل ضخمة، مدمرة تندفع نحو عربتي.. أو لعلّ عربتي هي التي اندفعت إلى طريقها، وسمعت صوت الاصطدام، والهول.. ثم لم أعد أدري شيئاً.. وبعد أيام ثلاثة.. تمثلت لي ((الفجيعة)).. أو الحلقة المفقودة للفجيعة.. فإذا أنا في فضاء الصحراء.. وإذا بالأطباء يصرون على بتر قدمي اليسرى!!
وأضحى اسمي مضغة تلاك في أفواه الناس.. بدون رحمة، ولا تفهُّم..
شد ما أمقت حياتهم هذه..
شد ما ترهقني أيامهم..
ويا شقوتي بهذه الأيام - كذلك - وأنت ذات منأى بعيد..
ليتك هنا معي، فأنت وحدك القادرة على اقتلاع نظراتي من لحدها اليوم.. وإعادة الحياة إلى حركتها، وتطلعاتها الشريفة المضيئة بالأمل.. أنت وحدك علمتني - مرة - كيف يسوس الإنسان حياته الكئيبة، ويحيلها إلى حديقة غناء.. يرقص فيها الطير.. وذلك عندما كشفت لك عن ماضٍ بلا طعم، ولا رائحة.. فقلت لي:
ـ نحن صناع الطعم، والرائحة، واللون!!
ولم أكن أعلم أن أيامي التي سبقت التحام روحينا هي بالنسبة إلي ماضٍ منعدم السحنة.. وكنت أنت صانعة للحاضر، وفيه!!..
إن هذه النفسية هي التي لوّنت أفكاري بما شرحته.. لقد كنت سعيداً بأيامنا معاً.. برسائلنا.. بنقاشنا، باحتدادنا.. بالمحاولة التي قام بها كل منا على حدة.. محاولة سيطرة فكره وآرائه على تفكير الآخر.. إلا أنني كنت سعيداً.. أقصد كنت واهماً.. فما أحلى الوهم أحياناً.. فهو كل السعادة..!!
كنت واهماً أن النظرات غافلة عن سمائنا التي كانت تحلِّق فيها روحانا..
كنت واهماً من الصحائف التي زرعنا أفئدتنا، وقدرنا، وسعادتنا على بياضها النقي في مثل سرائرنا.. ونفوسنا، وقلبينا.. صحائف لا يمكن أن تذوب، أو تصفر، أو يخرمها الزمن.. ففجعت عندما علمت أن عوداً واحداً من الثقاب.. واحداً فقط أتى على نقائها بيد غير يديك.. فأحالها كومة سوداء هشة تبعثرها النسمة العابرة بعد أن كانت النسمة تزيد حروفها وضوحاً وصدقاً ونقاءً ورونقاً..
كنت واهماً أن أحدنا إذا أصابه المرض.. فلن يكون علاجه - مهما كان - في قوة البسمة التي يمنحها الآخر لتكون بلسماً سريع المفعول.. فازداد توتر الصدق في وجداني، وأنا أعاني من مرض نفسي أقوى من مرض الجسد.. هو النوى، ومع هذا فإن النوى في داخلي يعاني هو الآخر كظماً قوي الإرادة، وقوة الإرادة مستمدة أيضاً من تطلعي إلى بسمتك التي ستشرفين بها على درب المستقبل.
* * *
والآن...
قد أبعث إليك بشرى خروجي من المستشفى.. لم يبتر الأطباء ساقي.. فقد بذلوا كل علمهم للمحافظة عليها.. إلا أنني عدت إلى حياة الناس ((أعرج)).. أنقل قدمي المعطوبة بعد أن كانت تنقلني.. وأجررها على الأرض.. وفي الوقت نفسه.. أجرر حولي نفسيات الناس، وأسلوبهم في الحياة.. ويهمني أن أكون قد وفقت في التعبير عن حقيقة المرحلة الراهنة في مسيرتي المنفردة الموحشة.. التي أحاول بها أن أفلسف طبيعة المستقبل الذي ينتظر لحظة لقائنا من جديد.. إن اللقاء سيكون مادياً!!.. ولا تجزعي من هذه العبارة، وتتذكري نقاش ((نادية)) معي حول المادية.. أو الروحية في الحب.. اللقاء سيكون مادياً بمعنى أن أكفّنا قد تمتد للتعانق. لتتصافح.. بمعنى أن نظراتنا قد تلتقي في قبلة رؤيا.. لا رؤى!!.. لكن لقاء الروح لن يتحول في معناه، وإيجابيته إلى مفهوم مادي.. لقاء الروح مستمر منذ التحام روحينا، وإلى الأبد!!
اللقاء سيأتي، ولا أعلم توقيته.. إلا أنني أعرف أنه سيجدني تحت أنقاض نفسيات الناس..
ولكن.. إذا تحقق اللقاء.. سأنسى من أجلك كل النوائب بأشخاصها، وأحداثها.. وأسبابها.. وسأعود سعيداً.. سعيداً جداً، ولو بالوهم مرة أخرى..
وما أحلى الوهم أحياناً.. فهو كل السعادة!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1086  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج